الاثنين، 13 مايو 2013

هولاكو الأمير السفاح ... الصاوى محمد

هولاكوهولاكو بن تولوي خان بن جنكيز خان ملك التتار ومقدمهم، وأحد أشهر قادتهم وصانعي إنجازاتهم على مر العصور، كان طاغية وحازماً ومدبراً وذا همة عالية ومهابة وخبرة بالحروب.
كان توليه قيادة المغول في سنة 649هـ/1251م؛ فقد انعقد مجلس الأمراء المغولي المسمى «قوريلتاي»، وفيه قرر مونكو أن يتولى أخوه الأصغر هولاكو النيابة عنه في إدارة حكومة فارس، وتلقى هولاكو عندها رسالة مونكو؛ ومما جاء فيها: «فلتقم ما كان لجنكيز خان من تقاليد وعادات وقوانين في كل الجهات الممتدة من نهر أموداريا (جيحون) حتى أطراف مصر، وكل من يعلن الخضوع والطاعة لأوامرك فليلق منك المعاملة الطيبة، ولتغمره بكل مظاهر العطف، وكل من يعصي أوامرك فلتشتد في إذلاله».
ومنذ تلك اللحظة شغل هولاكو فترة قيادته للمغول بالحروب الطويلة؛ إذ عُرف بحروبه المتعددة، فاستولى على عدد من الممالك، مثل بلاد خراسان وفارس وأذربيجان والعراق والشام والجزيرة وديار بكر وغيرها. واشتهر في قيادته لهذه الحروب بقتل الملوك وإذلالهم، إذ قتل مثلاً الخليفة المستعصم العباسي وأمراء العراق وصاحب الشام وصاحب ميافارقين.
وقد حرص مونكو على أن يوفر لهولاكو كل المستلزمات الضروريّة في حملاته العسكرية؛ إذ أصلح له الطرق التي تجتاز تركستان وفارس، وأقام الجسور، ووفر العربات المناسبة لنقل أدوات الحصار من الصين، وجرى توفير المراعي لخيول العساكر، وتولى إحدى قيادات الجيش أخلص قادة هولاكو وأقربهم إلى نفسه وهو كتبغا النسطوري.
وبدأت سلسلة حروب هولاكو عندما انحدر من منغوليا مجتازاً البلاد والأنهار باتجاه فارس (إيران) وهدفه إقامة أسرة مغولية حاكمة وإنشاء حكومة مركزية فيها، وقد أدرك أن ذلك لن يتحقق ما لم يتخلص من الإسماعيلية والخلافة العباسية، أما طائفة الإسماعيلية فلأنها كانت تحول بين تحقيق أطماعه في السيطرة على القسم الغربي من العالم الإسلامي، فباشر بالهجوم على مواقعهم ودك حصونهم وقلاعهم التي سقطت الواحدة تلو الأخرى، ولم تستعص عليه إلا قلعتا «ميمون» و«ألموت»، وبعد صمود أدرك المتحصنون في هاتين القلعتين أن لا سبيل إلى المقاومة فأعلن قائدهم ركن الدين خورشاه الطاعة والإذعان لهولاكو في تشرين الثاني/نوفمبر سنة654هـ/ 1256م واستسلمت قلعة ألموت مركزهم الحصين في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه.

تحميل كتاب هولاكو الأمير السفاح

Capture2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق