- لقد تعرفت على فتاة رائعة الجمال يا صديقي.
-- هل هي جميلة ؟
- ماذا تقول !!.. انظر إلى صورتها كم هي رائعة الجمال.
-- حقاً إنها جميلة جداً... و لكن حافظ عليها و لا تفرط بها.
- نعم، نعم لن أفرط بها.
-- و هل أظهرت لك مودتها ؟
- أحياناً...
-- إذاً حاول أن تستحوذ على قلبها.
- حسناً سأحاول إظهار جلّ براعتي في هذا المجال.
***
-- ما هي أخبارك يا صديقي، وهل من جديد؟
- و الله، كل شيء على ما يرام، فكما قلت لك سابقاً لقد تعرفت على فتاة رائعة الجمال.
-- ايهــههههيه ؟
- أحبها يا صاحبي، أحبها بجنون و لا أستطيع الابتعاد عنها، و العيش بدونها ضرب من المستحيل، تصور أن أوار حبها يتأجج في قلبي.
-- و هل هي تحبك أيضاً ؟
- لا أدري!....
-- إذاً حاول أن تجد إلى قلبها سبيلاً.
- و كيف ذلك ؟
-- كما تعلم يا صديقي فإني أمتلك التجربة في هذه المضمار. لذلك، حاول أن تغرقها بالهدايا خاصة بالزهور، فالنساء كما تعلم يعشقن الزهور، خاصة القرنفل الأحمر، كذلك حدثها بشكل دائم عن ذكائك الرفيع.
***
- لا أدري كيف أعبر لك عن شكري و امتناني.
-- ماذا حصل ؟
- كأنك يا عزيزي تعرف تماماً كل رغباتها، لقد نفذت وصفتك كاملة، و لذلك أخذت تنظر إليّ نظرة حب و مودة... بربك قل لي و ماذا أفعل بعد ذلك ؟
-- حاول أن تأخذها إلى دور السينما و لكن، إياك و الأفلام الجادة، حاول أن تكون الأفلام تراجيدية أو كوميدية أو موسيقية... و عندما تخرجان من دار السينما عرّجا على بائع المرطبات، و حاول أن تدعيها لتناول البوظة بالكريمة, كذلك أن تقتني في جيبك قطعاً من الشوكولا.
***
- ذهبنا البارحة إلى دار السينما، و هناك أعطيتها قطعة الشوكولا، لقد فرحت كثيراً و بعد انتهاء عرض الفيلم عرّجنا على بائع المرطبات و تناولنا البوظة بالكريمة, إنك ذو ذوق رفيع, سنحاول الذهاب في نهاية هذا الأسبوع إلى منطقة بعيدة و جميلة، لذلك ما هي نصيحتك بهذا الخصوص ؟
-- أستطيع القول، حسب تجربتي الشخصية.. أن أفضل منطقة هي "بويوك آزا " ( الجزيرة الكبيرة ) هناك حاولا التجوال على ظهور الحمير، اجلسا على الشاطئ، و ارقصا، و لكن انتبه ، إياك و مراقصة الأخريات.
- آخ يا صاحبي!!.... لو أستطيع استحواذ قلبها.
-- ستنجح في ذلك لا محال. إذا نفذت كل ما أقوله لك.
- و لكن لا أعرف كيف أعبر لك عن شكري الجزيل.
-- أستغفر الله، ما هذا الكلام يا صاحبي، أنا لم أفعل شيء سوى أنني أحاول نقل تجربتي الخاصة كي تستفيد منها.
***
- قالت إنها متزوجة لذلك فإن جميع مشاويرنا كانت ناجحة.
-- و لكن لم تقل لي... هل تحب زوجها ؟
- لا... على العكس فهي تنعت زوجها بالأبله كالحمار، و بالجلف الذي لا يعرف التعامل معها.
-- مسكينة هذه المرأة، و لكن لمَ لا تنفصل عنه ؟
- لقد لمحت ذات مرة قائلة: " لو أستطيع الاعتماد عليك لانفصلت عن زوجي ".. و لا أدري ما العمل ؟
-- لا تتركها، حاول أن تكون صديقها الصدوق، و المعين الوفي.
***
-- ماذا حصل، و ما فعلتما ؟
- لا تسألني يا صاحبي... إلى الآن لم أستطع الحصول على قبلة واحدة منها، إنها خجولة جداً، و لكني واثق من حبها لي.
-- حاول أن تستمر بإغراقها في الهدايا، و لا تنسى العطور الفاخرة و النوع "سكاندال". كذلك يجب أن تهديها أقمشة ذات لون سماوي أو أزرق.
- و إذا عرف زوجها بالأمر فما العمل ؟!...
-- و من أين سيعرف، أليست هي القائلة بأن زوجها رجل معتوه و أحمق ؟.. و إذا كنت ترغب في أن أذهب معك لشراء الأقمشة فلا مانع لدي.
- حسناً يا صديقي، و بأقصى سرعة إن أمكن.
***
-- ما هي الأخبار ؟
- سارة جداً يا عزيزي.
- هل تعلم بأنها فرحت كثيراً عندما أهديتها زجاجة العطر، و قالت أنه عطرها المفضل، و عندما رأت القماش... تصوّر يا عزيزي بأنها كانت ستفقد صوابها من شدة الفرح، و لكن إلى الآن ما زلنا كالمراهقين.
- حاول أن تقرأ لها بعضاً من أشعار يحيى كمال. و قل لها بأنك راغب في الزواج فيما لو انفصلت عن زوجها.
***
-- ما بك يا صديقي، منذ فترة طويلة لم ألتق بك، أين أنت ؟
- مشاغل الحياة يا صاحبي !... إن تلك المرأة انفصلت عن زوجها.
-- و هل ستتزوجها ؟
- بالطبع, و لم لا ؟؟؟
-- و لكن لا تضيع الفرصة، هيا أسرع بزواجك منها قبل أن يطرأ على علاقتكما أي جديد.
***
- لا أعرف كيف أعبر لك عن شكري وامتناني؟... لقد تزوجنا البارحة و بذلك أكون مدين لك بسعادتي.
-- و أنا بدوري لا أدري كيف أردّ لك جميلك، فأنا مدين لك بسعادتي لأنني انفصلت عن زوجتي.
الكاتب:عزيز نيسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق