يستفيد مارتن إنديك من السنوات العديدة من المشاركة المكثفة في المنطقة في وضع قصة داخلية للمرة الأخيرة التي استخدمت فيها الولايات المتحدة الدبلوماسية المستدامة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتغيير سلوك النظامين البعثي في العراق والإسلامي في إيران.
"أبرياء في الخارج تاريه ثاقب البصيرة وذكرى مؤلمة، يقدم فيه إنديك استقصاء للنتائج الساخرة للقاء السذاجة الأميركيةوالريبة الشرق أوسطية في بازارات المنطقة السياسية، ويحلل الاستراتيجيات المختلفة جداً التي اتبعها بيل كلينتون وجورج دبليو بوش ليوضح لماذا واجه كلاهما مصاعب جمة في إعادة صنع الشرق الأوسط وفقاً لتصوريهما في جعله مكاناً ينعم بمزيد من السلام أو الديمقراطية ويقدم تفاصيل جديدة حول انهيار محادثات السلام العربية الإسرائيلية في كمب ديفيد، وفشل السي آي إيه في الإطاحة بصدام حسين، ومحاولات كلينتون التفاوض مع الرئيس الإيراني.
يلج بنا إنديك داخل المكتب البيضوي، وغرفة الأوضاع، وقصور الحكام العرب، ومكاتب رؤساء الوزراء الإسرائيليين. ويرسم صوراً شخصية عن القادة الأميركيين والإسرائيليين والعرب الذين تعامل معهم، بمن فيهم إسحاق رابين وإيهود بارام وارييل شارون، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس السوري حافظ الأسد. ويقدم تفاصيل شيقة عن الاجتماعات العالمية المستوى، ويبين مقدار الصعوبة التي يواجهها الرؤساء الأميركيون في فهم دوافع قادة الشرق الأوسط ونواياهم، وكيف أنهم يمكن أن يفوتوا بسهولة تلك اللحظات التي يبدي فيها هؤلاء القادة الاستعداد للعمل بطرق يمكن أن تؤدي إلى إحداث اختراقات نحو السلام.
"أبرياء في الخارج" رواية صريحة ومهمة لفهم العقبات التي أربكت العملية السلهية في الفترة الأخيرة. وفيه يقدم إنديك الدروس المستفادة من الإخفاقات الماضية ويرسم طريقاً جديداً للتقدم إلى الإمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق