الاثنين، 8 ديسمبر 2014

السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة –3 لـ محمد الصوياني

الكتاب يحكي السيرة النبوية وكأنك قصة تقرؤها بانسيابية.. يجعلك تعيش الحدث ببراعة وتحس بالخوف والحب والألم لأنه استطاع ببراعة أن يجعلك تخرج من سياق الحدث المجرد كخبر إلى واقع تحس به

مقدمة


معركة ثانية على أرض بدر
بعد غزوة أحد اغتر أبو سفيان " قائد قريش " بما حدث فصاح بالنبي صلى الله عليه وسلم متحديا : " موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا " .
كان أبو سفيان ومن معه يريدون أن يملأوا آبار بدر بأجساد المؤمنين مثلما حشر المؤمنون جثث طواغيت قريش في تلك البئر المنتنة على أرض بدر , حلم لقريش فهل يتحقق ؟
كان أبو سفيان يريد استغلال مناسبة اقامة موسم بدر , وهو موسم للعرب يجتمعون فيه تجارة وأدبا وشعرا لكن أبا سفيان أراد ان يجعل للحرب نصيبا في هذا الموسم , حرب تستعيد بها قريش بعض ما تتأثر من هيبتها .. حرب يشهدها العرب جميعا .
السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة ج1 فليكن لأبي سفيان ما يريد ها هو صلى الله عليه وسلم عندما اقترب موعد اقامة سوق بدر يستعد للسفر , لا للحرب فقط بل للحرب والتجارة , متجاهلا كل صيحات المخذلين والجبناء في المدينة الذين يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : " ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم " فقد رد صلى الله عليه وسلم على أولئك المخذلين والجبناء بعزم شاركه به أصحابه رضي الله عنهم فقالوا : " حسبنا الله ونعم الوكيل " فامتدح الله هذا الايمان المتجذر وهذه الثقة الراسخة بالله , فقال سبحانه : " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " .
ف "قد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم : موعدك موسم بدر , حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فأتوه " .
وصل الشجعان الى أرض بدر , فرحبت بهم وذكرتهم بنصرهم كانت أرض بدر أرضا للانتصار هكذا هي في عقول وقلوب المؤمنين أما بالنسبة لقريش فهي تذكرهم بالهزيمة لذا لم يستطع أبو سفيان وجيشه مغادرة مكة , ولا الحركة منها , فالتشاؤم يعيقهم عن الحركة يشلهم عن الوفاء بالوعد والتحدي أبو سفيان وكبار القوم خائفون .. يخشون أن تحشر جثثهم في بئر أخرى فلم يحضروا .
وهكذا انتهت غزوة بدر الثانية قبل أن تبدأ فليس على الساحة سوى المؤمنين .. انهم يتلفتون فلا يرون أحدا .. يذرعون أرض بدر يمشطونها بحثا عن جيش الوثنيين .
فلا يرون أحدا وهكذا انهزمت قريش في معركة هي التي طلبتها وحددت مكانها وزمانها أما رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنده , فقد مالوا بمطاياهم نحو موسم بدر " فأتوه فلم يجدوا به أحدا , وتسوقوا فأنزل الله : " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " .
فطلب صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يكتبوا هذه الآية وأن يجعلوها بعد الآية السابقة , لتقرأ هكذا : " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " .

بيانات الكتاب

الأسم: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة -2
المؤلف: محمد الصوياني
الناشر: العبيكان
عدد الصفحات: 270
الحجم:  5 ميغابايت
تحميل كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة -3




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق