الخميس، 18 ديسمبر 2014

لماذا ؟ أسئلة العرب مطلع الألفية الثالثة لـ شاكر النابلسي

لماذا؟ "لماذا اخترنا الاستفهام هذه عنواناً لهذا الكتاب؟ الإجابة على ذلك واضحة. فالثقافة العربية منذ زمن طويل، معروفة بأنها ثقافة الأجوبة، وليست ثقافة الأسئلة. الأسئلة في معظم الأحيان ليست ممنوعة فقط ولكنها محرمة أيضاً. وما من أمة عاقبت السائلين على أسئلتهم كما عاقبت الأمة العربية سائليها .

مقدمة



لماذا ؟
لماذا اخترنا اداة الاستفهام هذه عنوانا لهذا الكتاب ؟
الاجابة على ذلك واضحة .
فالثقافة العربية منذ زمن طويل معروفة بأنها ثقافة الاجوبة و ليست ثقافة الاسئلة .
لماذا ؟ أسئلة العرب مطلع الألفية الثالثة الاسئلة في معظم الاحيان ليست ممنوعة فقط و لكنها محرمة ايضا .
و ما من امة عاقبت السائلين على اسئلتهم كما عاقبت الامة العربية سائليها .
فكل المثقفين و الفلاسفة و الفقهاء و الشعراء و الحكماء الذين سجنوا و عذبوا و شنقوا طيلة 14 قرنا مضت كانوا ضحايا اسئلتهم .
الثقافة العربية منذ 14 قرنا كانت و مازالت ثقافة الاجوبة الجاهزة بدون اسئلة .
أجوبة مجانية قديمة جاهزة و مجترة و لكن الاجوبة عن اسئلة العصر غير موجودة .
و من هنا جاء عنوان هذا الكتاب :
لماذا ؟
و سبق هذا الكتاب ، كتابنا الاخر المتسائل : (( أسئلة الحمقى )) .
و لماذا هنا في هذا الكتاب هي اسئلة قليلة من بين ملايين الاسئلة التي تعج بها صدور العرب و لا يستطيعون طرحها على المفتي و الخطيب و الفقيه و المثقف و السياسي و الحاكم و الحارس و الحاجب لأن السؤال غال و يكلف احيانا حياة الانسان في مجتمعات العبودية الاحادية .
فليس بين شعوب الارض شعب يملك من الاسئلة بقدر ما يملك العرب الان .
و ليس بين شعوب الأرض شعب لا اجوبة عن اسئلته كما هو حال العرب الان .
العرب في الماضي و الحاضر أمة الاجوبة التي لا سؤال عنها و ليست امة الاسئلة التي لا جواب لها .
إن سر تقدم الشعوب الاخرى ورقيها أنها سألت كثيرا و اجابت قليلا . و نحن أجبنا كثيرا و سئلنا قليلا . و كانت معظم اجاباتنا مجانية و مجترة عن اسئلة قليلة ماضية .
الحضارة و الثقافة المبدعة هي الحضارة و الثقافة السائلة .
و الامة السائلة هي الامة الناقدة لنفسها نقدا ذاتيا مريرا .
حضارة و ثقافة النقد الذاتي ، هي الحضارة المبدعة .
و الامة السائلة هي الأمة الحرة .
كلما زادت مساحة الحرية في أمة من الامم زادت اسئلتها .
و كثرة الاسئلة في أمة من الامم عنوان الحرية و دليلها .

خلو الثقافة العربية من الاسئلة هو سر موت الفلسفة العربية التي لمعت حينا من الدهر ، ثم خبت و انطفأت نهائيا بعد القرن العاشر الميلادي و إلى الان .
ألم نقفل باب الاجتهاد دهورا طويلة ؟
ألم نقل : ما أقفله السلف لا يفتحه الخلف ؟
ألم نحرف تدريس الفلسفة و المنطق ؟
ألم نقل : من تمنطق فقد تزندق ؟
ألست الفلسفة و المنطق محرمة حتى الان في مدراس بعض الدول العربية و كأننا نعيش في القرون الوسطى حيث كان البريطانيون في برمنجهام يعلقون على أبواب بيوتهم عبارة تقول : (( لا يوجد لدينا فلسفة )) خوفا من بطش الكنيسة ؟

بيانات الكتاب

الاسم : لماذا ؟ أسئلة العرب مطلع الألفية الثالثة
المؤلف : شاكر النابلسي
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات و النشر
عدد الصفحات : 232
الحجم : 3.7 ميجا
تحميل كتاب لماذا ؟ أسئلة العرب مطلع الألفية الثالثة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق