الثلاثاء، 7 مايو 2013

الجنس فى اديان العالم ... جيفرى بارندر

14كيف نكتب عن علاقة الجنس بالدين؟ من أي باب ندخل في لب هذا الموضوع المعقد والشامل؟ كيف نصل الى الاستنتاجات الوافية حول موضوع يعتبر الى جانب الاكل اهم الامور في الحياة؟ بل كيف نفسر صورة الجنس الضائعة بين المقدس والمدنس؟ تلك هي المعضلة.
لنبدأ من حيث طُرد ادم وحواء من الجنة وسكنا الارض. هل سقطا بسبب المعصية ام لسبب آخر؟ يقال إن الله طردهما بعدما كساهما، لكن المفسرين التقليديين لم ينظروا الى الطرد في وصفه برهانا على الاغواءات او الفحش الجنسي، بل ان السرد ينص صراحة على ان الاتحاد الجنسي بين آدم وحواء حصل لاحقا.
لم تحدَّد الثمرة التي أكلتها حواء على نحو مؤكد باعتبارها تفاحة، بل قد تكون تينة او خوخة ذات رمزية جنسية. وقد أدرك آدم وحواء بعد أكلها أنهما عاريان فأعدا لنفسيهما مآزر من أوراق التين لستر عورتيهما. هكذا في البدء كان الجنس، وهكذا الجنس كان.
اسطورة الصعود والنزول
في افريقيا ثمة اسطورة يجري تداولها في اوساط الـ اشانتي الغانيين (من غانا)، تفسر اصل الجنس والعائلة ربما لا تختلف عن الاسطورة التوحيدية. قيل انه منذ زمن هبط رجل وامرأة من السماء، وطلع ايضا رجل وامرأة من الارض، وفي وقت لاحق ارسل الإله الاسمى ثعبان الاصلة وبنى بيته في النهر. في البدء كان الرجال والنساء يتعايشون معا من دون اتصال جنسي، ولم تكن لديهم فكرة عن الحمل والولادة. وذات يوم سألهم الثعبان ما اذا كان لديهم اطفال، وبعدما أجابوه بالنفي ابلغهم أنه سيعلمهم كيف يتم الحمل. جعلهم يصطفون ازواجا، وجها لوجه، ثم رش الماء على بطونهم بالترافق مع تلاوة طقسية، ثم طلب اليهم ان يعودوا الى بيوتهم ويتضاجعوا. من هذا المثال الذي يرمز الى القضيبية تعلم هؤلاء الجماع وانجبوا الاطفال الأوائل في الكون.
بين التوراة والحكايات الافريقية نجد رمزي التفاحة والثعبان، والبلاغة المشتركة تكمن في الاسطورة التي تحاك عن الجنس سواء في التوراة او في القصص. اقترن بالجنس بالأسطورة والأسطورة بالدين والدين بالجنس، هكذا دواليك في عالم لا ندري كيف جرى بناؤه. اسقطت التفاحة (او الثمرة) آدم وحواء وقيل إن حواء هي التي اكلتها، وصارت رمز الرغبة في العالم مثلما كان الدراقن رمزا اساسيا للانثى، كذلك المشمش في الهند، والرمان في اليونان القديمة. واعتبر الارز رمزا انثويا، كما كان يستخدم سابقا في طقوس الطهارة.

تحميل كتاب الجنس فى اديان العالم

Capture2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق