قد يتساءل البعض ما معنى هاته الكلمة ألا وهي
التويـــزة
هي كلمة مغربية أمازيغية تعني
التضامن و التعاضد
التويـــزة
هي كلمة مغربية أمازيغية تعني
التضامن و التعاضد
التويزة عند الأمازيغ ليست مجرد كلمة فهي قصة طويلة امتدت عبر
قرون طويلة في نواحي مدينة الحسيمة شرق شمال المغرب.
هناك أجمل و أروع مشاهد التضامن و التعاضد و التعاون
حيث لديهم عادة تسمى التويزة و هي عادة لا زالت قائمة ليومنا هذا
و تتجلى في إذا كان شخص ما يحتاج إلى مساعدة و لا فرق أن يكون
مسلما أو يهوديا أو مسيحيا أو عربيا فالتويزة هي لمساعدة الإنسان
باعتباره إنسانا ..
و تتجلى هاته المساعدة في أي شكل من الأشكال في شتى المجالات
مثلا الحصاد ... صباغة منزل ... حرث ...
المساعدة في الإعداد لزفاف أو غيره من المناسبات الكبيرة
في أي مجال متاح المساعدة فيه..
فما عليه إلا أن يعلن أنه ستكون عنده التويزة و أن يعلن الساعة
و المكان و عدد الأشخاص الذين يحتاج إليهم، حتى ترى أفواجا
من الأهالي و الجيران يتقدمون للمساعدة ابتغاء مرضاة الله و تجسيد
صور التضامن التي أوصى بها نبينا محمد عليه الصلاة و السلام و التي
هي واجب لا يجب التأخر عنه عند الأمازيغ نساءا و رجالا في
ملحمة رائعة جدا ...
كل يقوم بواجبه و حسب خبرته بكل فرح و سرور
أما النساء فيقمن بمهامهن التي يأتين من أجلها في جو مرح و يقمن
بترديد أهازيج أمازيغية، و هناك من ينظمن الكلام و الشعر الأمازيغي
بما يسمى إيزران و يرددن على بعضهن البعض بالشعر و المعاني
وكذلك بين الرجال..
و يبقى لديهم واجب تلبية التويزة خصوصا لشخص لباها لك
سابقا و من العيب أن تتأخر عن مساعدته
و أكيد صاحب التويزة ما عليه سوى المأكل و المشرب فذاك
هو جزاء المساعدة التي قدمت له.
و في نهاية المساء يعود كل منهم إلى بيته من أجل تغيير الملابس
و الاستحمام و العودة مجددا لتمضية الأمسية عند صاحب التويزة
و يكون العشاء على حسابه تكريما و شكرا لهم على المساعدة
و النساء في غرفة و الرجال في غرفة أخرى و يقضون الأمسية
حتى الفجر بعدها ينصرف كل إلى سبيله.
و لوقع التويزة على نفوسهم مثل وقع و فرحة العيد
حيث تخلق جوا من المحبة و تنشر روح المودة و تنفر التباغض
و كم صالحت و ألفت بين قلوب ..
فما أحوجنا كلنا لتويزة في زمننا هذا الذي أصبح زمن المصالح
و زمن أنا و بعدي الطوفان .
أحببت أن أشارككم و أعرفكم على هذه العادة المغربيةمن مدينة الحسيمةأتمنى أن تقربكم منها
" لكم حب العنقاء "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق