الاثنين، 24 يونيو 2013

الإدمان مظاهره وعلاجه ... عادل الدمرداش

الادمان مظاهره وعلاجهتعد ظاهرة انتشار المخدرات من الظواهر الأكثر تعقيداً والأكثر خطورة على الإنسان والمجتمع، وتعتبر هذه الظاهرة إحدى مشكلات العصر، حيث تعاني منها الدول الغنية والفقيرة على السواء، ولذلك أجمعت كل دول العالم على اختلاف سياساتها ومعتقداتها على محاربة هذه الظاهرة، من خلال مكافحتها عالمياً، وتنظيم البرامج والمؤسسات المعنية بذلك، وكذلك عقد المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية.
ولقد تم تناول موضوع الإدمان في العديد من الكتب والروايات وحتى الأعمال الدرامية، بشكل أظهر أعراض الإدمان وأضراره على الفرد والمجتمع، ولكن عندما يكتب عن الإدمان وعلاجه طبيب متخصص فإن الأمر يختلف لأنه سيكون علمي أكثر، وهذا مايتضح في كتاب "الإدمان مظاهره وعلاجه" للدكتور/ عادل الدمرداش، و هو يذكر في بداية الكتاب أن الظاهرة الحديثة والمؤسفة انتشار الإدمان على جميع المواد بين الشباب والمراهقين، وذلك مادفعه لعمل هذا الكتاب ليكون عرض لهذه المشكلة الخطيرة بأسلوب مبسط بهدف التوعية، خاصة وأن هذه الظاهرة صدرتها لنا الحضارة الغربية.
تعريف عام بالخمر والمخدرات
يبدأ الكتاب بتعريف عام للخمر والمخدرات حيث تعرف الخمر بأنها عصير العنب إذا اختمر، وهى من أقدم العقاقير التي تؤثر على المخ، وكانت منتشرة في جميع الحضارات القديمة حتى جاء الإسلام وحرمها، وتتكون الخمر من الكحول الإيثيلي، الماء، وبقايا نشوية لم يتم تخميرها، ومواد كحولية أخرى، وشوائب.
أما المخدرات والعقاقير فلها تعريفان تعريف علمي يعرفها بأنها مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم، التعريف القانوني ويعرفها بأنها مجموعة من المواد تسبب الإدمان ويحذر تداولها أو زراعتها أو صنعها.
ويستعرض المؤلف بعد ذلك أنواع المخدرات المختلفة مثل الأفيون ومشتقاته، المنومات والمهدئات، المنشطات، الكوكايين، القنب، عقاقير الهلوسة، القات، التبغ، المستنشقات والمواد المتطايرة مثل البنزين ومزيل طلاء الأظافر، مواد أخرى مثل الكفايين والثيوفللين.
تعريف الإدمان ومصطلحات أخرى
في هذا الفصل يوضح المؤلف معنى العقار وهو كل مادة تغير وظيفة أو أكثر من وظائف الكائن الحي عند تعاطيها، والذي يؤدي سؤ استعماله والإفراط فيه إلى الإدمان وهو حالة نفسية وأحياناً عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع العقار ينتج عنها التعود وهو الرغبة في الاستمرار في تناول العقار لما يسببه من الشعور بالراحة.
كما يعرض المؤلف تعريفات شاملة لكثير من المصطلحات المتعلقة بموضوع الكتاب مثل تعريف الأدوية النفسية وأنواعها، المنوم، المسكن، المخدر العام، مضادات التشنج، العقاقير التي تسبب الإدمان وتصنيفها.
أسباب الإدمان وسؤ الاستعمال
في هذا الفصل يوضح المؤلف أسباب الإدمان حيث قسمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية، القسم الأول أسباب تعود للعقار ومنها خواصه وتركيبه الكميائي، طريقة استعماله، مدى توفره وسهولة الحصول عليه، نظرة المجتمع للمادة، القسم الثاني أسباب تعود للمدمن ومنها العوامل الوراثية والشخصية، الأمراض النفسية والجسمية، القسم الثالث أسباب تعود للبيئة ومنها الأسرة والتربية، التقاليد والعادات، الدين والحضارة، الظروف الاقتصادية، الكوارث (الحروب).
كما يعرف سؤ الاستعمال وهو الاستعمال غير الطبي للعقار ويذكر أسبابه ومنها تخفيف القلق أو التوتر أو الاكتئاب، البحث عن إدراك الذات ومعنى الحياة والدين، التمرد على قيم المجتمع أو اليأس منها، الفضول وحب التجربة، اللهو والتسلية.
الخمر
يوضح المؤلف تعريف الخمر وأثرها على الجسم ويشرح ذلك شرح علمي دقيق، كما يوضح مضاعفات تعاطي الخمر ومنها التسمم الحاد، الإدمان، الهذيان الرعاش، اضطرابات الذاكرة، الخرف الكحولي، الهلوسة الكحولية، الغيرة المرضية، التهاب المعدة، قرحة المعدة، اضطرابات الكبد، أمراض القلب، النوبات الصرعية، ضمور خلايا المخ، رعشة اليدين، أمراض العضلات، العمى الكحلي.
كما أن للخمر آثار اجتماعية منها ارتفاع نسبة الطلاق، النمو غير الطبيعي لأبناء المدمنين على الخمر وتأثرهم من الناحية المادية والعاطفية، وينتقل المؤلف بعد ذلك لتوضيح طريقة علاج المدمن على الخمر والتي يجب أن تبدأ أولاً بعلاج القلق الذي يدفع الناس للتعاطي، ثم مرحلة الإعادة الحيوية وتدريب الذات وتعتمد على أجهزة خاصة تزود المدمن بالمعلومات عن مدى توتر عضلات جسمه و الموجات التي تظهر في تخطيط مخه الكهربي، ثم مرحلة التشكيل الاجتماعي الإيجابي عن طريق تدريب المدمن على التعامل في المواقف الاجتماعية المختلفة، ثم العلاج المنطقي الانفعالي وهو يركز على تغيير إدراك المدمن الخاطئ لنفسه وللبيئة.
الأدوية النفسية
في هذا الفصل يوضح المؤلف أنواع الأدوية النفسية، والفرق بين المنومات والمهدئات، ثم يتحدث عن إدمان المنومات حيث يلجأ لها الشباب بدلاً من الخمر أو يمزجها معها، ومن أعراض إدمان المنومات بطء التفكير، النسيان، ضعف التركيز، تدهور القدرة الحركية، هلوسات بصرية.
ثم يشرح بعد ذلك كيفية الوقاية والعلاج من إدمان المنومات.
الأفيون ومشتقاته
يبين المؤلف في هذا الفصل التطور التاريخي لظهور الأفيون، تأثير الأفيون على الجهاز العصبي والذي يتمثل في تسكين الألم وضعف التنفس والسعال والنعاس حكة الجلد والإدمان، ومن مشتقاته المورفين والكودايين والبيثيدين والهيروين.
ويسير باقي الكتاب على نفس المنوال حيث يستعرض المؤلف كافة أنواع العقاقير المؤدية للإدمان ويعرفها ويعرض مضاعفات إدمانها وماتسببه من أضرار ثم يعرض طريقة العلاج منها، ومن هذه العقاقير الكوكايين، المنشطات والمنبهات، الحشيش، عقاقير الهلوسة، القات، التدخين.
والكتاب يعتبر موسوعة تضم كافة أنواع المواد التي تؤدي للإدمان ويشرحها بالتفصيل، ومن المدهش أن تجد مواد غير متوقع تماماً أن تدرج ضمن مسببات الإدمان ومنها جوزة الطيب التي تستخدم في الطهي، وكذلك المواد الفعالة في الشاي والكوكاكولا، أيضاً يحذر الكتاب من سؤ استخدام الأدوية أو تناولها بدون وصفة طبية خاصة أدوية الزكام والمسكنات.
عن المؤلف:
ولد د/ عادل الدمرداش في القاهرة عام 1933، تخرج من كلية الطب جامعة القاهرة 1956، عمل كطبيب امتياز ثم نائب للأمراض العصبية بمستشفى النيل الجامعي، حصل على دبلوم الأمراض الباطنية عام 1971، ودكتوراه الطب العقلي والنفسي عام 1972 من كلية طب عين شمس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق