يبقى كتاب "السفور والحجاب"، وبعد سبعين عاما من صدوره، الوحيد الذي كتبته امرأة في تفسير الآيات القرآنية التي تخص بنات جنسها، إذ أن المفسرين هم عادة من الرجال، وقلما ظهرت امرأة تملك القدرة والشجاعة على مقاربة موضوع دقيق ومعقد وحساس كهذا. وقد تكون نظيرة زين الدين الوحيدة ليس في العالم العربي فقط، وإنما في العالم الإسلامي، التي درست الآيات القرانية الكريمة المتعلقة بالنساء دراسة منهجية وعلمية بروح المرأة المسلمية المؤمنة التي تعتزّ بدينها وتاريخها وتحاول إعلاء شأن المرأة، مساهمة بذلك في إعلاء شأن الوطن والإسلام في العالم ...
.. ولا يمكن لأي عربي اليوم أن يقارن الحضور الذي حققه قاسم أمين وذلك الذي حققته زين الدين إلى حدّ الآن. ففي الوقت الذي أصبح كتابا قاسم أمين جزءا من المكتبة العربية فإن كتابي زين الدين يعتبران في حكم الكتب نادرة الودود إلا في أمهات المكتبات العربية وقد يكون هذا هو السبب وراء تقصير الباحثين في موضوع المرأة والإسلام كالشيخ محمد الغزالي، وعبد الحليم أبو شقة والغلاييني وغيرهم الذين خلت كتبهم من الإشارة إلى كتابيها، مع أن ندرة الكتاب لا تغفر للباحث عدم التقصي واستنباط الكتب ذات الصلة الوثيقة بالموضوع من بطون المكتبات العربية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق