الاثنين، 17 يونيو 2013

الأمة هي الأصل : مقاربة تأصيلية لقضايا الديمقراطية , حرية التعبير , الفن ...... أحمد الريسوني

الامة هى الأصلكاتب هذا البحث القيم هو الدكتور العلامة أحمد الريسوني، الذي ينفلت بعقلية الفقيه، ومنهجية الأصولي، وخلفية المقاصدى، من أسر المقاربات الكلاسيكية والتناولات المكرورة، مناسباً إلى آفاق الفكر الرحبة في مطارحات تجديدية لبعض أهم القضايا التي ظلت حاضرة في كل أجندة الفكر والثقافة.
وقد تناول الأستاذ في محور أول علاقة الأمة بالدولة ليس من حيث "موضع كل منهما ومكانتها من الأخرى وحسب، ولكن أيضاً من حيث موقع كل منهما ومكانتها في الخطاب الشرعي، وما يترتب على تصورها نظرياً وإقامتها عملياً من نتائج"، منطلقاً طبعاً من أطروحة أن الأمة هي الأصل في تجاوز جرئ للإشكالية التقليدية المتمثلة في "أمة الدولة أم دولة الأمة". ثم عارضاً لموضوع آخر متفرع عن الأول وواحد من مقتضياته، ويتعلق الأمر بموضوع الديمقراطية من منظور إسلامي، بمنهجية انتقائية ولكن مستوعبة- في الآن ذاته - لأهم الجوانب التي لازل السجال بصددها محتدماً.
وفي محور ثالث، يعرض الأستاذ الدكتور لموضوع حرية التعبير في الإسلام بالحجة القاطعة على أن الحرية ومرفقاتها ليست وفقاً على الفكر الغربي، ولا من القضايا المحفوظة للإبداع الأجنبي، بل هي مستقاة من ينبوع حضارة عنوانها: "ولقد كرمنا بي آدم"، وعمقها ومصدر تميزها وتفردها "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، كل الناس، وجعلهم أحراراً بالمعنى المطلق للحرية التي لا تحدها إلا المسؤولية في أخطر القضايا وأجلها وهي مسائل الاعتقاد، ليس فقط في مجال "فمن شاء فليؤمن" بهذه المعتقدات، ولكن أيضاً في مجال "ومن شاء فليكفر" بها، ضمن مبدأ وقاعدة وقيمة "لا إكراه في الدين".
وفي الختام، يأبى عالمنا العامل، إلا أن يجعل مسك ختام بحثه موضوعاً يأخذ من انشغالات أبناء الأمة مساحات شاسعة، حجمه وحده يقوم داع لتناوله بما يسمو به في سماء القيم السامية وعلياء الأذواق الرفيعة، ويتعلق الأمر بالفن بكل أصنافه وألوانه، ليضيف نقضة إلى خانة إبداع بدأ نوره فجره ينبلج، مزيجاً بعض مساحات الظلام الدامس الذي ظل مخيماً على الأمة وعقلها المدبر سنوات عجاف، وكأننا به نتلمس طريقاً إلى نهضة يقودها الفكر والإبداع والتجديد


 أشترى كتابك وادفع عند   الاستلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق