يقول سغموند فرويد: "لقد تعرضت الحقائق المحتواة في التعاليم الدينية إلى التحريف، فضلاً عن أنها تنكرت على مر الزمن بطريقة منهجية، بحيث لا تستطيع المجموعة البشرية أن تتعرفها كحقائق. إنها حالة مشابهة لما يحدث عندما نخبر الطفل بأن القلق يأتي المواليد الجدد. وبالطريقة ذاتها نعبر عن الحقيقة في تمويهها الرمزي، إذ لا أحد منا يجهل ماذا يعني هذا الطائر الكبير. غير أن الطفل بالمقابل لا يعرف شيئاً من ذلك، فهو يسمع فقط الجزء المحرّف مما نقوله ويشعر بأنه خدع. ونحن نعلم إلى أي مدى يربط سوء ظنه بالكبار ومشاكسته لهم بهذا الانطباع، إلى أن وصلنا إلى الاقتناع بأنه من الأفضل لنا أن نبتعد عن تقديم مثل هذه التمويهات الرمزية للحقيقة، وألا نبخل على الطفل بمعرفة المسائل الفعلية شريطة أن يتناسب ذلك مع مستواه العقلي".
يتجلى هدف هذا الكتاب في حرصه على إيضاح مجموعة من الحقائق المجهولة المخبّأة تحت عدد كبير من الأمثلة الدينية والميثولوجية، وذلك من خلال تقديم الكثير من الأمثلة غير الصعبة لكي يظهر أمامنا المعنى القديم المفقود بكل جلائه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق