أننا في هذا الكتاب نود الاهتمام بوجه من وجوه الخطاب الديني وذلك بمساءلة أحاديث الرسول بالبحث في بعض أبعادها الروحانية النفسية، ونحن لا ننشد التأريخ لحياة الرسول وأقواله فغيرنا أكفأ منا وأٌقدر على القيام بمثل هذا العمل. ولا تدعي قراءتنا لبعض الأحاديث أو الآيات القرآنية تحديد معان قصدها الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم فنحن نقر بضياع المعنى الأصلي للقول. إننا نود فحسب أن نجسم القدر البشري بأن نقول قولنا مسقطا على قول آخر.
وقد اختار هذا العمل قصداً أن يضرب صفحاً عن الاختلافات التاريخية بين أحاديث الرسول وعما يمكن أن يكون قد تسرب إليها من تحريف أو تحوير. فقراءتنا للأحاديث النبوية لا تقوم على أي تجريح وتعديل بل تتعامل معها معطى تاريخياً غفلاً، وفي هذا الكتاب أربعة مقالات تختلف مواضيعها ولكنها تتفق في ما يشدها من وحدة في المنهج وفي الرؤى. فقد توسل هذا العمل في كثير من فصوله ببعض معارف التحليل النفسي عموماً والتحليل النفسي اللاكاني خصوصاً، وبين التحليل النفسي والقراءات الإيمانية وشائج كثيرة تجسمت تاريخياً في صراع بين التحليل النفسي والدين ثم في مصالحة بينهما نجمت عن تكاثر الكتابات التي تعمد كليهما وهي كتابات بينت أن الأبعاد الإيمانية لا تتنافى مع ما ينشده التحليل النفسي من تحقيق سعادة الفرد. ونجد كثيراً من هذه الكتابات يقرأ التراثين اليهودي أو المسيحي معتمداً التحليل النفسي، واهتم بعض الدارسين العرب بقراءة التراث الإسلامي من منظور التحليل النفسي. وفي هذا الإطار العام يتنزل هذا الكتاب فهو جزء أول من بحوث تنشد قراءة بعض أحاديث الرسول مستعينة بالتحليل النفسي ومنطلقة من المصادرة الإيمانية وقد حاولنا قدر الإمكان توضيح بعض مفاهيم التحليل النفسي المعقدة، فنحن لا نكتب كتاباً أكاديمياً مختصاً، بل شواغل فكرية نرجو أن تجد صدى لدى المختص وغير المختص.
السبت، 22 يونيو 2013
ناقصات عقل ودين : فصول في حديث الرسول ... ألفة يوسف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق