الأحد، 14 ديسمبر 2014

رقائق القرآن لـ ابراهيم بن عمر السكران

مجموعة من المقالات جمع فيها الكاتب بعض المشاهدات من الواقع وربطها بآيات من القرآن الكريم , ويحاول أن يلفت انظارنا لبعض الامور البسيطة ولكنها جوهرية وقد نغفل عنها .

مقدمة

الحمد لله وبعد :
انسان هذا العصر منهمك في دوامة الحياة اليومية , أصبح الواحد منا كأنه ترس في دالوب المهام والتفاصيل الصغيرة التي تستلمك منذ أن تستيقظ صباحا حتى تلقيك منهكا فوق سريرك في أواخر المساء .
دوام مضن ورسالة جوال وبريد الكتروني وتعليق فيسبوكي وخبر تويتري ومقطع يوتيوبي وتنقل بين الفضائيات وصراخ منبهات في طرق مكتظة وأعمال مؤجلة كلما تذكرتها قرصك الهم والتزامات رقائق القرآن لـ ابراهيم بن عمر السكران اجتماعية آخذ بعضها بركاب بعض الخ الخ .
هل نظم الاتصالات المتقدمة هذه مشكلة ؟ لا قطعا بل هي نعمة من الله يجب تسخيرها فيما يرضيه لقد جنينا منها الكثير , نعم ربحنا لكن لا أدري أشعر أننا خسرنا " الصفاء " .
صفاء الذهن وخلو البال والتأمل الرقراق حين يتطامن السكون من حولك ..
حين يكون الانسان في فلاة من الأرض وتناديه عشرات الأصوات تتناهشه من كل جهة فانه لا يزداد الا تيها وذهولا وأرانا ذلك الرجل الذاهل بين ضجيج المدينة المعاصرة ..
وخصوصا اذا انضاف الى ذلك أنماط الترفيه التي غزت حياتنا والاسترسال في السهرات مع الأصدقاء في استراحات الضياع ..
ومن أفظع نتائج هذا الانهماك المضني في تروس المدينة المعاصرة تلك القسوة التي تدب الى القلوب فتستنزف الايمان , وتفزع السكينة الداخلية حتى صارت شكوى شائعة ..
ألم يحن لنا أن نستقطع وقتا نهرب فيه من هذا التطاحن المعاصر لنعيد شحن أرواحنا بنسيم الايمان ...؟
ألم يأن لنا أن نرقق قلوبنا بالقرآن ..؟
وكون القرآن هو المفزع لتزكية النفوس وترقيق القلوب وتصفية الأرواح وانتشالها من الثقلة الارضية ليس استنباطا أو وجهة نظر بل هو حقيقة دل عليها القرآن ذاته .
كما قال الله تعالى : " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " , وقال الله تعالى : " قل انما أنذركم بالوحي " , ووصف الله القرآن بأنه موعظة : " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم " .
والحقيقة أنه كانت تمر بي مشاهدات اجتماعية في الحياة اليومية فكنت أتأمل بعضها في ضوء القرآن وأتنقل بين الآيات وأقلب معانيها وأحاول أن أستخلص هدايات القرآن في مثل هذه الأحداث والمواقف ثم أسجل خلاصة هذه التأملات في فصول متناثرة في أوقات متفاوتة ..
وقد كانت تلك التأملات لا تزيدني الا دهشة من أسرار القرآن في تليين القلوب وترقيقها وتزكية النفوس , وبناء السمو والرقي والجمال الأخلاقي والتعبدي فيها ..
وفي هذه الرسالة التي بين يديك ستمر بك حصيلة بعض هذه التأملات فهذه الرسالة في جوهرها هي مشاهدات اجتماعية مررت بها ثم عرضتها تحت سراج القرآن وانكشف لي فيها معان أخاذة في ترقيق القلب وتليينه وتزكيته وتطهيره واعادته لمساره الطبيعي ودونت خلاصة هذه النتائج والتأملات في هذه الفصول التي ستمر بك باذن الله .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
أبو عمر / ذي القعدة 1433هـ
ذهول الحقائق
في يوم الاربعاء الثاني من شهر الله المحرم لعام ثلاثة وثلاثين وأربعمائة وألف قدم الى الرياض أحد أقاربي يكنى بأبي عبد الكريم , وهو في منتصف الأربعينات من عمره وكانت بيني وبينه مودة حميمية خاصة والى هذه الساعة ما رايت مثله في سلامة القلب للناس , والاحسان للمستضعفين كالعمال والجاليات والأطفال ونحوهم وله علي فضل خاص لا أنساه ما حييت ..

بيانات الكتاب

الأسم: رقائق القرآن
المؤلف:  ابراهيم بن عمر السكران
الناشر: دار الحضارة
عدد الصفحات: 176
الحجم:  2 ميغا بايت
تحميل كتاب رقائق القرآن

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق