يتناول هذا الكتاب كتابات الرئيس البوسني السابق علي عزة بيجوفيتش في سجن فوتشا، الذي تعرض له في عهد الرئيس تيتو، ومكث فيه أعواماً طويلة، كان يخلد فيها إلى أفكاره، ويناجي خواطره، ويسجلها في ظروف صعبة، يجمعها كتابه هذا (هروبي إلى الحرية)، الذي يعبر فيه عن طموحاته وآماله بطريقة لا تدخل في عمق الأحداث الجارية، وإنما تلامسها ملامسة مغايرة، لتفصح عن تطلعات شعب البوشناق المسلم، وشعوب البوسنة الأخرى. وتتحول أوارق السجن (1983 - 1988) في هذا الكتاب بنجاح كبير، إلى لوحات ثقافية وحضارية، تضاف إلى رصيد المؤلف على صعيد السياسة والنضال والدفاع عن حقوق شعبه، وتمثل اعتقاداته وطموحاته، وتعبر عن مغازيها بطرائق متباعدة، تجمع فيها خلاصة الخلاصات لكل ما يجب التفكير فيه أو يستحيل. يتضمن الكتاب حشداً هائلاً من الأفكار والتأملات والاعتقادات العميقة مكتوبة في موضوعات منفصلة، تتحدث عن أن الأدب هو الحرية، وعن الحياة والناس والحرية، وعن الدين والأخلاق، وتبدي ملاحظات سياسية من سياسي خبير، وعن نظرية الطريق الثالث التي يضيفها المؤلف إلى كتابه (الإسلام بين الشرق والغرب)، وعن بعض الحقائق حول الشيوعية والنازية التي لا يجوز نسيانها، وعن ملاحظات هامة في التيارات الإسلامية والمسلمين.
ويلحق بالكتاب رسائل وصلت إليه من أولاده في أثناء سجنه تمثل هروبه العاطفي وظروفه وأسرته وحريته اللامحدودة وهو في السجن.
يأتي الكتاب العميق أسلوبا و لغة في 267 صفحة ، و بترجمة رصينة لـ اسماعيل أبو البندورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق