‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب التاريخ العربي والإسلامي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب التاريخ العربي والإسلامي. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي لــ طه عبد الرحمن

نحن - العرب - نريد ان نكون احرارا في فلسفتنا، وليس من سبيل الى هذه الحرية الا بأن نجتهد في انشاء فلسفة خاصة بنا تختلف عن فلسفة اولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى الى ان يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية، ولا ريب ان اقرب الطرق التي توصل الى ايداع هذه الفلسفة هو النظر في هذه الدعاوى نفسها التي يرسلونها ارسالا ويبثونها فينا بثا كما لو كانت حقائق لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ويأتي في مطلع هذه الدعاوى القول بأن الفلسفة معرفة عقلية تشمل الجميع،
مقتطفات من الكتاب
لا يخفى أن لكل زمان أسئلته التي تخصه ! كما لا يخفى أن واجب كل أمة , كائنة ما كانت , أن تجيب عن هذه الأسئلة ! لكن ما قد يغيب عن أذهان البعض هو أن الأمة ليس لها الى امتلاك ناصية هذا الزمان من سبيل إلا هذا الجواب المستقل , وإلا صار ملكه الى أمة سواها , فتضطر الى أن تجيب بما تجيب به هذه , مسلمة , وهي راغمة , قيادها إليها ؛ فلنسأل إذن : " هل للأمة المسلمة جوابها الخاص عن أسئلة زمانها ؟ " ؛ ويزداد هذا السؤال إلحاحا متى علم أن زمان هذه الأمة ليس كمثله زمان , إذ لا ينحصر في زمن البعثة النبوية , ولا في الفترة التي استغرقتها حضارتها , وإنما يمتد الى زماننا هذا بل الى كل زمان يأتي من بعده ؛ فالمعروف أن الدين الذي أنشأ هذه الأمة وسواها هو الدين الخاتم , وكل دين يبقى الزمان زمانه الى أن ينسخ بدين غيره , والإسلام دين ناسخ غير منسوخ !
الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري
1. كيف تجيب الأمة المسلمة عن أسئلة هذا الزمان ؟
الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي لــ طه عبد الرحمن قد يبعث هذا السؤال على استغراب البعض , بل على استنكار غيرهم , وذلك لأسباب عدة نذكر أهمها ؛ أحدها , أن مفهوم الأمة " الأمة المسلمة " , متى نظرنا الى حال المسلمين , يبدو الى الوهم أقرب منه الى الحقيقة , وأن الكلام فيه يبدو الى اللغو أقرب منه الى الفائدة ؛ والثاني , أن الأمة المسلمة , ولو أنها أصلا مسؤولة عن هذا الزمان ومؤتمنة عليه بموجب نسبتها الى الدين الخاتم , فإنها عاجزة عن أداء هذه المسؤولية وحمل هذه الأمانة ؛ والثالث , أنها كانت ومازالت تتعرض لعمليتي سلب منسق : إحداهما نهب خيراتها المادية بالاستيلاء على مواردها ؛ والأخرى محو قيمها الروحية بنشر الفساد بين أبنائها ؛ وقد دخل هذا السلب الثاني طورا خطيرا لم يسبق له نظير , وتمثل في حرمان هذه الأمة من حقها في أن تختص بأصول اعتقادية من لدن أولئك الذين نصبوا أنفسهم , ظلما وزورا , أوصياء على الحقوق والحريات في العالم .
بيد أن هذا الاستغراب , بل هذا الاستنكار , قد تخف وطأته لو أننا ننظر الى الأمة المسلمة , لا على أنها واقع متحقق , وإنما على أنها واجب ينبغي القيام به في ظروف الواقع المتحقق ؛ أو بعبارة أخرى , لو أننا ننظر إليها , لا على أنها مجموعة أحداث نشهدها متحيزة ومتحينة , وإنما على أنها مجموعة قيم تسعى الى أن تساهم في توجيه الأحداث المشهودة ؛ وهذه النظرة الى الأمة المسلمة لا تقتصر على تأمل واجبات
المدخل العام في الجواب الإسلامي
الأمة وقيمها في استقلال عن الواقع , وإنما تتطلع الى التنبيه على كيفية تغيير هذا الواقع على قدر الطاقة , حتى ينهض بهذه الواجبات ويأخذ بهذه القيم .
وعلاوة على هذا ,

بيانات الكتاب


الاسم : الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي
تأليف : طه عبد الرحمن
الناشر : المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات : 323 صفحة
الحجم : 6 ميجا بايت
تحميل كتاب الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي

الحب القديم لــ مصطفى محمود

الكتاب عبارة عن عدة مقالات للدكتور مصطفى محمود .
اغلب المقالات سياسية،تتناول وضع المسلمين-في الوقت الذي كتب فيه الكتاب- والاضطهادات التي يتعرضون لها،والحال الذي آلت اليه اوضاعهم بسبب تصرفاتهم.
مقتطفات من الكتاب
الناس يفهمون الدين على أنه مجموعة الأوامر والنواهي ولوائح العقاب وحدود الحرام والحلال .. وكلها من شئون الدنيا .. أما الدين فشيء آخر أعمق وأشمل وأبعد .
الدين في حقيقته هو الحب القديم الذي جئنا به الى الدنيا والحنين الدائم الذي يملأ شغاف قلوبنا الى الوطن الأصل الذي جئنا منه والعطش الروحي الى النبع الذي صدرنا عنه والذي يملأ كل جارحة من جوارحنا شوقا وحنينا .. وهو حنين تطمسه غواشي الدنيا وشواغلها وشهواتها .
ولا نفيق على هذا الحنين إلا لحظة يحيطنا القبح والظلم والعبث والفوضى والاضطراب في هذا العالم , فنشعر أننا غرباء عنه وأننا لسنا منه وإنما مجرد زوار وعابري طريق , ولحظتها نهفو الى ذلك الوطن الأصل الذي جئنا منه ونرفع رؤوسنا في شوق وتلقائية الى الحب القديم لــ مصطفى محمود السماء وتهمس كل جارحة فينا .. يا الله .. أين أنت ؟ .
ولحظة نخطئ ونتورط في الظلم وننحدر الى دركات الخسران فننكس الرؤوس في ندم وندرك أننا مدانون , مسئولون .. فذلك هو الدين .. ذلك الرباط الخفي من الحنين لماض مجهول .. وذلك الإحساس بالمسئولية وبأننا مدينون أمام ذات عليا .. وذلك الإحساس العميق في لحظات الوحدة والهجر بأننا لسنا وحدنا وإنما نحن في معية غيبية وفي أنس خفي وأن هناك يدا خفية سوف تنتشلنا وذاتا عليا سوف تلهمنا وركنا شديدا سوف يحمينا وعظيما سوف يتداركنا .. فذلك هو الدين في أصله وحقيقته وما تبقى بعد ذلك من أوامر ونواه وحرام وحلال وأحكام وعبادات هي تفاصيل ونتائج وموجبات لهذا الحب القديم .ولكن الحب هو رأس القضية .. وإذا غاب ذلك الحب فإن كل العبادات والطاعات لن تصنع دينا ولن تصنع متدينا مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا , وما كان الصليبيون الذين جاءونا طامعين .. على دين .. أي دين .. ولا كان سفاحو الصرب الذين يقتلون الأبرياء على أي ملة من ملل النصارى ولا كان إرهابيو اليوم الذين يفجرون القنابل مسلمين .. ولو صلوا جميعا ولو صاموا الدهر ولو أطالوا اللحى وقصروا الجلابيب وحملوا المصاحف ورتلوا الآيات .. ما بلغوا من الدين شيئا .
وهل بلغ النبي يحيى ( يوحنا المعمدان ) عليه الصلاة والسلام ما بلغه من نبوة إلا بذلك الحنان الذي كان يفيض منه , والذي قال فيه ربه : " وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا " ( 13- مريم ) فتلك كانت أركان نبوته ..
الحنان والزكاة والتقوى , ونبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان يحتضن جبل احد ويقول : هذا جبل يحبنا ونحبه .. حتى الجماد كان موضع حب النبي وتوقيره . وهذا ابن عربي يقول : لن تبلغ من الدين شيئا حتى توقر جميع الخلائق , وهذا ربنا يقول عن المؤمنين : " أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى " ( 3- الحجرات ) فالقلوب هي دائما موضع الامتحان وحب الله وحب ما خلق وما صنع من أراضين وسموات ونبات وحيوان وبشر هو جوهر كل الديانات الحقة .. وهو
بيانات الكتاب
الاسم : الحب القديم
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار اخبار اليوم
عدد الصفحات : 139 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل كتاب الحب القديم

السبت، 26 يوليو 2014

المسيخ الدجال لـ مصطفى محمود

تصور مصطفى محمود الدجال وكيفية ظهوره بصورة سريعة بعد ذلك تصور الدجال في النار ومن التقاهم واحاديثه معهم في قالب فكاهي فلسفي
حقيقة اني ذهلت بداية من تصوير مصطفى محمود للدجال والنار في هذا القالب القصصي الخيالي
ويبدو ان تصور مصطفى محمود لهذا الأمر الغيبي اساء الكثير لذلك كانت مقدمة الكتاب تبرر انه عمل فني مجرد خيال لا يشبه الواقع اسقط فيه ارائه وفلسفته هو بالاخير يدعو للخير واخذ العبرة والموعظة ولم يدعي الغيب
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
رسائل كثيرة جاءتني أثناء نشر " المسيخ الدجال " يسأل أصحابها .. هل يجوز لأحد أن يدخل أحدا في الجنة أو النار .. وهل يجوز لأحد أن يدعي العلم بنتيجة الحساب في الآخرة وهل دخل أحد في علم الله أو اطلع على الغيب وهل هذا الكلام من الدين .
وقد أخطأ الذين قرؤوا روايتي بهذا المفهوم وأرى لزاما علي أن أوضح فليس ما كتبت دينا ولا علما بل هو فن وخيال وأسطورة وهو يدخل في باب الفانتازيا والرؤى .
والرواية كوميديا سياسية تستخدم هذا الاطار الفانتازي لتنتقد شخصيات وآراء ومذاهب ولتخوف من مصير الظلم والظالمين ولتورد العبرة والحكمة والعظمة ولتلمس لها مداخل سهلة الى القلب .
وليس فيما كتبت دعوى علم أو دعوى نبوءة بل هي آراء قد تخطئ وقد تصيب وخيال لا يشبه الواقع في شيء .
المسيخ الدجال لـ مصطفى محمود وقد نكون نحن في هذا اليوم المشهود أسوأ حالا من كل من نقدناهم نعوذ بالله من المقت والابعاد .
انما هو الفن .. والفن الخير الذي لا يريد سوى التحبيب في الخير والتنفير من الشر , ولم أكن في يوم من الأيام رجل دين بل أنا فنان دخلت الى رحاب الدين من باب الفضل الالهي ومن باب الحب والاقتناع وليس من باب الأزهر وكان حكمي حكم الشاعر الذي أحب الله فكتب فيه قصيدة وبنى له بيتا ولكنه ظل دائما الفنان بحكم الفطرة والطبيعة .. ذلك الفنان الذي مملكته الخيال والوجدان .
والفن كان دائما ضعفي وقوتي , ومثل كل فنان كان للجمال على مداخل وكنت ابن آدم الخطاء ولهذا لم أدع لنفسي عصمة , ولهذا ما رأيتني نازعت أحدا خطأني ولا كرهت أحدا صوبني بل عهدت نفسي دائما أراجع ما أكتب وأصحح فيه الطبعة بعد الطبعة ... وأقبل بصدر مفتوح نقد الآخرين فان رأيتني كتبت صوابا فمن الله وان كتبت خطأ فما سولت لي نفسي .
بهذه الروح أحببت دائما أن يقرأني الناس فما تصورت نفسي أبدا مفسرا للقرآن أو حاكما في قضية فقه أو شريعة وانما هي محاولات فهم من مفكر دوره لا يزيد على اثارة العقل واخراجه من رقاده وايقاظ القلب من مواته , وتفتيحه على محبة الله فان استطعت أن أحمل رجلا مبتعدا الى العودة الى طريق الحق والى فتح المصحف فهذا غاية رسالتي ومنتهى مرادي وأقصى دوري أما ما يبقى من شأن تفقيه هذا الرجل في دينه فهذا دور العلماء الأجلاء والمتخصصين وحسبي أنا أني قد جئت به الى بابهم وأثرت حبه وفضوله وأيقظت استعداده فما أنا بالعالم ويخطئ من يقرأني على أني عالم بل أنا مجرد فنان محب وينتهي دوره عند اثارة حب الحق والحقيقة في قلب قارئه وفي هذا فليحاسبني القراء والنقاد ولا أكثر .
وعن ضعفي وأخطائي لا يملك الا الله أن يرحمني واليه أتوجه في كل لحظة لا يكف لي خوف ولا رجاء .
وأحسب أن هذا حال توفيق الحكيم حينما يكتب في الاسلاميات أو طه حسين حينما يكتب في السيرة أو العقاد حينما يكتب في القرآن فمثل هؤلاء لا يحاسبون كفقهاء ولا أحد يقرأ لهم كما يقرأ للشافعي وابن حنبل وأبي حنيفة .
بيانات الكتاب
الاسم : المسيخ الدجال
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار العودة
عدد الصفحات : 73 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب المسيخ الدجال

القرآن كائن حي لـ مصطفى محمود

اللغة القرآنية تختلف عن لغتنا التي نكتب بها أو نتكلم بها في أنها محكمة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة. وقد كثر الكلام من الآيات الكونية التي تحدثت عن النجوم ومساراتها والأرض وخلقها والحياة وبدايتها، وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المبهر من الحقائق خلال مئات السنين التي أعقبت التنزيل القرآني فلم تخرق حرفاً قرآنياً واحداً ولم تنقض أية بل ترافقت جميعها مع كلام القرآن وزادته توكيداَ. كما جاء القرآن في نظم الحكم وفي الاقتصاد وفي الأخلاق وفي حقوق الإنسان وفي الأسرة وفي الزواج والمرأة والشرائع بالكلمة النهائية الجامعة،
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
اللغة القرآنية تختلف عن لغتنا التي نكتب بها أو نتكلم بها في أنها محكمة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة , وقد كثر الكلام عن الآيات الكونية التي تحدثت عن النجوم ومساراتها والأرض وخلقها والحياة وبدايتها وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المبهر من الحقائق خلال مئات السنين التي أعقبت التنزيل القرآني فلم تخرق حرفا قرآنيا واحدا , ولم تنقض آية بل توافقت جميعها مع كلام القرآن وزادته توكيدا .
كما جاء القرآن في نظم الحكم وفي الاقتصاد وفي الأخلاق وفي حقوق الانسان وفي الأسرة وفي الزواج والمرأة والشرائح بالكلمة النهائية الجامعة .
كما انفرد بذروة في البلاغة وقمة في البيان وجمال في الأسلوب لم يطاوله فيه كتاب .. وقد أفاض القدماء في هذا وأغنونا .
لكن يظل هناك وجه معجز من وجوه القرآن ربما كان أهم من كل هذه الوجوه يحتاج الى وقفة طويلة وهو ما أسميته بالمعمار أو البنية الهندسية أو التركيب العضوي أو الترابط الحي بين الكلمة والكلمة .
القرآن كائن حي لـ مصطفى محمود وما أشبه القرآن في ذلك بالكائن الحي .. الكلمة فيه أشبه بالخلية فالخلايا تتكرر وتتشابه في الكائن الحي ومع ذلك فهي لا تتكرر أبدا .. وانما تتنوع وتختلف وكذلك الكلمة القرآنية فاننا نراها تتكرر في السياق القرآني ربما مئات المرات ثم نكتشف أنها لا تتكرر أبدا برغم ذلك , اذ هي في كل مرة تحمل مشهدا جديدا .. وما يحدث أنها تخرج بنا من الاجمال الى التفصيل .. وأنها تتفرع تفرعا عضويا تماما مثل البذرة التي تعطي جذرا وساقا ثم أوراقا ثم براعما ثم أزهارا ثم ثمارا وهي في كل مرة لا تخرج عن كونها نبات البرتقال .ز ولكنها عبر هذا التفصيل تعطينا في النهاية حقيقة نبات البرتقال وذلك هو الترابط العضوي أو المعمار الحي .. والقرآن بهذا المعنى يشبه جسما حيا .. والكلمة القرآنية تشبه كائنا حيا أو خلية جنينية حية فهي تتفرع عبر التكرار الظاهر لتعرض مشاهد يكمل بعضها بعضا تماما كما تنقسم خلية الجنين لتعطي خلايا الرئتين والقلب والكبد , والأحشاء والعظام والجهاز العصبي الى أن تعطينا في النهاية انسانا كاملا وقد جاء كل هذا التنوع من خلايا متشابهة فذلك هو التفصيل الذي كان مجملا في الخلية الأولى للجنين .
وكمثال نأخذ كلمة " العلم " في القرآن .
فنجد أن العلم يأتي في البداية مجملا بمعنى النظر في خلق السموات والأرض .. ثم نجد هذا النظر يأتي بعد ذلك مفصلا .. " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت , والى السماء كيف رفعت , والى الجبال كيف نصبت , والى الأرض كيف سطحت " الغاشية "17-20"
وهذه هي علوم الأحياء والفلك والجيولوجيا والجغرافيا كما نعرفها الآن ..
ثم ينقلنا القرآن الى نظر من نوع آخر .
" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل " " 42 – الروم "
وذلك هو النظر في التاريخ , ثم تنوع آخر : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " " 20 – العنكبوت "
بيانات الكتاب
الاسم : القرآن كائن حي
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار العودة
عدد الصفحات : 149 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت

تحميل كتاب القرآن كائن حي

الحق العربي في الاختلاف الفلسفي لــ طه عبد الرحمن


نحن - العرب - نريد ان نكون احرارا في فلسفتنا، وليس من سبيل الى هذه الحرية الا بأن نجتهد في انشاء فلسفة خاصة بنا تختلف عن فلسفة اولئك الذين يسعون بشتى الدعاوى الى ان يحولوا بيننا وبين ممارستنا لحريتنا الفكرية، ولا ريب ان اقرب الطرق التي توصل الى ايداع هذه الفلسفة هو النظر في هذه الدعاوى نفسها التي يرسلونها ارسالا ويبثونها فينا بثا كما لو كانت حقائق لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ويأتي في مطلع هذه الدعاوى القول بأن الفلسفة معرفة عقلية تشمل الجميع، افرادا كانوا او اقواما، اي ان الفلسفة معرفة كونية.

مقتطفات من الكتاب

مقدمة
الطور الثالث من السؤال الفلسفي : " السؤال المسؤول "
لم تشتهر الفلسفة بشيء اشتهارها بممارسة السؤال ولم يطبق المشتغلون بها على شيء اطباقهم على هذا الوصف , لكن ما أن نتأمل هذه الحقيقة قليلا حتى نتبين أن السؤال الفلسفي لم يكن شكلا واحدا وانما كان أشكالا اختلفت باختلاف أطوار هذه الممارسة , ولا يخفى أن أبرز هذه الأشكال شكلان اثنان : السؤال القديم الذي اختص به الطور " اليوناني " والسؤال الحديث الذي ميز الطور " الأوروبي " .
أما السؤال الفلسفي اليوناني القديم فقد كان عبارة عن فحص ومقتضى الفحص هو أن يختبر السائل دعوى محاوره بأن يلقي عليه أسئلة تضطره الى أجوبة تؤول في الغالب الى ابطال دعواه وخير شاهد على هذا الفحص الفلسفي ممارسة " سقراط " للسؤال , فقد كان دأبه أن يبادر أحد " بفتح الدال " مواطنيه بسؤال عام عن مفهوم مأخوذ من مجال الأخلاق على الخصوص حتى اذا تلقى منه جوابا معينا ألقى عليه مزيدا من الأسئلة الواضحة التي لا يجد المحاور بدا من الرد عليها بالايجاب معتقدا أن هذا الرد لا يضر في شيء الحق العربي لــ طه عبد الرحمن جوابه الأول فاذا فرغ " سقراط " من أسئلته التي قد تطول وتتشعب مضى الى الجمع بين أجوبة هذا المحاور المختلفة مبرزا التناقص الصريح بين جوابه الأول وأجوبته الاضطرارية اللاحقة .
وأما السؤال الفلسفي الأوروبي الحديث فهو عبارة عن نقد ومقتضى النقد هو أن لا يسلم الناظر بأية قضية كائنة ما كانت حتى يقلبها على وجوهها المختلفة ويتحقق من تمام صدقها متوسلا في ذلك بمعايير العقل وحدها والفرق بين " النقد " و " الفحص " هو أن الأول يوجب النظر في المعرفة ويقصد الوقوف على حدود العقل في حين أن الثاني يوجب الدخول في الحوار ويقصد افحام المحاور وخير مثال على هذا النقد فلسفة " كانط " حيث انه ذهب به الى أقصى مداه , فلم يقف عند حد التساؤل عن موضوعات المعرفة , بل تعداه الى التساؤل عن شرائط المعرفة جاعلا العقل نفسه موضع تساؤل – لا المعارف التي يوصل اليها فحسب حتى سمي قرنه بقرن النقد وأخذ الفلاسفة من بعده يحتذون الى يومنا هذا حذوه في كل ما يخوضون فيه من الموضوعات ويشتغلون به من المشكلات الى أن أضحت هذه الممارسة النقدية تشمل كل شيء ولا تستثني الا نفسها , وأضحينا معها لا نكاد نحصي الأعمال التي تحمل في عنوانها لفظ " النقد " .
لكن يبدو أنه آن الأوان لكي نتجاوز شكل النقد من أشكال السؤال الفلسفي كما تجاوزنا من قبل شكل الفحص منها ونطلب شكلا جديدا من السؤال يناسب ما يلوح في الأفق من مآلات الحداثة أي شكلا أحدث وهذا الشكل الأحدث هو الذي نسميه ب " السؤال المسؤول " فالسؤال الفلسفي الأحدث ليس سؤالا فاحصا لموضوعه متوسلا بوضعه كسؤال كما نجد عند " سقراط " ولا سؤالا ناقدا لموضوعه مسلما بوضعه كسؤال كما نجد عند " كانط " وانما سؤال يسأل عن وضعه كسؤال بقدر ما يسأل عن موضوعه .
وبيان ذلك أن الفيلسوف اذا كان يسأل ولا يفتأ يسأل فليس لأنه يملك زمام السؤال ويملك بالتالي زمام ايقاع المسؤولية على غيره – أي يضع سؤاله عما شاء ولمن شاء ومتى شاء وحيثما شاء فيكون هو وحده السائل والمجيب غيه وانما لأنه مسؤول عن كل أفعاله جليلها ودقيقها بما فيها سؤاله نفسه ولأنه مطالب بتفريغ ذمته من هذه المسؤولية فشعوره بهذه المسؤولية هو الباعث له على دوام المساءلة عسى أن يظفر بما يجيب به عن الأسئلة التي تحيط بوجوده وتهجم عليه من كل جانب وتجعله مسؤولا قبل أن يكون سائلا ابتداء من حق السؤال وواجب نفسهما نحو : لم تسأل ؟ وعم تسأل ؟ ومن تسأل ؟ ولم ينبغي أن تجيب ؟ وعم ينبغي أن تجيب ؟ ومن ينبغي أن تجيب ؟
وهكذا يتبين أن الفيلسوف يسأل " بفتح الياء " لأنه يسأل " بضم الياء " فيلزمه أن يجيب عما سئل فوجود سؤاله اذن من وجود مسؤوليته فاذن الأصل في الفلسفة ليس – كما اشتهر – " السؤالية " وانما " المسؤولية " وأول ما توجبه هذه المسؤولية الأصلية هو بالذات أن يصغي الفيلسوف الى الأسئلة التي يلقي بها اليه , وأن يتعرف على مصدرها وأن يعمل على الجواب عنها , فلولا هذه المسؤولية الأولى التي تناط به لما كانت لسؤاله المتواصل خصوصيته وفائدته ذلك أن هذا السؤال يكتسب بفضل المسؤولية بعدا أخلاقيا صريحا ومعلوم أنه لا تفلسف بغير تخلق .

بيانات الكتاب

الاسم : الحق العربي في الاختلاف الفلسفي
تأليف : طه عبد الرحمن
الناشر : المركز الثقافي
عدد الصفحات : 221 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت

تحميل كتاب الحق العربي في الاختلاف الفلسفي

روح الدين: من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية لــ طه عبد الرحمن

" لقد عودنا الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن أن نظفر بالطريف في كل كتاب يخطه وفي كل موضوع يطرقه؛ وهاهو ذا، في الكتاب الذي بين يديك، يأتينا بما كنا نظن أن العقل ينكره، بل أن يحيله، في معضلة لطالما شغلت " إنسان هذا الزمان"، وحيّرت العقول ولا تزال، ألا وهي " العلاقة بين الدين والسياسة"! فقد تحدى فيلسوفنا المسلمات المقررة والاعتقادات المرسخة، مقتحماً عقبات العقل وحدود العلم، وجاءنا بمقاربة لهذه المشكلة ليست من جنس المقاربات المعهودة، لأنها لا تخاطب العقل المجرد في الإنسان، وإنما تخاطب عقله المؤيد بالروح؛ إذ تقرر أن الإنسان أشبه بالكائن الطائر منه بالكائن الزاحف.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
كلما تأملت أحوال الانسان في هذا الزمان واستغرقت في هذا التأمل لم أزدد الا يقينا بأنه لا كائن أنسى منه حتى اني لو خيرت في وضع تعريفه فما كنت لأعرفه بغير كونه " الموجود الذي ينسى أنه ينسى " ولو خيرت في اشتقاق اسمه فما كنت لأقول غير أنه اشتق من لفظ " النسيان " بدل لفظ " الأنس " وحتى لو صح أن اسمه مشتق من " الأنس " فما كنت لأعتقد الا أنه أنس بما يجعله ينسى ما لا ينبغي نسيانه , لحرصه على بقاء نسيانه , انه ينسى كل شيء يذكره بأنه لا يملك من أمره شيئا لا خلقا ولا رزقا ينسى أنه كان في ظلمات بعضها فوق بعض بدءا بظلمة العدم وانتهاء بظلمة الحس , ينسى أنه لم يخلق ذرة من ذرات بدنه ولا نسمة من نسمات روحه كما ينسى أنه كان في فاقات بعضها أشد من بعض بدءا بفاقة النور وانتهاء بفاقة العلم ينسى أنه لم يرزق عينه بصرا ولا أذنه روح الدين لــ طه عبد الرحمن سمعا ولا لسانه نطقا ينسى هذا وما دونه وما فوقه حتى كان له النسيان ذكرا وهل في النسيان أشد من أن ينسى من لا ينساه ولا يغيب عنه أبدا ومن هو أقرب اليه من نفسه , ومن يحول بينه وبين قلبه !
لما كان النسيان أول بلاء ابتلي به الانسان , وكان " انسان هذا الزمان " لا ينتهي عن النسيان مصرا عليه أيما اصرار كان لا بد أن تجري الأمور بين يديه بضد مقتضياتها لأن مقتضياتها توجب التذكر وهو لا يبرح ينسى وهكذا فما حقه أن ينزل في أعلى الرتب من الموجودات أو المعقولات , صار يراه في أسفلها وما حقه أن ينزل في أسفل الرتب من الموجودات أو المعقولات صار يراه في أعلاها حتى بلغ من قوة نسيانه أن أضحى يقلب الحق باطلا والباطل حقا ويقلب الخير شرا والشر خيرا .
ثم أخذ ينظر للباطل الذي جعله حقا وللشر الذي جعله خيرا مبتدعا مقولات هائلة وواضعا مسلمات قاطعة ومستنبطا قضايا كبيرة ومثبتا دعاوى عريضة حتى أنشأ عالما خادعا قانون الوجود فيه النسيان : عليك أن تنسى من أين أتيت والى أين تذهب , وأن تنسى أنك الحي الذي يموت وأنك كما بدأت تعود , عليك أن تنسى من حقه أن تذكره أول ما تذكر وأن تذكره كلما نسيت أن تنسى من لو شاء لما نسيت ولهلكت متى نسيت , عليك أن تنسى يوم تلاقيه ويسألك عن نسيانه حتى ان من لا ينسى فأجدر به أن ينسى اذ ما هو الا غريب يريد الشذوذ لنفسه أو عليل يريد البقاء لعلته كأن هذا العالم لا يؤوي الا الانسان الأفقي الذي لا يذكر الا ما يراه بصره ولا قبل له بالانسان العمودي الذي يذكر ما لا يراه بصره وتراه بصيرته .
ومهما يكن الأمر فان حضور الذكر خير من ذهول النسيان لأن نور الوجود خير من ظلمة العدم والذكر وجود والنسيان عدم وان الانسان العمودي أوسع وجودا من الانسان الأفقي لأن مجال الفضاء أفسح من مدى المكان والانسان العمودي في فضاء والانسان الأفقي في مكان فهل من سبيل الى الخروج من هذا العالم الناسي , وقد أشربت قلوب أهله بمقولاته ومسلماته وقضاياه ودعاويه حتى لا تكاد تتصور بديلا له , ساكنة تحت مجاريه راضية بمراضيه كأنما هو القدر المحتوم الذي لا يخطئ أحدا ؟ فكما أن هذا العالم الأفقي هو نفسه جاء بديلا لعالم لم يكن ينسى ما صار ينساه مغترا بسلطانه فكذلك في الامكان انشاء بديل لهذا العالم لا ينسى ما ينساه أي عالم ذاكر يؤوي انسانا عموديا فلكل عالم ناس عالم بديل يدفع نسيانه .
ولا يخفى أن النسيان الأكبر الذي أصاب هذا العالم والذي أرخ لحداثته نسيان مزدوج جعل الانسان الأفقي لا يقدر خالقه حق قدره اذ نسي كيف كان " التدبير " و " العبادة " يأتلفان في حياة الانسان ائتلافا حيا حتى اذا دبر كان عابدا واذا عبد كان مدبرا .
بيانات الكتاب
الاسم : روح الدين: من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية
تأليف : طه عبد الرحمن
الناشر : المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات : 530 صفحة
الحجم : 10 ميجا بايت

تحميل كتاب روح الدين: من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية

رحلة إلى فلسطين لــ نيكوس كازانتزاكيس

رحلة الروائي اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس إلى فلسطين من كتابه "ترحال"
وهي عبارة عن مقالات ومشاهدات يحاول فيها طرح نبوءته للقرن العشرين
وهذه الترجمة عن الطبعة المنقحة التي استبدل نيكوس فيها الكلمات "الكارثاريغوسية" المقعرة إلى كلمات يونانية بسيطة.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
بين عامي 1926 و 1927 أوفدت صحيفة " اليغيثروس لوغوس " اليونانية الروائي اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس المرشح لجائزة نوبل عام 1956 الى فلسطين لتغطية احتفالات عيد الفصح عام 1926 .
وقد نشرت مشاهداته هذه في الصحف اليونانية في نفس العام , وفي عام 1927 نشرت الطبعة الأولى من كتابه " ترحال " التي تشتمل على مشاهداته في كل من فلسطين ومصر وايطاليا وقبرص ولكن نظرا لخطورة المقالات التي كتبها نيكوس كازانتزاكيس عن " فلسطين " في منتصف العقد الثاني من هذا القرن فقد وجدنا أن من المناسب أن يكون هذا الكتاب مشتملا على هذه الوثيقة التاريخية التي كتبها أهم روائي ومفكر في هذا القرن والتي أدان فيها الصهيونية قبل أن يتنبه العالم الى الخطر الصهيوني والى الكوارث التي ستقع على العالم أجمع نتيجة لهذه الحركة التي سيكون وقودها اليهود قبل غيرهم .
رحلة إلى فلسطين لــ نيكوس كازانتزاكيس لقد كانت هذه المقالات والمشاهدات نبوءة واشارة تحذير للخطر القادم قبل أن تكون مجرد مشاهدات قام بها كاتب كبير لفلسطين ففي هذه المقالات يحاول نيكوس كازانتزاكيس أن يطرح نبوءته للقرن العشرين هذه النبوءة التي جاءت الوقائع لتؤكد صدقها وتؤكد الفكر النير الطليعي لهذا الكاتب .
ولكن كازانتزاكيس لم يكن راضيا عن طبعة الاسكندرية لأنها كانت على حد تعبير السيدة هيلين كازانتزاكيس بعيدة عن أجواء كازانتزاكي بشكل كبير فقد نشرت بلغة " الكاثاريغوسا " وهي اللغة اليونانية الصافية والتي كانت في نفس الوقت اللغة الصحفية الرسمية .
وعندما جمعت الأعمال الكاملة ل " كازانتزاكيس " وأعدت للنشر أعاد كتابة " ترحال " من جديد مستبدلا الكلمات " الكارثاريغوسية " المقعرة بكلمات يونانية بسيطة واسعة الانتشار وقام بمراجعات اضافية جديدة وأضاف فصلا عن " موريا " أما الطبعة الجديدة المنقحة فقد نشرت في اليونان عام 1961 , بعد وفاة الكاتب لذلك فان المقالات التي تشتمل عليها هذه الترجمة عن فلسطين مأخوذة من آخر طبعة منقحة للكتاب .
ونحن ندرك أن هذا الكتاب سيحظى باهتمام خاص من قبل القارئ المعاصر ذلك أنه يكشف عن الحدس النبوئي في نظرة كازانتزاكيس لهذه البلاد لأنه في فترة مبكرة أي منذ عام 1927 , استطاع أن يستشف أن مصير وقدر الغرب ينتقل الى الشرق اضافة الى اشارته الى بروز مصر كقوة بارزة في العالم .
لقد كتبت هذه المقالات بصورة أولية أصلية مباشرة وجديدة وبالرغم من الظرف الزمني الدقيق والحرج الذي لم يؤكد على وجود بنية فنية مقصودة الا أن هذه المقالات البسيطة والمباشرة اشتملت على أفكار ذات نظرة ثاقبة وعميقة للتاريخ .
لقد كشفت لنا عن مصر في منتصف العشرينات وهي تشهد نمو بذور الثورة في هذا الشعب الذي عرف على الدوام بأنه سلس القياد وشديد الخضوع لأسياده , فمن خلال وصفه للفلاح العربي وهو يجر المياه من البنك بنفس القادوس البدائي الذي كان يستخدمه أجداده الأول يرينا كازانتزاكيس العربي كانسان لا ينفصل أبدا عن ماضيه وهذا هو ما يحدث حين يزور احدى المزارع التعاونية الصهيونية الحديثة , حيث يصف لنا الأجيال اليهودية المعاصرة والقوية التي ترتبط ارتباطا مصيريا لا مناص منه بالقدر التراجيدي اليهودي .
ان وصفه الواقعي المباشر يعتبر عملا فريدا ونادرا خارج سياق الحتمية التاريخية لقد نظر الى هؤلاء الناس والى هذه البلاد نظرة شاملة تعتمد على دمج الماضي والحاضر من أجل تصوير شكل مستقبلهم ومن أجل تحديد صورة العصر القادم عصر الثورة .
هذه النظرة الشاملة تسير جنبا الى جنب مع الوصف السهل الممتنع الساحر لهذا العالم الملموس وللواقعية المعاصرة التي تكمن تحت سطحه والتي تكشف عن نهوض الشعوب الشرقية .
بيانات الكتاب
الاسم : رحلة إلى فلسطين
تأليف : نيكوس كازانتزاكيس
الترجمة : محمد الظاهر
عدد الصفحات : 97  صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب رحلة إلى فلسطين

رحلة إلى مصر الوادي وسيناء لــ نيكوس كازانتزاكيس

رحلة إلي مصر، فصل من كتاب (ترحال)، كتبه نيكوس كازنتزاكيس بين عامي (1926 – 1927) الذي يشتمل علي فصول عن فلسطين، وقبرص، وإيطاليا، وموريا (جزيرة تابعة لبولينزيا الفرنسية تقع شمال غرب تاهيتي بالمحيط الهادئ).
نشرت الطبعة الأولي من (ترحال) في الاسكندرية عام 1927، لكن كازنتزاكيس لم يكن راضيا عنها، فقام بمراجعات جديدة وأضاف فصل موريا، ونشرت الطبعة الجديدة المنقحة عام 1961 بعد وفاة الكاتب.
ورحلة إلي مصر: صورة مرسومة بالأبيض والأسود، رسمها كازنتزاكيس لمصر: النيل، والقاهرة، والأهرام، ومصر العليا (الصعيد). وسيناء.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
" كتاب أدب ونقد " حلم قديم من أحلامنا الكثيرة الطموحة وقف عجزنا المالي في طريقة كما وقف دائما في طريق أحلامنا , فنحن نعيش في زمن رديء بكل المقاييس تحكما فيه رأسمالية هشة وتابعة تستورد لنا كل أزمات المجتمع الرأسمالي المتقدم والمهيمن عالميا , دون الوفرة فيه وهكذا أصبح الحد الأدنى لاقامة أي مشروع ثقافي جدي قادر على أن يغطي تكلفته ويواصل النمو متزايدا كل يوم بصورة تتجاوز كل رغباتنا المخلصة في العطاء وكل قدرات أصدقائنا وقرائنا على التبرع .
وضعنا تصوراتنا عن طبيعة السلسلة والدور المرجو لها أكثر من مرة في مجلس تحرير مجلتنا " أدب ونقد " وفي كل مرة كنا نتبين بصورة أكثر جلاء أن ما ننشده ليس اضافة كمية للسلاسل القائمة وكتبنا ذلك في افتتاحيات المجلة كلما وجدنا أنفسنا أمام مبدع جديد نريد ن نقدمه ونحتفي به على نطاق واسع مثلما كان الحال مع الروائي " أحمد زغلول الشيطي " الذي اضطررنا لنشر روايته الهامة " ورود سامة لصقر " في عدد من المجلة وكنا نتمنى أن ننشرها في كتاب مستقل .
رحلة إلى مصر الوادي وسيناء لــ نيكوس كازانتزاكيس ورواية أخرى لم تنشرها بعد لرضا البهات هي " رائحة اليوسفي " وحدث نفس الشيء مع الشاعر أحمد أبو زيد وجدنا فيه صوتا خاصا واعدا لن يكتمل الا مع النشر الواسع للتعرف الحقيقي على عمله ومن المؤكد أن هناك كثيرين آخرين لا نعرفهم ويستحقون أكثر .
ظل مشروعنا على ما هو عليه حلما ينبعث كلما وجدنا أنفسنا أمام عمل جديد نود أن نحتفي به وننشره الى أن قرأ الأديب العراقي المهاجر لأمريكا " محمد رستم " واحدة من افتتاحيات " أدب ونقد " التي تتحدث عن مشروع الكتاب وفي زيارة لمصر عرض مشكورا أن يدفع تكلفة الكتاب الأول أي أن تقسيم السلسلة فنرد له أمواله , وفي حالة تعثرها يعتبر اسهامه تبرعا .
في نفس الوقت قدم لنا الباحث والشاعر الفلسطيني محمد الظاهر ترجمته لهذا الكتاب الذي بين أيديكم لكازانتزاكيس ومعها مبلغ من المال فقط لأنه يريد أن ينشر ترجمته في مصر .
فأصبحنا نقف حاليا على أرض معقولة لكي نبدأ ..
هل أنتم معنيون بمثل هذه التفصيلات أم بالكتاب نفسه .. وتحديدا بالبداية ؟ نحن نود من كل قلوبنا أن تعتبروا أنفسكم طرفا معنيا كل العناية بحلمنا الذي هو ببساطة الاسهام بصورة جديدة ومنظمة في انشاء مكتبه أدبية فكرية تقدمية وشعبية في آن واحد على أن يكون العنصر الأخير أي الشعبي أساسيا فيها ..
صحيح أن هناك سلاسل شعبية تباع ربما بأقل من سعر التكلفة مثل مختارات فصول واشراقات أدبية وكتاب الثقافة الجماهيرية .. لكننا كما سبق القول لا نخطط لكي تصبح سلسلتنا اضافة كمية فقط , وانما اضافة نوعية أيضا فهناك مواد أساسية وأمهات كتب في ميداني النقد والفكر يطمح " كتاب أدب ونقد " الى تقديمها بالمواصفات السابقة اضافة للابداع الجديد الجريء فنيا وسياسيا شأن رواية الشيطي التي رفضتها مختارات فصول بسبب مضمونها السياسي الواضح والذي جرت معالجته بأرقى صورة فنية حتى أن حركة النقد الجدية تؤرخ بها لولادة رواية جديدة تماما .
كذلك تتواصل الدراسات النقدية في ميادين علم اجتماع الأدب واللغويات وعلم الجمال الماركسي وما يزال ما يصلنا منها جزئيا ومبعثرا بينما تغيب جل الكتابات الأساسية في هذه الميادين عن النشر الشعبي الواسع .
ونحن نعتقد أن مثل هذا النشر الذي نطمح اليه سوف يشجع مئات الباحثين الذين يستخدمون المنهج العلمي الموضوعي المادي التاريخي أي التكاملي بالضرورة وبطبيعته يشجعهم على تقديم اضافاتهم عن تاريخ الأدب وأجناسه وتطور الشكل والنقد التطبيقي .
بيانات الكتاب
الاسم : رحلة إلى مصر الوادي وسيناء
تأليف : نيكوس كازانتزاكيس
الترجمة : محمد الظاهر
عدد الصفحات : 156 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تحميل كتاب رحلة إلى مصر الوادي وسيناء

على حافة الانتحار لــ مصطفى محمود

الكتاب يتحدث عن تاريخ اسرائيل معنا كعرب ومع العالم كله، يتحدث عن ظلمهم ومجازرهم في فلسطين،ونتائج ذلك من عمليات استشهادية لا يستطيع احد منعها فلا يمكن للسي اي ايه ان تكتشف ان احد بداخله نية تفجير نفسه،
ويتحدث ايضا عما يفعلوه في لبنان وفي الاردن
وعن سياساتهم التي يسمونها بالسلام مع الدول العربية والتي ماهي الا عبارة عن السم في العسل
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
الهجمات الانتحارية في داخل اسرائيل معناها أن الموت عند الفلسطيني أصبح أهون من ذل الاحتلال وهو تصعيد مرعب للصراع ولا يدخل هذا الانتحار ضمن الارهاب بل هو الفداء في مواجهة المستحيل .
ولا نستهين بأرواح أبرياء تزهق ولا نتغاضى عن دماء تهدر بلا ذنب ارتكبه أصحابها ولا ندافع عن قتل عشوائي ولكننا أمام صورة لمأساة متكاملة لابد من النظر اليها من جميع جوانبها دون الاكتفاء بالتأوهات العاطفية .. فوراء نزيف الدم في فلسطين هناك تاريخ طويل من المذابح والنسف العشوائي لبيوت الفلسطينيين والطرد والترحيل والتشريد واغتصاب الأرض وكل وسائل الضغط والارهاب والترويع من جماعات صهيونية هي بالفعل عصابات ارهابية محترفة تستمد السلاح والمال والمساندة المعنوية من أمريكا ومن الغرب الأوروبي وحينما جاء السلام بعد أربعين سنة من القتل والتشريد وبعد تهجير أكثر من أربعة ملايين فلسطيني في أرض الشتات جاء سلاما ناقصا وغير عادل ومثقلا بالتشدد والقيود وفي حماية تهديد ذري غير مشروع وترسانة نووية زرعت في قلب الوطن العربي لا على حافة الانتحار لــ مصطفى محمود تجد لها الدول العربية ردا ولا دفعا ولا تعرف لها وقاية .. فهل يستغرب أن يكتشف الفلسطيني الضعيف المقهور في نفسه القوة على تفجير نفسه في هجمات انتحارية هي الأخرى ليس لها رد ولا دفاع ولا وقاية ليرد بها على هذا الترويع والتركيع الذي لا يجد له حيلة ولا يهتدي فيه الى سبيل .
وماذا يجد الفلسطيني من الضمانات في عصر السلام , انه لا يجد من الماء الا ما تسمح به اسرائيل ولا يصرح له بدق ماسورة في أرضه ليستخرج شربة ماء الا باذن ... واسرائيل تسحب الماء من تحت أرض الضفة بمواسير وتقيم عليها نقاط حراسة وعساكر بالرشاشات وتفتح أو تغلق محابس الماء على الفلاح الفلسطيني كما تشاء وهي تحت دعوى السلام مازالت تستولي على المزيد من الأرض بمعدل ألف وخمسمائة فدان من الأرض الفلسطينية شهريا تضمها الى أرضها وتبني عليها المستوطنات الاسرائيلية والمعسكرات ونقاط التفتيش وتحاصر عرفات في جيوب لا يستطيع أن يخرج منها أو يسافر خارجها الا بفيزا واذن وتصريح اسرائيلي .
وهو الرئيس الوحيد في العالم الذي لا يحق له أن يتحرك في بلده ال اباذن , وقد وافق ياسر عرفات على هذا الصلح العجيب بعد مشوار مرير وتحت ضغوط دولية وأمريكية مرهقة .
وبالرغم من أن الوضع غير طبيعي بالمرة فقد طلبت أمريكا من جميع الحكومات التطبيع على هذا السلام .
كيف يمكن التطبيع على شيء غير طبيعي ! وقالوا أن أصحاب الحق " عرفات والمنظمة " قبلوا فما دخلكم أنتم فقبلنا ثم أصبحت قاعدة .
وجرى على الكل ما جرى على الفلسطينيين , في سوريا طلبوا نصيبا من الجولان السورية ونصيبا من المياه السورية وحقوقا للتفتيش على الجيش السوري والأسلحة السورية والنوايا السورية ومازالت المفاوضات تتعثر .
وفي الأردن أعطى الحكم الأردني الأرض وأعطى التسهيلات وأعطى نفسه وأعطى مستقبله .
شيء غير طبيعي تماما , ومع ذلك يريدون منا التطبيع على هذا الوضع غير الطبيعي " أن يكون لهم امكانية الهجوم ولا يكون لنا امكانية الدفاع وكأننا بوسنة أخرى " .
ولكن معنى التطبيع Normalisation يعني العودة الى التعامل الطبيعي في الوقت الذي لا يوجد فيه شيء واحد طبيعي , كيف يمكن أن يكون هذا اتفاق بين أنداد وكيف يمكن قبوله وهو يتصف بكل هذا التعالي والغطرسة وكيف يساند العالم كل هذا الظلم وتؤيد أمريكا كل ذلك الجور .
وكلينتون مشمئز مما يحدث من عنف ودموية في الأرض المحتلة لأنه ينظر بالعين الاسرائيلية ويسمع بالأذن الصهيونية ويمسك بالميزان المائل الذي يقدمه له الكنيست ,
بيانات الكتاب
الاسم : على حافة الانتحار
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار اخبار اليوم
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت

تحميل كتاب على حافة الانتحار

المؤامرة الكبرى لــ مصطفى محمود

الذين كذبوا على العالم وقالوا إن ألمانيا النازية أحرقت ستة ملايين يهودي في محارقها بينما لم يزد العدد الحقيقي للقتلى على بضعة ألوف هم نصف الذين قتلوا وذبحوا من مسلمي البوسنة .. نسمعهم اليوم يكذبون مرة أخرى على العالم ويروجون فرية أخرى بأن عدو الحضارة الذي تبقى بعد سقوط الشيوعية هو الإسلام (الإسلام المضروب في كل مكان والمطارد والمستسلم والذي لا يجد أهله القوت وشربة الماء).
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
ماذا يجري وراء الستار ؟
ما يحدث لمسلمى البوسنة على يد الصرب من قتل وترويع وتعذيب وابادة مع سكوت أوروبي شامل يكتفي بالشجب والتصريحات الكلامية والتفكير في كذا وكذا دون عمل شيء .. كل هذا يكشف عن الروح التي تكنها الحكومات الأوربية لكل ما هو اسلامي وعن مشاعر الحقد الباطن الدفين المتراكم في قلوبهم عبر التاريخ .
ونسمع اللورد أوين الذي اختارته الأمم المتحدة حكما يعترف بأن تهريب السلاح الى الصرب من رومانيا والمجر وروسيا واليونان مستمر , رغم الحظر وأن مقطورات البترول تجد طريقها عبر الدانوب وعبر الطرق البرية الى الصرب من كل مكان رغم الحظر ...وان الحظر غير عملي ومدد السلاح يتدفق طول الوقت على المقاتلين من الصرب .. ولكنه مع كل هذا يرفض أن يرفع الحظر عن امداد المسلمين بالسلاح حتى لا يزداد القتل وتأملوا هذه الحجة العجيبة التي تكشف عن قلوب هؤلاء الناس ... فالسلاح القادم الى المؤامرة الكبرى مصطفى محمود مسلمي البوسنة المدافعين عن أنفسهم لن يقتل بالطبع الا صربيا وهذا هو هو ما يشفق منه اللورد أوين ولا يريده ... أما قتل وابادة وتشويه وتعذيب وترويع واغتصاب واذلال وطرد الملايين من شعب البوسنة المسلم طوال هذه الشهور العشرة فأمر طبيعي ولا غبار عليه ولا مانع من أن يوزع المعونات الغذائية على من يهرب منهم حتى يأتي دوره فيقتل فهذا طبيعي ويكتفي فيه بالتصريحات أما السماح بتسليح المسلمين ليدافعوا عن أنفسهم فأمر لا يجوز لأنه سوف يوسع نطاق القتل !!
تصوروا ؟ طبعا فسوف تصيب الرصاصات صربيا وهذا غير مسموح به .
بكل برود الأوروبي يقول لورد أوين هذا الكلام .... ومن قبله سمعناه من بوش ومن دوجلاس هيرد , ومن سيروس فانس واليوم من كلينتون ولا أحد يشذ عن القاعدة ... فالكل متفقون على ابادة وطرد واخراج كل أثر للاسلام في أوروبا .
ولكن هؤلاء الناس هم الذين زرعوا في بلادنا اسرائيل وهم الذين بنوا لها ترسانتها النووية الكيماوية والميكروبية وزودوها بكل شيء من الابرة الى الصاروخ وكالوا لها المعونات والقروض والمنح , وملأوا خزائنها بالمليارات .
وهم نفس الناس الذين نسفوا ترسانة العراق وراحوا يفتشون في كل درب عن أثر لمادة مشعة أو بقايا لمصنع لينسفوه ... ومازالوا يفتشون وهم نفس الناس الذين حظروا علينا أي تسليح نووي أو كيميائي أو ميكروبي كما حظروا علينا أي استيراد لتكنولوجيا متفوقة ...
ان الخطة هي عين الخطة .
ويلزم أن يكون الهدف النهائي هو نفس الهدف وقد بدأوا في البوسنة باطلاق يد الصرب وغدا يطلقون يد اسرائيل وقد أطلقوها بالفعل ألا تدرك طائرات اسرائيل جنوب لبنان كل يوم في صمت كامل ورضا من الأمم المتحدة وبلا تعليق من أمينها العام ؟!
ان المصالح البترولية لأمريكا في المنطقة هي التي كانت تؤجل هذا الانطلاق الاسرائيلي .. ولكن أمريكا جاءت بجيوشها وبوارجها وقواعدها ووضعت يدها على آبار النفط بدعوة من أصحابها , فلم يعد هناك خوف من شيء ويستطيع الشيطان الآن أن ينطلق من عقاله دون خوف على المصالح الأمريكية ..
لا بل هناك خوف باق هو مصر وثقلها الدولي والستون مليونا من شعبها وجيشها وتسليحها الذي أثبت تفوقه على اسرائيل في حرب 73 رغم كل الظروف غير الموائية ..
بيانات الكتاب
الاسم : المؤامرة الكبرى
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار اخبار اليوم 
عدد الصفحات : 93 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل كتاب المؤامرة الكبرى

الجمعة، 25 يوليو 2014

نبي الله إدريس لـــ هدى درويش

كتاب قيم وثمين، يتضمن دراسة أكاديمية رصينة لحياة وبعثة النبي إدريس، ولا بد أن الباحثة بذلت فيه جهدا كبيرا لقلة المراجع وصعوبة تمحيص الروايات الإسرائيلية، ويبدو أنها أفادت من معرفتها بالعبرية.
مع ذلك، يؤخذ على الباحثة ظهور النزعة المصرية في كتاباتها، فبالرغم من سلامة العقيدة إلا أنها تبدو مراوغة أحيانا في موقفها من الوثنية الفرعونية.
أنصح بالكتاب لكل مهتم بمقارنة الأديان والدراسات اليهودية، كما سيجد طالب العلم في فصوله الأولى ملخصا جيدا للموقف من الإسرائيليات.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
إدريس عليه السلام من الأنبياء الذين يكتنف معارفنا عنه الكثير من الغموض ؛ بسبب ندرة الكتابات عنه على الرغم من مكانته العالية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حيث كرمه المولى عز وجل وخصه بالرفع إليه بقوله تعالى : (ورفعنه مكانا عليا ) فهو أول نبي مرسل بعد آدم عليه السلام , عاش فترة ما قبل الطوفان وقبل نوح عليه السلام .
وقد اختلف في مسمى إدريس عليه السلام , فهو هرمس أو الكائن الإلهي تحوت أو توت عند قدماء المصريين ,وهو حنوخ عند اليهود , وأخنوخ في الترجمة العربية للكتاب المقدس .
وكان قريب العهد بآدم عليه السلام , وهو الذي قابله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج في السماء الرابعة , وسلم عليه ودعاه بالأخ الصالح , وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه : "إنه أول من خط بالقلم وانزل عليه ثلاثون صحيفة " .
نبي الله إدريس لـــ هدى درويش وهو ليس من أنبياء بني إسرائيل , وجاء ذكره في القرآن الكريم مجملا حيث ذكره المولى عز وجل في سورتي مريم والأنبياء , بأنه صديق نبي , وكرم برفعه الى مكان علي , وأنه من الصابرين , حيث توقف معظم المفسرين الإسلاميين وكتاب سير الأنبياء عن سرد تفاصيل قصته ؛ لأن معظم مصادرها جاءت عن اليهود , واليهود شديدو الولع برواية القصص والأساطير الخرافية وخاصة المتعلقة بالشخصيات التاريخية المقدسة التي تمثل جزءا مهما في تراثهم الديني والثقافي , كما أن بعض علماء الإسلام يفضلون البعد عن النصوص الإسرائيلية بسبب التحريفات التي أدخلها الكتاب والمدونون اليهود في النصوص , تجنبا للوقوع في خطأ إحداث تشويش للمتلقي , والبعض الآخرين يذكر الإسرائيليات بحرص وحذر للتأكد من موافقة ما يرويه منها نهج القرآن والسنة , وآخرون يذكرون الإسرائيليات تاركين للمتلقي الحكم فيها , وهذا الأمر يشكل خطورة كبيرة في إمكانية حدوث نوع من البلبلة الفكرية التي قد تؤثر على العقيدة الصحيحة الإيمانية .
وتعد قصة إدريس عليه السلام (حنوخ كما يطلق عليه العبريون) نموذجا للقصص اليهودية التي دخلت التفاسير لإسلامية والتي تبرز مدى تأثير الرواية اليهودية على كتابات فريق من علماء المسلمين الذين استهوتهم القصص اليهودية والحكايات الواردة في العهد القديم , ووجدوا فيها تفاصيل ما أجمل ذكره في القرآن , وذلك من خلال شخصية هذا النبي .
تلك الشخصية التي اكتنفها الغموض والاختلاف في الآراء حول علمه ومكانته من الله تعالى , كما حكيت الكثير من المبالغات حول علاقته الحميمة بالملائكة , سواء في المصادر اليهودية , أو التفاسير الإسلامية .
وعند بني إسرائيل فإن حنوخ (إدريس عليه السلام) من الأنبياء القلائل الذين نالوا تقديرا في المرويات اليهودية , والتي تدأب على الحط من قدر الأنبياء , وتصفهم بصفات لا تليق بمكانتهم العالية ؛ لذا كان من الأهمية بمكان إلقاء الضوء على شخصية هذا النبي من خلال الكتابات اليهودية التي تناولته , وأبرزت مكانته الرفيعة , وجعلته – حسبما زعموا – ملاكا , بل رئيسا للملائكة !!!
لذا كان اتجاه الدراسة عنه الى مقارنة ما أوردته الكتابات المصرية القديمة عن هرمس والروايات الواردة عنه في التراث القصصي اليهودي , وما ذكره ابن كثير وغيره من أئمة المفسرين , وما احتوته تفاسيرهم للقرآن من روايات وقصص إسرائيلية , ثم الرجوع الى أصل ما ورد في القرآن والسنة النبوية الصحيحة .
وتعد هذه الدراسة الأولى التي تجمع بين التناول المصري القديم واليهودي والإسلامي للنبي إدريس عليه السلام , وتهدف الى التعرف على الجوانب الغامضة حول شخصيته في الروايات اليهودية المتعلقة بالتراث الشفوي في الفكر الديني اليهودي , خاصة فيما يتعلق بالأنبياء والملائكة , من خلال ما ورد من ذكره في قصة النبي أخنوخ (إدريس عليه السلام) , وما تحتويه من قصص شعبية ودينية مقدسة ومقابلتها بتلك الواردة في التفاسير الإسلامية , والمصادر المصرية القديمة , والعمل على إبراز صورة للفكر اليهودي في نظرتهم الى الأنبياء في مرحلة ما قبل الطوفان وقبل ظهور أنبياء بني إسرائيل , وما نقله عنهم كبار المفسرين المسلمين فيما أوردوا من إسرائيليات داخل تفاسيرهم . ومقابلة كل منها بالآخر .
ومن أهم الأهداف أيضا :
· التعرف على الجوانب غير المادية في الفكر الديني اليهودي وخاصة فيما يتعلق بالأنبياء والمرتبطة بالتراث
بيانات الكتاب
الاسم : نبي الله إدريس
تأليف : هدى درويش
الناشر : دار السلام
عدد الصفحات : 270 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت
تحميل كتاب نبي الله إدريس

معالم في الطريق لــ سيد قطب

من أشهر كتب سيد قطب ومن أكثرها جدلاً. يتحدث فيه الكاتب عن الجيل القرآني الفريد وطبيعة المنهج القرآني، ونشأة المجتمع المسلم، والجهاد في سبيل الله، وجنسية المسلم وعقيدته.
مقتطفات من الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
معالم في الطريق
تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية .. لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها .. فهذا عرض للمرض وليس هو المرض .. ولكن بسبب إفلاسها في عالم " القيم " التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نموا سليما وتترقى ترقيا صحيحا . وهذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي , الذي لم يعد لديه ما يعطيه للبشرية من " القيم " , بل الذي لم يعد لديه ما يقنع ضميره باستحقاقه للوجود , بعدما انتهت " الديمقراطية " فيه الى ما يشبه الإفلاس , حيث بدأت تستعير – ببطء – وتقتبس من أنظمة المعسكر الشرقي وبخاصة في الأنظمة الاقتصادية ! تحت اسم الاشتراكية !
معالم في الطريق كذلك الحال في المعسكر الشرقي نفسه .. فالنظريات الجماعية وفي مقدمتها الماركسية التي اجتذبت في أول عهدها عددا كبيرا في الشرق – وفي الغرب نفسه – باعتبارها مذهبا يحمل طابع العقيدة , قد تراجعت هي الأخرى تراجعا واضحا من ناحية " الفكرة " حتى لتكاد تنحصر الآن في " الدولة " وأنظمتها , التي تبتعد بعدا كبيرا عن أصول المذهب .. وهي على العموم تناهض طبيعة الفطرة البشرية ومقتضياتها , ولا تنمو إلا في بيئة محطمة ! أو بيئة قد ألفت النظام الدكتاتوري فترات طويلة ! وحتى في مثل هذه البيئات قد بدأ يظهر فشلها المادي الاقتصادي –وهو الجانب الذي تقوم عليه وتتبجح به – فروسيا – التي تمثل قمة الأنظمة الجماعية – تتناقض غلاتها بعد أن كانت فائضة حتى في عهود القياصرة , وتستورد القمح والمواد الغذائية , وتبيع ما لديها من الذهب لتحصل على الطعام بسبب فشل المزارع الجماعية , وفشل النظام الذي يصادم الفطرة البشرية .ولا بد من قيادة للبشرية جديدة !
إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية .. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيدا من " القيم " يسمح له بالقيادة .
لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية , عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي , وتزود البشرية بقيم جديدة جدة كاملة – بالقياس الى ما عرفته البشرية – وبمنهج أصيل وايجابي وواقعي في الوقت ذاته .
والإسلام – وحده – هو الذي يملك تلك القيم وهذا المنهج .
لقد أدت النهضة العلمية دورها .. هذا الدور الذي بدأت مطالعه مع عصر النهضة في القرن السادس عشر الميلادي , ووصلت الى ذروتها خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر .. ولم تعد تملك رصيدا جديدا .
كذلك أدت " الوطنية " و " القومية " التي برزت في تلك الفترة , والتجمعات الإقليمية عامة دورها خلال هذه القرون .. ولم تعد هي الأخرى تملك رصيدا جديدا .
ثم فشلت الأنظمة الفردية والأنظمة الجماعية في نهاية المطاف .
ولقد جاء دور " الإسلام " . ودور " الأمة " في أشد الساعات حرجا وحيرة واضطرابا .. جاء دور الإسلام الذي لا يتنكر للإبداع المادي في الأرض , لأنه يعده من وظيفة الإنسان الأولى منذ أن عهد الله إليه بالخلافة في الأرض , ويعتبره –تحت شروط خاصة – عبادة لله , وتحقيقا لغاية الوجود الإنساني .
" وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة "
( سورة البقرة : 30 )
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
( الذاريات : 56 )
بيانات الكتاب
الاسم : معالم في الطريق
تأليف : سيد قطب
الناشر : دار الشروق
عدد الصفحات : 169 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
تحميل كتاب معالم في الطريق

مذكرات إمام الدعاة لــ محمد متولي الشعراوي

كانت حياته لا تقتصر على الدين فقط ولكن ايضا على الدنيا حيث كان يشارك فى السياسه مثلما كان ينفع الناس فى الدين .. من أروع رجال الدين واكثرهم فهما للقرآن حيث وهبه الله نعمه من الصعب ان نجد من يملك مثلها
كنت اتمنى ان القاه فى الدنيا والآن اتمنى ان القاه فى الجنه
مقتطفات من الكتاب
رحلة حياة زاخرة بالعلم النافع
فضيلة الإمام الأكبر
محمد سيد طنطاوي – شيخ الأزهر
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ومن والاه وبعد :
فهذه مذكرات لشيخنا وأستاذنا محمد متولي الشعراوي – طيب الله ثراه – رواها للأستاذ الفاضل محمد زايد .
مذكرات إمام الدعاة لــ محمد متولي الشعراوي وقد سعدت بقراءتها فرأيت فيها رحلة حياة زاخرة بالعلم النافع , وبالكفاح المتواصل من اجل خدمة الدين والفضائل والوطن .
تحدث فيها شيخنا عن حفظه للقرآن الكريم في كتاب " الشيخ عبد الرحمن " , وعن محاوراته مع شيخه ومع والده – رحمهما الله – وتحدث فيها شيخنا عن تأثره بحفظ القرآن الكريم , وعن حبه له , وعن الإرشادات الحكيمة التي تعلمها من شيخه " الشيخ عبد الرحمن " , وعن الضربات التي بقي أثرها في نفسه الى زمن طويل .

وتحدث فيها شيخنا عن مجالس العلم التي كان يهواها ويهوى الاستماع الى المناقشات التي تدور فيها , كما حدث بين الشيخ عبد العزيز رئيس قسم الوعظ بمدينة " ميت غمر " وبين الشيخ الشعراوي – رحمهما الله - .
وتحدث شيخنا عن أشعاره التي حادت بها قريحته في مطلع حياته , وكانت تمتاز بخفة الظل , وكيف أن الناس كانوا يتلقونها بالسرور والابتهاج .
وتحدث شيخنا عن زهده في الالتحاق بالأزهر , وعن إصرار والده – رحمه الله – على التحاقه بالأزهر , إلا أن الأب الفاضل كان مصرا كل الإصرار على إلحاق ابنه بالأزهر ليكون عالما من علمائه .
وتحدث شيخنا وهو في السنة الثالثة الابتدائية عن مطالبه من والده أن يشتري له كتبا ضخمة , وكان قصده من والده أن يمتنع عن ذلك , ولكن الوالد خيب ظنه ,فاشترى له ما أراد من مراجع ضخمة .
وتحدث شيخنا في مذكراته عن رؤيته لأول مرة للزعيم سعد زغلول , الذي كانت قريته مجاورة لقرية شيخنا , وعن قصة وقوعه من فوق حماره , وعلاجه في قرية " دقادوس " التي كانت بها أسرة مشهورة بجبر الكسور .
وتحدث شيخنا عن مساجلاته مع الشاعر " عبد الحميد الديب " وكيف أنه رد عليه بأنه يجيد في شعره الغزل المتورع , والهجاء اللاذع لمن يستحقه .
وتحدث شيخنا عن مشاركته في الثورات الوطنية بشعره وبنثره , وكيف أنه ألف القصائد الطويلة , وكتب المقالات الكثيرة , التي أدت به الى دخول السجن لمدة شهر .
كما تحدث فضيلته عن نقله من معهد الزقازيق الى معهد الإسكندرية , بسبب معارضته لكثير من الأمور التي كانت تجري في الأزهر ...
ثم عن محاوراته مع السيد جمال سالم عندما زار الأزهر .
كما تحدث فضيلته عن محاوراته مع أمير الشعراء أحمد شوقي – رحمه الله –
وتحدث فضيلته عن زعامته للطلاب , وعن قصه زواجه , وعن رحلته مع الحياة مدرسا بالأزهر , ثم بالسعودية , ثم عن أحواله المختلفة بعد ذلك .
والحق أن هذه المذكرات هي دروس زاخرة بتجارب الحياة , التي يجب على كل عاقل أن يستفيد منها ما ينفعه في دينه وفي دنياه .
رحم الله شيخنا إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي , وألحقنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
عظيم من القلة التي تزدهر بهم الحياة
د. محمود حمدي زقزوق – وزير الأوقاف
كثيرون يأتون الى هذه الدنيا ويخرجون منها دون أن يشعر بهم أحد , ودون أن يكون لهم فيها أثر أو ذكر . وقليل من الناس تزدهر بهم الحياة , ويملئون الدنيا عطاء بفضلهم وعلمهم وما يقدمونه من خير للناس . وهؤلاء هم العظماء الذين بهم ومعهم يكون للحياة معنى . فهم المصابيح الهادية , وهم الزهور التي تنشر أريجها في كل مكان فتنعش النفوس بالبهجة , وتجعل الناس يشعرون بقيمة الحياة وبقيمة الإنسان .
وإذا كان ذلك ينطبق على العظماء بصفة عامة فإن عظماء الدين لهم شأن آخر , وذلك لما يمثله الدين من عمق عميق في النفوس ومكانة راسخة في القلوب . ومن هنا فإن الأثر الذي يتركه هؤلاء في نفوس الناس وعقولهم يعد أثرا بالغ الأهمية في توجيه فكر الناس وسلوكهم وموقفهم من الحياة والمجتمع والكون بصفة
بيانات الكتاب
الاسم : مذكرات إمام الدعاة
تأليف : محمد متولي الشعراوي
الناشر :
عدد الصفحات : 147 صفحة
الحجم : 6 ميجا بايت
تحميل كتاب مذكرات إمام الدعاة

مذكرات الدعوة والداعية لــ حسن البنا

مجموع ما كتبه الإمام الشهيد حسن البنا عن حياته الحافلة ونشأة الجماعة وتكوينها
وتعدد شعبها ومناطقها وأفرادها وانتقالها من الاسماعيلة الى القاهرة .. والكتاب حبكته جميلة وممتعة واللغة فيه رصينة ..
أعتقد من يقرأ هذا الكتاب فسيختلف تقديره حتما لحسن البنا سواء كان من محبيه فيزيد حبه له أو من معارضيه
فينصفه ويحترمه
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
( أوصي الذين يعرضون أنفسهم للعمل العام ويرون أنفسهم عرضة للاحتكاك بالحكومات ألا يحرصوا على الكتابة )
لا أدري لماذا أجد في نفسي رغبة ملحة في كتابة هذه المذكرات بعد أن أعرضت عن ذلك إعراضا تاما على اثر عثور النيابة على مذكراتي الخاصة سنة 1943 , ما لقيت من المحقق من عنت وإرهاق في غير جدوى ولا طائل ولا موجب إلا تحميل الألفاظ غير ما تحمل , واستنباط النتائج التي لا تؤدي إليها المقدمات بحجة أن هذه هي مهمة النيابة العمومية باعتبارها سلطة اتهام .
مذكرات الدعوة والداعية لــ حسن البنا ولعل ضياع معظم هذه المذكرات بعد ذلك هو السبب المباشر نزولا على هذه الرغبة , لأنه يظهر أنه من العزيز على المرء أن تضيع من بين يديه هذه الذكريات العزيزة , أو أنه يخشى عليها الضياع والنسيان وهي صفحات حياته , يسري بتلاوتها واستعراضها عن نفسه , ويتركها لغيره من بعده .. وبالرغم من هذا الضياع فإنني لازلت أذكر هذه الوقائع كأنها بنت الساعة .
ولعل هذا سبب آخر لرغبتي في الكتابة , حتى لا تأتي على هذا التذكر عوادي الزمن , " واختلاف النهار والليل ينسي " ! .
ومهما يكن من شيء فانا راغب في الكتابة , وسأكتب نزولا على هذه الرغبة , فإن يكن الخاطر رحمانيا فالحمد لله , وإن يكن غير ذلك فأستغفر الله , ويقيني أن هذه الكتابة إن لم تنفع فلن تضر , والخير أردت , والله ولي التوفيق .
وإن كنت أوصي الذين يعرضون أنفسهم للعمل العام ويرون أنفسهم عرضة للاحتكاك بالحكومات ألا يحرصوا على الكتابة , فذلك أروح لأنفسهم وللناس , وأبعد عن فساد التعليل وسوء التأويل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ! .
مدرسة الرشاد الدينية
رحم الله أستاذنا الشيخ محمد زهران صاحب مدرسة الرشاد الدينية , الرجل الذكي الألمعي , العالم التقي , الفطن اللقن الظريف , الذي كان بين الناس سراجا مشرقا بنور العلم والفضل يضيء في كل مكان , وهو وإن كانت دراسته النظامية لم تصل به الى مرتبة العلماء الرسميين , فإن ذكاءه واستعداده وأدبه وجهاده قد جعله يسبق سبقا بعيدا في المعارف وفي الإنتاج العام . كان يدرس العامة في المسجد ويفقه السيدات في البيوت . وأنشأ مع ذلك مدرسة الرشاد الدينية في سنة 1915م . تقريبا لتعليم النشء على صورة كتاتيب الإعانة الأهلية المنتشرة في ذلك العهد في القرى والريف , ولكنها في نهج المعاهد الرائعة التي تعتبر دار علم ! تربية على السواء ممتازة في مادتها وطريقتها , وتشتمل مواد الدراسة فيها – زيادة على المواد المعروفة في أمثالها حينذاك – على الأحاديث النبوية حفظا وفهما , فكان على التلاميذ أن يدرسوا كل أسبوع في نهاية حصص يوم الخميس حديثا جديدا يشرحه لهم حتى يفقهوه , ويكررونه حتى يحفظوه ثم يستعرضون معه ما سبق أن درسوه فلا ينتهي العام إلا وقد حصلوا ثروة لا بأس بها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأذكر أن معظم ما أحفظ من الأحاديث بنصه هو مما علق بالذهن منذ ذلك الحين , كما كانت تشتمل كذلك على الإنشاء والقواعد والتطبيق , وطرف من الأدب في المطالعة أو الإملاء ومحفوظات ممتازة من جيد النظم أو النثر ولم يكن شيء من هذه المواد معروفا في الكتاتيب المماثلة . وكان للرجل أسلوب في التدريس والتربية مؤثر منتج , رغم أنه لم يدرس علوم التربية ولم تلق قواعد علم النفس , فكان يعتمد أكثر ما يعتمد على المشاركة الوجدانية بينه وبين تلامذته , وكان يحاسبهم على تصرفاتهم حسابا دقيقا مشربا بإشعارهم الثقة بهم والاعتماد عليهم ,ويجازيهم على الإحسان أو الإساءة جزاء أدبيا .
يبعث في النفس نشوة الرضا والسرور مع الإحسان , كما يذيقها قوارص الألم والحزن مع الإساءة , وكثيرا ما يكون ذلك في صورة نكتة لاذعة أو دعوة صالحة أو بيت من الشعر – إذ كان الأستاذ يقرضه على قلة - ولا أزال أذكر بيتا من الشعر كان مكافأة على إجابة في التطبيق أعجبته فأمر صاحب الكراسة أن يكتب تحت درجة الموضوع .
حسن أجاب وفي الجواب أجادا فالله يمنحه رضا ورشادا
كما أذكر بيتا آخر أتحف به أحد الزملاء على إجابة لم ترقه فأمره أن يكتب تحت درجته :
يا غارة الله جدي السير مسرعة في أخذ هذا الفتى يا غارة الله
ولقد ذهبت مثلا وأطلقت على هذا الزميل اسما فكنا كثيرا ما نناديه إذا أردنا أن نغيظه " يا غارة الله " . وإنما كان الأستاذ يوصي صاحب الكراسة بأن يكتب بنفسه ما يمليه عليه لأنه رحمه الله كان كفيفا ولكن في بصيرته نور كثير عن المبصرين ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ولعلي أدركت منذ تلك اللحظة وإن لم أشعر بهذا الإدراك – أثر التجاوب الروحي والمشاركة العاطفية بين التلاميذ والأستاذ ,
بيانات الكتاب
الاسم : مذكرات الدعوة والداعية
تأليف : حسن البنا
الناشر : دار التوزيع والنشر الإسلامية
عدد الصفحات : 340 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
تحميل كتاب مذكرات الدعوة والداعية