الجمعة، 5 ديسمبر 2014

خطرفة بين الواقع والخيال لـ محمود الشرنوبي


محمود الشرنوبي. خطرفة صامتة لم ولن يسمع بها غيري أعيش فيها دون أن يشاركني احد فقط أجمع فيها الماضي والحاضر ما يناسب بعذه البعض من اجل ان يظهر في النهاية كقصة ...

مقدمة

في ليلة من الذات الليالي كنت مريضا بشدة ففي الصباح شعرت بدغدغه في جسدي وزغلله " أصلي كنت مشغل اللاب بقالي زمن هو احنا بقى ورانا حاجة غير كده " قولت .. عادي وماحطتش في دماغي الا أن حالتي ازدادت سوءا بمرور الوقت حتى ارتفعت درجة حرارتي وازدادت دغدغة جسدي فلم أجد الا أن أبوح لمن حولي بذلك .
فنصحوني بقليل من الطعام معاه حاجه دافيه فقط لأتمكن من تناول مسكنات ومن ثم أتغطى بكل اللي في البيت " هي عادتنا ولا هنشتريها يلا اللهم لا اعتراض " ففعلت وفي الليل قبل أن أفعل ثانية ما قد نصحوني به حرفيا وأنا أحمد الله على ما قد أصابني أخبروني أن الساعة الآن تدق أجراسها على الحادية عشر " مساء " وأنه مازال أمامي ساعة كاملة قبل أن أتناول الجرعة الثانية من الدواء .
خطرفة بين الواقع والخيال لـ محمود الشرنوبي على أن أفعل شيء ما أو لا أفعل ... المهم أن تمر هذه الساعة ثقيلة على قلبي جدا ولا أعلم ما السبب المهم أن تمر , اذا على بالطريقة السحرية التي تهون علينا الكثير والكثير , الطريقة التي قد تؤدي بنا أحيانا الى النسيان ..النوم .
فأغمضت عيناي بشدة لعلي أنام أسرع من المعتاد لأني عادة لا أنام بسرعة وياليتني ما فعلت فمع كل محاولاتي لم أفلح في أن أنام تلك الساعة بل أصابتني خطرفة نتيجة للسخونية الشديدة التي قد أصابتني ..
خطرفة صامتة لم ولن يسمع بها غيري أعيش فيها وحدي دون أن يشاركني أحد فقط أجمع فيها من الماضي والحاضر ما يناسب بعضه البعض من أجل أن يظهر في النهاية كقصة محبوكة يصدقها من يسمع عنها .
مثل السخونية التي لم تصب غيري " الحمدلله " فقط يشعر بها من يتلمس جبهتي .. حينما يريد لكن دون أن أتفوه بكلمة واحدة , كعادتي كل يوم أذهب الى السوق وأفترش بضاعتي عند مدخل القرية أبيع ما أفترشه أقصد نبيع فنحن ثلاثة أصدقاء جئنا الى هنا معا ونعمل معا دعني أعرفك عليهم فعلى يميني الأستاذ / عدي وهو تاجر ماهر وله أسلوبه الخاص الى حد ما حاد في كلامه وعلى يساري المهندس / عبد الرحمن وكلمة المهندس تلك لقب مكتسب بالرغم من عدم التحاقه بكلية الهندسة الا أننا جميعا نناديه بالمهندس فهو حقا مهندس في كل شيء خاصة في كلامه المعسول وشكله المهندم وبالرغم من معرفتي به منذ مدة لا بأس بها الا أنني لا أعرف ان كانت تلك خصال متأصله فيه أم أنه يمثل ...على العموم ذلك لا يهم المهم أنه في النهاية أصبح كذلك لأننا في مهنتنا تلك نحتاج الى صفات مشابهة أثناء معاملة الزبائن لكسب قلوبهم فتزداد تجارتنا ومن ثم أرباحنا " اذكر أنني تعلمت من صديقي عبد الرحمن أنه حينما أريد امتلاك قلب شخص فسوف يحدث ذلك بالتأكيد قد يكون الأمر في ظاهره صعب المنال لكنه غير مستحيل الحدوث الدوى على الودان " .
وأنا بالنسبة لصاحبنا الأستاذ / عدي فنصدره للتجار فهم يشبهونه في الكثير من الخصال خاصة حدة الصوت وصعوبة المعاملة والنرفزة السريعة دون نقاش .
حتى ان وجد النقاش فلا فائدة أو جدوى من ذلك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق