هل سبق وأن تخيلت العالم حولك بلا ألوان: حرّر نفسك ولو لدقيقة من كل تجاربك السابقة وأنسى كل ما تعلمت وأبداً باستعمال مخيلتك، تصور جسمك، الناس من حولك، البحر، السماء، الأشجار، الزهور... الخ، تخيل لثوان أن كل ما حولك فجأة بلا ألوان، تخيل كيف ستشعر إذا كان الناس، الكلاب، العصافير، الفراشات، بلا ألوان، وفي هذه الحال وبالتأكيد سوف يختلط كل شيء بالآخر، وسيكون من الصعب تمييز أي شيء عن الآخر، وسيصبح من المستحيل رؤية البرتقال، الفراولة الحمراء، الورود الملونة أو حتى الطاولة الخشبية لأنه في هذه الحال لن يكون البرتقال برتقالياً أو الطاولة بنيّة أو الفراولة حمراء وستكون الحياة مزعجة حتى لوقت قصير في هذا العالم العديم الألوان الذي يصعب حتى وصفه.
إذاً، إن كل جزء في هذا العالم يلعب دوراً هاماً في العملية الكاملة، والألوان التي هي موضوع هذا الكتاب واحدة من أهم العناصر المشكّلة لهذا النظام في الكون الذي ما إذا فكر الإنسان فيه، فسيرى مباشرة حقيقة الخالق، وعظمته، وتأكيداً على هذه العظمة جاء هذا الكتاب، الذي يحاول المؤلف فيه إثبات هذه العظمة وذلك عبر تدرجه في شرح الموضوع بدءاً من ماهية الألوان ودورها، وتكونها، الإعجاز في خلق الألوان، ماهية اللون في الجزئيات المنتخبة في كل مادة (الصبغيات)، وبعد ذلك ينتقل إلى موضوعين في غاية الأهمية، الأول هو لغة الألوان، أما الثاني فهو نظرية التطور، محاولاً نفيها، وإيضاح خداعها للذين تخلوا عن دينهم بعد صدورها أو قراءتهم لها. إن الأسلوب الصادق الواضح السلس المتبع في هذا الكتاب يجعل منه مادة سهلة لجميع القراء من جميع الأعمار والثقافات، والسرد الواضح يجعل منه مناسباً ليقرأ في جلسة واحدة حتى لهؤلاء الذين يرفضون بصرامة التأثير بالحقائق والموضوعات الدينية والروحية لا يستطيعون رفض الحقائق الموجودة في محتوياته.
في هذا الكتاب لن نجد كما في بعض الكتب الأخرى وجهة نظر الكاتب الشخصية أو شروحات تتركز على مصادر مشكوك بها أو أحاديث يائسة مشككة تخلق انحرافات في القلب، بل ستجد حقائق مستخلصة من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والعالم الخارجي عالم الإنسان والطبيعة والحيوان، فالصور الفوتوغرافية الملونة المثبوتة فيه بكثرة ستذهل القارئ بألوانها المتناغمة والمبهرة للنظر والتي تأكد للقارئ عظمة الخالق وقدرته على الإبداع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق