كما شهدنا شهادة الكاتب الساخر المميز "بلال فضل" على نظام مبارك في كتابه "أليس الصبح بقريب؟" كجزء أول يبدأ من عام 2008 وينتهي في عام 2010, نسعد بالجزء الثاني والنصف المكمل لما سبق في هذا الكتاب "حتى مطلع الفجر", وكما صحب ودافع وعايش الشعب المصري في أزمته مع نظام مبارك, اقتسم معه بسمة الثورة في 25 يناير, واحتفل معه من أعماق قلبه.. وقلمه. ففي هذا الكتاب نجد بقية المقالات التي كتبت ونشرت في عموده اليومي, وقد سجل بها "بلال فضل" يوميات وطن جريح يثور على قاتله, ويقوم من كبوته حتى يظفر بالنصر في النهاية. وفي هذا الكتاب مجموعة مقالات بدأت عام 2010 وتحديداً من أغسطس 2010, وحتى 14 فبراير 2011.. أي لما بعد التنحي, وقد تحدث فيها عن الكبيرة والصغيرة وتداخل فيها الفرح والحزن الخاص بالعام بخفة ظل ودم معهودة غير مصطنعة, مع أسلوب غير اعتيادي اعتدنا على جديده في كتابات بلال فضل.. فدائماً يفاجئنا من أول سطر ودائماً يأخذ بقلوبنا ويرسم على وجوهنا الضحكات.. حتى والعيون تنزف دموعاً ساخنة!
فالمقدمة الذي نجد لها عنوان ثابت في كتبه "الشعب أجدع من أي مقدمة!" تجدها لازمة وجزء لا يتجزأ من الكتاب وليس جزءاً يمهد فقط للمحتويات ففيها حوارات وأسئلة وأجوبة بين الكاتب وقرائه, ومواقف يقص علينا مشاعرها الغنية, وقصيدة تحرك الكامن في نفوسنا للخال "عبد الرحمن الأبنودي" وهي "الجزر والمد".
أما عن الإهداء فهو على صغره يبعث في قلوبنا مشاعر شتى تبدأ بالفرحة بتذكير دائم للنصر ولا ينتهي إلا بأمل في الغد, فيقول "إلى مصر التي ضحكت أخيراً وستضحك كثيراً بإذن الله وإرادة الشعب".
أما عن الإهداء فهو على صغره يبعث في قلوبنا مشاعر شتى تبدأ بالفرحة بتذكير دائم للنصر ولا ينتهي إلا بأمل في الغد, فيقول "إلى مصر التي ضحكت أخيراً وستضحك كثيراً بإذن الله وإرادة الشعب".
إنها سطور شهدت ثورة عظيمة مناظرة لآلام عظيمة كابدها الشعب المصري ثلاثين عاماً وأكثر, سجلت مزيجهما.. لا بالأحداث ولا بالكاميرات, ولكن بالإحساس.. بإحساس المواطن المحب العاشق لبلده المؤمن بأن الصبح قريب فانتظره في عتمة الليل.. حتى أتاه مطلع الفجر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق