السبت، 22 يونيو 2013

زمن الخداع ... محمد البرادعي

زمن الخداعكتب البرادعي بوضوح هذا الكتاب ردا على الاتهامات انه صعد بعيدا جدا في الساحة السياسية كموظف مدني دولي. في مواجهة مثل هذه الاتهامات، وقال انه يفرح بمنحه جائزة نوبل للسلام للوكالة في 2005، والثناء دبلوماسي البرازيلي انه “استخدم قوة الحجة وليس حجة القوة”

إلى مايا، حفيدته ذات الأعوام الثلاثة، يهدى محمد البرادعى، المرشح الرئاسى المصرى والحائز على جائزة نوبل للسلام، كتابه الذى يحكى فيه قصة 12 عاما أمضاها على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحثا عن تقويض انتشار مدمر للسلاح النووى وتخفيض لترسانات نووية قائمة واستخدامات سلمية للطاقة النووية تسهم فى توليد الطاقة وعلاج السرطان ــ أى بحثا عن عالم أفضل يحلم البرادعى أن يسوده الأمن من الدمار والسعى للنماء، عالم يريد أن يتركه لهذه الحفيدة وحفيدات وأحفاد آخرين قد يكونوا له يوما، ولأجيال من الأطفال، من بينهم من يعنى به البرادعى بنفسه من خلال كفالة أيتام فى مناطق فقيرة فى القاهرة، وبينهم أطفال فى العراق وإيران وكوريا الشمالية وغيرها يرى البرادعى أنهم يستحقون عالما أفضل.
كتاب البرادعى


نحن فى هذه الحلقات نعرض كتاب البرادعى الذى صدر قبل أيام، فى نسخته الأصلية باللغة الإنجليزية، وفى نسخته العربية التى أعدتها وتنشرها دار الشروق، وفى قرابة عشرين لغة أخرى يحمل عنوان «زمن الخداع ــ محمد البرادعى يروى تجربته فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وفى 400 صفحة من القطع الكبير يستدعى البرادعى ذكريات الأعوام من 1997 حتى 2009 عندما شغل منصب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليبوح بما لم يقله من قبل عن علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية، خاصة إدارة الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش، وعن محادثاته مع قادة إيران، الإصلاحيين منهم والمتشددين، ولقاءاته مع قادة الدول المتقدمة والدول النامية.
يستدعى البرادعى الذاكرة، فتجود بتفاصيل دقيقة عن عشاء فى بغداد عشية حرب مدمرة وغير مبررة، بل غير قانونية، ومكتب فى طهران ليس به من الفخامة من شىء يدخله المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية لإيران ليتحدث عن حق بلاده فى تطوير التكنولوجيا النووية، ولقاء مع وزير الكهرباء والطاقة المصرى حسن يونس يفصح فيه البرادعى، بحياد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقلب المواطن المصرين، خشية من غياب للرؤية فى حديث يبدو حماسيا أكثر مما يبدو واقعيا عن برنامج نووى مصرى، ولقاء مع أسطورة العناد العسكرى آرييل شارون الذى لا يأبه لشىء سوى لما يراه أمن إسرائيل، وغرفة بائسة وباردة فى بيونج يانج وخيمة القذافى الشهيرة ــ وقبل هذا وبعده مكتبه فى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا حيث عقد اجتماعات لا نهائية بحثا عن تسويات سلمية لخلافات نووية، وأحيانا أيضا منزله الصيفى فى الإسكندرية، حيث كثيرا ما تخللت إجازته العائلية مكالمات هاتفية من هذا الرئيس أو ذاك، وهذا السفير وذاك، لمناقشات حول اتفاقات يسعى البرادعى لإبرامها لابعاد شبح المواجهة التى كثيرا ما تلح على منطقة الشرق الأوسط.
المرواغة
يتحدث البرادعى بلا تردد عن ضغوط تعرض لها هنا وهناك، مرواغات واجهته وإحباطات توالت عليه، وعلى لحظات انتصار الدبلوماسية على شبح الحرب ولحظات استمساك بعقيدة الأمن الانسانى وحق البشرية فى عالم أكثر آمنا ــ وبالتأكيد عن لحظة الحصول على جائزة نوبل للسلام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2005.
فى كتابه «زمن الخداع» يرفع البرادعى الستار للقارئ عن كواليس السياسة الدولية فى أشد لحظات التعقيد وأوضح لحظات التآمر، فيسرد بصورة واثقة، لا تخلو من طرافة الحكى، ولكن دوما بدقة التعبير عن سنوات تنقل فيها بين العراق وإيران وليبيا وكوريا الشمالية وغيرها.
أروقة صناعة السياسة الدولية
وكما تشير دار الشروق فى مقدمة الناشر التى تصدر بها النسخة العربية من «زمن الخداع» فإن البرادعى يتيح لقارئ هذا الكتاب «التعرف على الآلية المعقدة التى تعمل بها هذه الوكالة والصلاحيات المتاحة لها والمحددات التى تحول دون تمكنها من تفقد الترسانة النووية لدولة مثل إسرائيل».
قارئ «زمن الخداع»، كما تضيف مقدمة الناشر، يتسنى له أيضا أن «يدخل أروقة صناعة السياسة الدولية ما بين فيينا ونيويورك حيث مقر الأمم المتحدة وواشنطن عاصمة السياسة العالمية ليتعرف على خفايا ملفات تصدرت صفحات الجرائد وأثرت فى حياة الملايين سواء فى العراق أو إيران أو كوريا الشمالية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق