صيف يغفو في جلده لـ تيودور رتكي اختيار وترجمة: سامر أبو هواش
[ الرابط المباشر ]
ثيودور رَتْكِي
Theodore Roethke (1908-1963)
ولد رتكي في مدينة ساغينو من ولاية ميشيغن. ترعرع بين أحضان الطبيعة حيث كان والده وعمه يملكان بيوتاً زجاجية لزراعة النباتات. في مراهقته تعرّض لسلسلة صدمات غيّرت وجه حياته، بدءاً ببيع العائلة للبيوت الزجاجية، ثم بانتحار عمه ثم بموت والده المفاجىء. علاقته بوالده "أوتو رتكي" المتحدّر من أصل ألماني شابها التناقض. فالأخير كان يُظهر وجهاً سلطوياً قاسياً في تربيته لإبنه، في حين كان بالغ الرقّة والحساسية تجاه جمال الطبيعة. موت الأب المبكر لم يمنح الإبن مجالاً كافياً لفهم طبيعة أبيه بشكل أعمق، وللتصالح معه ومع نفسه، كذلك كان سبباً في عدم اكتفائه العاطفي واستقراره النفسي، فكان أن أصيب لاحقاً بنوع من المسّ العقلي الناتج عن الإكتئاب. أمضى رتكي مراهقته محاطاً بثلة من الشباب المُشاغب والهامشي، ولكن مع ازدياد وعيه بذاته وإمكاناته، أخذ يتّجه نحو خيارات مغايرة تماماً في حياته، فدرس الحقوق لأشهر قليلة ثم عاد فاختار دراسة الأدب. خلال دراسته الجامعية بدأ بكتابة الشعر، وبعد تخرجه اختار مهنة التعليم.
ديوانه الشعري الأول لم يصدر إلا بعد اختبار طويل وشاق لمقدراته الشعرية، دام لأكثر من خمسة عشر عاماً. يصرّح رتكي "أنا في عمل متواصل"، جيوبه كانت تظلّ ملأى بقصاصات، وكان كتب مرة "الحركة تعادل الإحساس"، ما يعني أن كتابة الإنفعال تستلزم ذهناً لا يتوقّف عن الدوران. وهو وإن لا يعدّ كاتباً خصباً، إلا أن مقدار ما استنفدته كتابة أشعاره من وقت وجهد بدى جلياً في مقدار ما راكمه من دفاتر ملحوظات في حياته، ضمّت أشعاراً، وأفكاراً متنوعة، وآراء نقدية، وانطباعات حول الطفولة وغيرها، آخذين بالإعتبار ما ذكره آلان سيغر، كاتب سيرة الشاعر، عن أن نسبة 3 % فقط من الأشعار الواردة في دفاتره والتي جاوزت المئتي دفتر، كانت وجدت طريقها إلى النشر. وبسبب من ضغط العمل والتفكير هذا، تعرّض رتكي لأكثر من انهيار عصبي ونوبات جنون بدءاً من العام 1935، ما استدعى جلسات علاج دائمة، ودخوله لمدة مصحّة في مدينة آن آربر. فُصل بسبب مرضه، من جامعة ميشيغن عام 1958، ولكنه عاد في العام نفسه ليعلّم في جامعة واشنطن. وهو أكان مريضاً أم مُعافى استطاع أن يكسب مودة الجميع واحترامهم، واستحق أعلى مراتب التقدير على انتاجه الإبداعي المميّز، وقدراته الهائلة في التعليم وتدريب الطلاب على الكتابة.
-------------
حسين علي يونس
مصدر القراءة : جريدة الاتحاد
عن دار الجمل صدرهذا الكتاب (صيف يغفو في جله) للشاعر الامريكي تيودور رتكي اختار الاشعار المنتخبة من اعماله الكاملة الشاعر سامر ابو هواش الذي وضع مقدمة عن الشاعر مستلة من سيرته الذاتية التي وضعها الشاعر نفسه متحدثا عن نشأته الاولى وسنين تعلمه في جامعتي متشيغان وهارفرد.
يعتبر رتكي شاعر تجربة من طراز رفيع ربما هو شاعر( اتساع المدى الوجداني) اذا ما أشعرنا جملة البيوت الواردة في ادب السياسة.
تشغله النبتة بين صخرتين والضفاف الغرينية والمياه التي تندلق من الوجه وصرير الباب في ليلة باردة.
ربما من اجل ذلك يزداد الاهتمام بتجربة رتكي يوما بعد اخر مثلما يقول المترجم ذاته. في المقدمة المغتضبة التي وضعها في بداية كتابه.
الجدير بالذكر ان الشاعر سبق ان ترجم من قبل علي الشوك في كتابه دادا كذلك قدمه توفيق صائغ في خمسين قصيدة من الشعر الامريكي المعاصر وكذلك قدمه الشاعر الكبير يوسف الخال في مختارات من الشعر الامريكي.
من الجدير بالذكر ان رتكي حصل على عدة جوائز عن نتاجه الشعري وحصل على بوليتزر اكثر من مرة. كما يعتبر من الشعراء اصحاب التجارب المرة.
اهتم رتكي بدانتي اليجيري ووالت وايت مان وييتس وكانت الطبيعة احدى محركات الهامة اضافة الى الميتافيزيقيا والميراث الروحي.
من مجاميع الشاعر منزل مفتوح 1941 الابن الضال وقصائد اخرى 1948 دروب طويلة ملتوية 1950 تهليل حتى النهاية 1951 التي يقول الحمل 1961 الحقل البعيد 1964 وغيرها.
من قصائد المجموعة
قصيدة استراحة
كان عنصر الهواء خارج اليد
ومزقت الرياح الاوراق الهشة
وبعثرتها فوق البلاد
انتظرنا على الا فاريز الشتوة الاولى.
عمت الفوضى بينما ساعة بعد ساعة
تبدد الضوء تحت سماء كاملة
اتسعت حدقاتنا بليل خرافي
بيد ان الجفاف لم يبارح الطريق والحقل المغبر.
ظل المطر حبيس الغيمة ودنت العتمة الكاملة.
ظل المطر حبيس الغيمة، ودنت العتمة الكاملة على العشب الطويل تمددت الريح بغير حراك.
شرايين ايدينا خانت خوفنا
ذاك الذي كنا ننتظره لم يمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق