"من صميم الإسلام الواحد، عقيدة وعبادة وشريعة، أنبثق "الإسلام الصوفي"، وهو إسلام يصطبغ بصبغة صوفية ظاهرة تميّزه، فهماً وتصوراً وتطبيقاً وإعتقاداً وتعبّداً وسلوكاً، عن إسلام آخر متعدّد تولد عن الديانة الواحدة...
غير أن هذا لا يعني اننا أمام ديانة جديدة وملّة مستحدثة مباينة للإسلام خارجة عن أصوله وقواعده، وإنما يعني أننا نروم إستكشاف خصائص هذه الرؤية الصوفية للإسلام ومظاهر إجتهاد أصحابها نظرياً وعملياً في جعل الإسلام "ديناً صوفياً".
"كتابنا هذا عبارة عن صورة تأليفية عامّة عن "إسلام المتصوفة"، سعينا قدر الإمكان إلى أن تراعي ضرورات الإيجاز من غير إخلال والتحليل من غير إملال، وإحكام الوصل بين "إسلام المتصوفة" وسباقاته التاريخية بإعتباره نتاجاً بشرياً ونشاطاً إنسانياً مهماً تلوّن بالصبغة الروحية وزعم أهلوه أنهم لا يصدرون فيه إلاّ عن كشف إلهي وإلقاء روحاني وإلهام ربّاني، فهو يبقى محكوماً بملابسات السياسة وظروف الإجتماع، لا يتعالى عن أوضاعه العمرانية ولا ينقطع عن أصوله الثقافية، إنه ليس نتاج أذواق ومواجيد لحسب، بل هو ثمرة عقول وتجاريب أشتركت في إبداعها القوة المفكّرة مثلما ساهمت في صوغها القوّة المتخيّلة...".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق