تدور أحداث القصة حول (محسن) العاشق للفن والموسيقى وخاصة (بيتهوفن), محباً لقراءة الكتب, مرهف المشاعر, يعيش في عالم خاص به, وحيداً, ويقطن الخيال والتحليق بروحه للوصول إلى السماء, فهو يرى أن الخيال أجمل من الواقع!, والسماء أحلى من الأرض!, كان يعشق الروحانيات لارتباطها بالسماء والنفس البشرية, أحب حبيبته لفترة في صمت وكان يشعر بسعادة عندما كان يجلس على القهوة المجاورة لعملها يراقبها وهى تقطع التذاكر في (الأود يون), ودائماً صديقة (أندريه) ما يسخر منه لأنه يعيش في (الخيال) حيث أنه يرى أن (الخيال) لا معنى له غير أنه وهم, وأن النساء لا يعترفون بالخيال وإنما يعترفون بالواقع, ودائماً كان ينصحه بأن يتوقف عن الخيال وأن يذهب ويشترى هدية من الهدايا التي تعشقها النساء, فباريس بنيت للنساء فهي مليئة بالعطور, والشنط, والملابس, ولأن (محسن) يعيش في خياله كان يرى أنها ليس من نساء الأرض, وأنها ملكة متوجه لا يوجد مثلها, كان يرى أن مثل هذه الهدايا لا تليق بها, فالأول مرة يتفرج على (حوانيت) العطور والملابس, حيث أنه دائماً كانت تجذبه (حوانيت الكتب), فأخذ يتفقد بعينه لمدة طويلة ولم يعجبه شيء وفى نهاية الأمر وجد أن شراء (ببغاء ناطق) من إحدى حوانيت الطيور, هدية رائعة لحبيبته, وبالفعل صعد الفندق, وظل طوال الليل يحفظ (الببغاء) كلمة واحدة وهى (أحبك) حتى يظل يرددها الببغاء, لأن من شدة حبه لها كان يخجل لسانه أن يخبرها بحبه, وأهداها (الببغاء) وصرح لها بحبه من خلال بعض كلمات الشعر في أحدى الكتب, ولكن تحول محسن فجأة من إنسان خيالي, محلق بروحه في السماء, شغوف بالقراءة, مستمتع مع وحدته, عندما قبلته (سوزى) حينها أرتطم بالأرض وسقط من السماء وطرد من جنة السماء الجميلة الذي لها قدسيتها إلى جنة الأرض وجنه الأرض مختلفة تماماً فهي ليست قبيحة أنما مثل التفاحة المليئة بالدود, أرتطم بالأرض لأنه كان يخيل له أن الحب له قدسية وأن سماح أحدى الطرفين بتقبيل الآخر هو انتهاك لهذه القدسية, وأن الحب أغلى وأجمل من أن يحدث فيه مثل هذه الأشياء, وأتصدم فى خياله أكثر عندما قال له (أندريه) عرفت أن حبيبتك مثل باقي النساء, وخيالك هو الذي صور لك أنه لا يوجد مثلها, وتطورت الأحداث بين (محسن وسوزى), وبالرغم من ذلك, فكان صديقه ( أيفانوفتش) روسي الجنسية كان يرى أن يجب على الإنسان أن يتخيل ويحلم لأنه ليس حيواناً, وأن الواقع لا يسع الحياة البشرية وإنما الخيال والسماء تسع كل البشرية, فصديقه هذا كان يعشق (الشرق) أكثر من (الغرب) ويرى أن الشرق أساس كل شيء, وان الغرب أخذ منه كل شيء, يرى الشرق حيث الأنبياء الذي جعلوا البشرية تشعر بأنهم إذا فقدوا السعادة في الأرض سوف يسعدون في السماء, وأن الشرق اهتموا بالنفس البشرية والصفاء الروحي, وأن الشرق مصدر العلم, العلم الكامن في قيمته, وفى الشرق حيث صفاء المنابع والسماء, وأن رجال الدين يزهدون في الحياة لكي يعلمون الناس أن الحياة الأفضل في السماء, هكذا كان يرى صديقة الشرق بعيون حالمة, وكان يرى (الغرب) بعيون باكية, يرى أن عقيدة الغرب هي (الماركسية) التي تندد بالطلوع على أنقاض طبقة أخرى, وأن (مال لقيصر ليس لقيصر) وأن المحبة التي وصى عليها (المسيح) أصبحوا لا يعملون بها وأصبحوا يعلمون الناس أنها حياة واحدة هي الأرض ولا يوجد غيرها, والإسلام في الغرب هو (الفاشية) أى التسلط لكي يقفزون ويوصلون على أكتاف الضعفاء, واهتموا بالصناعة والتطور على حساب النفس البشرية وصفاءها الروحي, وأخذوا العلم من الشرق وقسموا نصفه صنعوا منه حلى من الذهب لكي يتباهون به, والنص الآخر صنعت منه أغلال لكي تلف به عنق أمها وأبيها وهما (آسيا وأفريقيا).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق