رواية "الثور" للأديب الصيني الكبير الحائز على جائزة نوبل في الأداب لهذا العام "مو يان" جسرا جديدا ومهما للتواصل بين الثقافتين العريقتين الصينية والعربية، وذلك بعد أن تم ترجمة الرواية إلى اللغة العربية.
وتفتح ترجمة رواية "الثور" للغة العربية نافذة جديدة أمام العرب للتعرف على الثقافة الصينية العريقة، من خلال واحد من أهم ادباء الصين، في عصرنا الحالي.
وصدرت الترجمة العربية الأولى لرواية "الثور" لأديب نوبل "مو يان" في القاهرة أمس الأربعاء، عن سلسلة آفاق عالمية، التي تصدرها إدارة النشر بهيئة قصور الثقافة، وهي ترجمة الدكتور محسن فرجاني، والرواية تقع في 238 صفحة، والغلاف تصميم الفنان "أحمد اللباد".
على الرغم من كون ترجمة "الثور" تعد ثاني رواية يتم ترجمتها بمصر لاديب نوبل مو يان، بعد ترجمة رواية "الذرة الرفيعة الحمراء"، إلا أن رواية الثور تعتبر الأهم وستكون الأكثر تأثيرا في القارئ المصري والعربي، هكذا أكد صبحي موسى مدير ادارة النشر بهيئة قصور الثقافة، التابعة لوزارية الثقافة المصرية.
وعزا موسى، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أهمية تأثير رواية "الثور" عن سابقتها في القارئ المصري والعربي، إلى أن هذه الرواية قام على ترجمتها هيئة قصور الثقافة وهي الجهة المنوط بها نشر الثقافة الشعبية في مصر، والوصول بالثقافة إلى كل الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في انحاء الجمهورية، فيما قام على ترجمة رواية "الذرة الرفيعة الحمراء" المركز القومي المصري للترجمة، وهو يتعامل مع طبقات معينة من المثقفين والمترجمين.
يشار إلى أن مختلف مطبوعات هيئة قصور الثقافة تكون مدعومة من الدولة، وتباع باسعار رمزية لضمان حصول محدودي الدخل على قدر كبير من الثقافة، وتباع الترجمة العربية لرواية "الثور" بثلاثة جنيهات فقط، اي أقل من نصف دولار.
وقدم الدكتور محسن فرجاني مترجم رواية "الثور"، مقدمة هي أشبه بدراسة مركزة يقول فيها " لو كان صحيحا أن براعة الروائي الصيني مو يان - في المزج بين الواقعية السحرية، والحكايات الغرائبية المعهودة في التراث الصيني القديم، وهي المسوغ لحصوله على جائزة نوبل في الأدب، إذن لاستحقها معه بالتساوي عدد من أهم كتاب القصة في جيل ما يعرف بـ "أدب البحث عن الجذور" وهؤلاء كثيرون جدا، منهم :ليو سولا، شوشين، تسان شيو، جاهيداوا، هو نفن، يو هوا، سوتون، مايوان، فالأساس الابداعي عندهم جميعا يقوم على فكرة الانتصار لطاقات الحياة البدائية وعشق الجوهر البعثي للانسان، تنديدا بضعفه وزيف ثقافته الحديثة.
ويشير فرجاني إلى أنه وحتى يمكن تحديد موقع مو يان كروائي صيني متميز، ونقف على قيمة إبداعه فمن المفيد أن نستحضر أجواء المرحلة الأدبية التي ينتمي إليها، ونعين صلتها بمجمل حلقات التطور في مسيرة الأدب الصيني المعاصر.
وتناول المترجم مراحل التطور تلك بدءا من تأسيس الجمهورية في 1948، ولم يغفل الحديث عن الثورة الثقافية، وتيارات الكتابة والإبداع في الصين، وتطرق لحياة مويان من خلال ما قابلته من صعاب وحياة بائسة رافقته منذ الطفولة، ليشير إلى أنه بإبداعه وعبقريته التي قدمها في أعماله، هو جزء من مرحلة أدبية تعرف بالمعاصرة.
وعن لقبه "مو يان"، قال فرجاني " قيل إن لقب مو يان يعني الزجر بالصمت امتثالا لفضيلة استحسان السكوت في زمن المتاعب الجاهزة لمن يتكلمون، وأظن أن الزجر يرجع إلى تلك الفكرة القديمة عن صناع القصة القصيرة، بأنهم ثرثارون بما لا يفيد، فالكتابة أوقع، والرواية أبقى، ولئن كان لقبه بهذا المعنى يفيد احتفاءه بكتابة الرواية، فإن أحدا لم يقل لنا ماذا يعني اسمه الأصلي كوان مويا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق