الخميس، 2 مايو 2013

المصطفى المريزق كتاب بعنوان: في الطريق إلى ربيع الديمقراطية



في هذا الكتاب، يفكر الأستاذ المريزق مصطفى، في التاريخ، لكي يدافع عن التنوير والإصلاح، ويحلل المجتمع لكي يفهم "الحراك"، ويحول الكتابة إلى فعل مقاومة لكل أشكال التطرف والأصوليات، تمسكا بالطريق نحو ربيع الديمقراطية.
تتعد توقيعات الكاتب واهتماماته، انه الباحث في علم الاجتماع، الفاعل السياسي، الناشط الحقوقي، الخبير في قضايا الهجرة، لكنه في هذه النصوص، التي تقدمها منشورات الزمن، يبدو منحازا إلى حقيقته الأولى: أن يكون مواطنا جديرا بعصره، مستقطبا لأسئلة مجتمعه، وأن يقول "كلمته" كمثقف داخل الساحة العامة دون أدنى تردد أو تأخر.
بين الرغبة في اتخاذ المسافة الضرورية لعمق التحليل و"برودته"، وبين ضغط الحاجة للموقف من الأحداث المتسارعة، يبدو الكاتب منخرطا في الحوار العمومي، والنقاش الديمقراطي، مستندا إلى تاريخ كامل من التزام أجيال من السوسيولوجيين بقضايا"المدينة" وأسئلة المجتمع، ومستعينا بادوات التحليل واليات القراءة النافدة لتحولات معقدة لمجتمع عصي على الثمتلات الجاهزة!
لذلك في كثير من هذه النصوص،يشركنا الكاتب في بعض قراءاته، دون أن يثقلها بالإحالات والمراجع، لأنه يفضل هنا أن يظل في سجل مقالة الرأي، ولا يحبد أن يرتدي على الدوام عباءة المتخصص. إنه يجترح نوعا من الكتابة المواطنة، التي تعلن توتر علاقتها بالواقع، وتفصح عن قلق أسئلتها، منافحة عن قيم التقدم والاختلاف والنسبية.
تحتفظ ذاكرة هذه النصوص، بأثر مرور عاصف لواحد من جيل الثمانينيات في الجامعة وداخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، جيل مجبول على الجدل والنقاش،مثلما تحتفظ بأثر لافت لمدرسة مغربية جديدة في علم الاجتماع، تريد أن تنحت لنفسها هوية خاصة على مسافة من الآباء المؤسسين للسوسيولوجيا المغربية.
مقالة الرأي بالنسبة للمريزق، هي كذلك "انعتاق" للغة من رقبة صرامة الباحث واقتصاده وموضوعيته، لذلك تمارس اللغة هنا انزياحها الجميل الذي يضعها على مشارف "الشعرية"، مما يسمح بكتابة "حميمية" تفضح انكسارات وأحلام الذات، إنها الكتابة الوحيدة التي تعادل العلاقة الخاصة للكاتب مع بعض مواضيعه، كما هو الشأن مثلا في مرثيته الحزينة لصديقه أيمن المرزوقي، أو رسالته إلى شهرزاد المغربية.
ما الذي يقف وراء هذا الكتاب: نباهة السوسيولوجي؟ مواقف السياسي؟ مرجعية الحقوقي؟
أبادر وأجيب بلا أدنى شك: بعض من كل ذلك، و كثير من حس المواطنة، الممزوجة بحساسية إنسانية خاصة.
د. حسن طارق

Photo : ‎صدر للدكتور المصطفى المريزق كتاب بعنوان: في الطريق إلى ربيع الديمقراطية في هذا الكتاب، يفكر الأستاذ المريزق مصطفى، في التاريخ، لكي يدافع عن التنوير والإصلاح، ويحلل المجتمع لكي يفهم "الحراك"، ويحول الكتابة إلى فعل مقاومة لكل أشكال التطرف والأصوليات، تمسكا بالطريق نحو ربيع الديمقراطية. تتعد توقيعات الكاتب واهتماماته، انه الباحث في علم الاجتماع، الفاعل السياسي، الناشط الحقوقي، الخبير في قضايا الهجرة، لكنه في هذه النصوص، التي تقدمها منشورات الزمن، يبدو منحازا إلى حقيقته الأولى: أن يكون مواطنا جديرا بعصره، مستقطبا لأسئلة مجتمعه، وأن يقول "كلمته" كمثقف داخل الساحة العامة دون أدنى تردد أو تأخر. بين الرغبة في اتخاذ المسافة الضرورية لعمق التحليل و"برودته"، وبين ضغط الحاجة للموقف من الأحداث المتسارعة، يبدو الكاتب منخرطا في الحوار العمومي، والنقاش الديمقراطي، مستندا إلى تاريخ كامل من التزام أجيال من السوسيولوجيين بقضايا"المدينة" وأسئلة المجتمع، ومستعينا بادوات التحليل واليات القراءة النافدة لتحولات معقدة لمجتمع عصي على الثمتلات الجاهزة! لذلك في كثير من هذه النصوص،يشركنا الكاتب في بعض قراءاته، دون أن يثقلها بالإحالات والمراجع، لأنه يفضل هنا أن يظل في سجل مقالة الرأي، ولا يحبد أن يرتدي على الدوام عباءة المتخصص. إنه يجترح نوعا من الكتابة المواطنة، التي تعلن توتر علاقتها بالواقع، وتفصح عن قلق أسئلتها، منافحة عن قيم التقدم والاختلاف والنسبية. تحتفظ ذاكرة هذه النصوص، بأثر مرور عاصف لواحد من جيل الثمانينيات في الجامعة وداخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، جيل مجبول على الجدل والنقاش،مثلما تحتفظ بأثر لافت لمدرسة مغربية جديدة في علم الاجتماع، تريد أن تنحت لنفسها هوية خاصة على مسافة من الآباء المؤسسين للسوسيولوجيا المغربية. مقالة الرأي بالنسبة للمريزق، هي كذلك "انعتاق" للغة من رقبة صرامة الباحث واقتصاده وموضوعيته، لذلك تمارس اللغة هنا انزياحها الجميل الذي يضعها على مشارف "الشعرية"، مما يسمح بكتابة "حميمية" تفضح انكسارات وأحلام الذات، إنها الكتابة الوحيدة التي تعادل العلاقة الخاصة للكاتب مع بعض مواضيعه، كما هو الشأن مثلا في مرثيته الحزينة لصديقه أيمن المرزوقي، أو رسالته إلى شهرزاد المغربية. ما الذي يقف وراء هذا الكتاب: نباهة السوسيولوجي؟ مواقف السياسي؟ مرجعية الحقوقي؟ أبادر وأجيب بلا أدنى شك: بعض من كل ذلك، و كثير من حس المواطنة، الممزوجة بحساسية إنسانية خاصة. د. حسن طارق‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق