بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ اللهِ قِس بِن سَاعدة إلى أميرِ المُؤمنينَ عُمر بن الخَطابِ سَلامُ اللهِ عليكَ ورحمتُه وبركاتُه وبعد :
بلغَنِي يا مَولايَ أنَّ الهُرمزانَ وزيرَ فَارسَ لمَّا رآكَ نائماً تَحتَ شَجرةٍ بِلا جَهازِ مُخابراتٍ يَحرُسُكَ ، ولا أمنِ دَولةٍ يُظللكَ قَالَ قولتَه المَشهُورةَ : " حكمتَ فعدَلتَ فأمنتَ فنمتَ "
وَقدْ أطلقَهَا حَافِظُ إبراهِيمَ مِلءَ الكَونِ شِعراً
فقالَ قولةَ حقٍّ أصبحــتْ مثلاَ
وأَصبحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويهَا
أمنتَ لمَّا أقمتَ العــدلَ بينهُم
فنمتَ نومَ قريرِ العينِ هانيـها
لنْ أُحدثكَ يا مَولايَ عن حُكامنَا اليومَ فكُلُّهم مُجتمعينَ أرخَصُ عندِي من هذهِ الورقَة التي أكتبُ لكَ عليهَا ، والحَديثُ عنهُم بعدَ مُقدِّمةٍ كهذِه سيبدُو نوعاً منَ المُقَارنةِ ، وإنَّهُم لخَسئوا أنْ يَجلسُوا فِي مُقارنةٍ عَلى طَرفِهَا الآخر أنتَ ! فإنَّ السَّيفَ ينقُصُ قَدره إنْ قيلَ إنَّ السَّيفَ أمضَى من العَصَا
سَبَقَ وأخبرتُكَ يَا مَولايَ أنَّ الجَامعةَ العربيّة دخَلتْ على الخَطِّ في سُوريَا وأنها على مَدى تَاريخِها لم تَضعْ يَدهَا في مُشكلةٍ إلا زَادتهَا تَعقيداً ، وقَدْ حدَثَ مَا كنتُ أخشَاهُ فعلاً ، فقد اجتمعت الجَامعةُ على ضَلالةٍ كَعَادتِها و أرسلت شُهودَ الزُّورِ إلى هناك ، وإنّ نبيلَ العَربيّ قبلَ أن يُرسلهم أعطَاهُم مُحاضَرةً في غضِّ البَصرِ ، وأخبرهم أنه من راقبَ النَّاسَ ماتَ همّا !
وبشّارُ الأسد تَعبَ من القَتلِ الفَرديّ فأعلنَ بِدايةَ موسِمِ الحَصادِ باكراً ، فهو يفجّر ويعلّقُ دمَاءَ النّاسِ على مِشجبِ القَاعدة !
تَعبَ القَاتلُ ولكنَّ القَتيلَ لم يتعبْ ! فأحفادُ أبي بكرٍ مَا زَالُوا يَطلبُونَ الموت لتُوهبَ لهم الحَياة !
والكل يخافُ من الحياة هناك !
نصرُ اللهِ مَا زالَ على ضَلالِهِ القَديم يُسبَّحُ بحمدِ خَامنئِي ويرتَعدُ فَرَقاً مِن مِئذنةِ المَسجدِ العُمري !
ومنبرُ المَسجدِ الأمويّ يقولُ لحسُّون : انظرْ تحتكَ ، وقفْ على رأسِكَ تماماَ حيثُ كانَ حفيدكَ عُمر بن عبدِ العَزيزِ يضَعُ قَدمَه ليخُطبَ في النَّاسِ بهديكَ " مُنذُ متَى استعبدتُم الناسَ وقد ولدتهُم أمهاتُهُم أحرارا "
وإذ ذاكَ خَرجَ علينَا مِشعلُ عبرَ الجَزيرةِ يُحدِّثُنا عن الوفَاءِ لنظَامِ بشَّار الأسد المُقاوم !
هَذا النِّظامُ المقَاومُ الذي له أرضٌ مُحتلة مُنذ أربعينَ عاماً لم يطلقْ طَلقةً واحدةً لاستعادَتِها ، وطَوالَ هذه المُدّة كانَ كالقَرعةِ تَتَحَالى بِشعرِ بنتِ أُختِها !
مُتنَاسياً أنَّ رامِي مَخلوف قَدْ سبَقه وأعلنَ أنَّ نِظَامَ بشَّار جَارُ رضىً وضَرورةٌ مِن ضَروراتِ أمنِ إسرائِيل
هِيَ المَصالحُ فوقَ المَبادىء يا مَولايَ وقَد قَالوا قَديماً : من يأكلُ من خُبزِ السلطانِ يُحاربُ بسيفِه !
وبينَ القَاتِل والقَتيل يقفُ المَجلسُ الإنتقاليّ حِصَانُ طِروادةَ يَختبىءُ الغربُ داخِله ليضمنَ مصالحه حين تسقطُ ورقةُ التوتِ الأخيرة عن النظام !
أما في البلاد التي حطمت أصنامَها فقد وصَل الإسلاميونَ إلى السُّلطةِ وبقي الإسلامُ بعيداً كمَا كان !
وسَارعَ الإسلاميون لطمأَنةِ الغَربِ بأنَّهم بديلٌ مقبولٌ ووسطي وفاهم للسياسةِ الدّوليةِ ولعبةِ المَصالحِ وحربِ التَّجاذباتِ فَرُقِّعت الدَّساتيرُ القديمة بما يُشبه الإستنساخَ وقيل : إن الإسلامَ مصدر أساسيّ من مَصادرِ التَّشريعِ مُتناسينَ أن الإسلامَ لا يقبلُ شراكةَ أحدٍ في التَّشريعِ !
ولا أحدَ يعرفُ كيفَ يكونُ الإسلامُ مصدراً من مصَادرِ التَّشريعِ في ظِلِّ " من " التبعيضية هذه والربا قائم والحدود معطلة في أحسن الحالات ! وفي أسوئها يؤكد الغنوشي أن تعدد الزوجات ما زال حراماً كما كانَ زمن بن علي !
الإسلامُ لم يأتِ ليُعلِّمَ الناسَ الطب والهندسة والفلك وإن كان حثهم على إصلاح دُنياهم عن طريقِ إتقانِ هذه العُلوم .
الإسلامُ جاء ليقدم للناس نظاما فريداً في الحكم فلا يقبل الجمهوريات المدنية ، ولا الدكتاتوريات الجبرية ، ولا الملكيات التي يتوارث فيها أفراد العائلات الحاكمة رقاب الناس !
إن أي نظام حكم غير نظام الخلافة هو محاولة سرقة الحكم باسم الإسلام فالحكمُ في الإسلام هو عقدُ بيعةٍ بين الأمةِ والخَليفة تلتزمُ فيه الأمة بالسمع والطاعة في المنشط والمكره ويلتزم فيه الخليفة برعاية مصالحها وتدبير شؤونها ضمن ما شرعه الله .
فالدولة سلطة تنفيذية لا سلطة تشريعية !
والحلال والحرام ليس شأنا بشريا يفتي فيه الناس أو تقره المجالس النيابية بفكرها البشري القاصر بل هو نظام علوي متكامل يشمل كل مناحي الحياة الأسرية والإقتصادية والقضائية وينظم علاقة المسلمين افرادا ودولة بغير المسلمين أفرادا ودُولا كذلك على الخليفة وأعوانه أن يطبقوه لا أن يلتفوا عليه !
هذه بعض أخبار دولتك يا مولاي والبقية تأتيك إن كان في العمر بقية ولوقتها قبلاتي ليديك وسلامي لصاحبيك .
أدهم شرقاوي
من عبدِ اللهِ قِس بِن سَاعدة إلى أميرِ المُؤمنينَ عُمر بن الخَطابِ سَلامُ اللهِ عليكَ ورحمتُه وبركاتُه وبعد :
بلغَنِي يا مَولايَ أنَّ الهُرمزانَ وزيرَ فَارسَ لمَّا رآكَ نائماً تَحتَ شَجرةٍ بِلا جَهازِ مُخابراتٍ يَحرُسُكَ ، ولا أمنِ دَولةٍ يُظللكَ قَالَ قولتَه المَشهُورةَ : " حكمتَ فعدَلتَ فأمنتَ فنمتَ "
وَقدْ أطلقَهَا حَافِظُ إبراهِيمَ مِلءَ الكَونِ شِعراً
فقالَ قولةَ حقٍّ أصبحــتْ مثلاَ
وأَصبحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويهَا
أمنتَ لمَّا أقمتَ العــدلَ بينهُم
فنمتَ نومَ قريرِ العينِ هانيـها
لنْ أُحدثكَ يا مَولايَ عن حُكامنَا اليومَ فكُلُّهم مُجتمعينَ أرخَصُ عندِي من هذهِ الورقَة التي أكتبُ لكَ عليهَا ، والحَديثُ عنهُم بعدَ مُقدِّمةٍ كهذِه سيبدُو نوعاً منَ المُقَارنةِ ، وإنَّهُم لخَسئوا أنْ يَجلسُوا فِي مُقارنةٍ عَلى طَرفِهَا الآخر أنتَ ! فإنَّ السَّيفَ ينقُصُ قَدره إنْ قيلَ إنَّ السَّيفَ أمضَى من العَصَا
سَبَقَ وأخبرتُكَ يَا مَولايَ أنَّ الجَامعةَ العربيّة دخَلتْ على الخَطِّ في سُوريَا وأنها على مَدى تَاريخِها لم تَضعْ يَدهَا في مُشكلةٍ إلا زَادتهَا تَعقيداً ، وقَدْ حدَثَ مَا كنتُ أخشَاهُ فعلاً ، فقد اجتمعت الجَامعةُ على ضَلالةٍ كَعَادتِها و أرسلت شُهودَ الزُّورِ إلى هناك ، وإنّ نبيلَ العَربيّ قبلَ أن يُرسلهم أعطَاهُم مُحاضَرةً في غضِّ البَصرِ ، وأخبرهم أنه من راقبَ النَّاسَ ماتَ همّا !
وبشّارُ الأسد تَعبَ من القَتلِ الفَرديّ فأعلنَ بِدايةَ موسِمِ الحَصادِ باكراً ، فهو يفجّر ويعلّقُ دمَاءَ النّاسِ على مِشجبِ القَاعدة !
تَعبَ القَاتلُ ولكنَّ القَتيلَ لم يتعبْ ! فأحفادُ أبي بكرٍ مَا زَالُوا يَطلبُونَ الموت لتُوهبَ لهم الحَياة !
والكل يخافُ من الحياة هناك !
نصرُ اللهِ مَا زالَ على ضَلالِهِ القَديم يُسبَّحُ بحمدِ خَامنئِي ويرتَعدُ فَرَقاً مِن مِئذنةِ المَسجدِ العُمري !
ومنبرُ المَسجدِ الأمويّ يقولُ لحسُّون : انظرْ تحتكَ ، وقفْ على رأسِكَ تماماَ حيثُ كانَ حفيدكَ عُمر بن عبدِ العَزيزِ يضَعُ قَدمَه ليخُطبَ في النَّاسِ بهديكَ " مُنذُ متَى استعبدتُم الناسَ وقد ولدتهُم أمهاتُهُم أحرارا "
وإذ ذاكَ خَرجَ علينَا مِشعلُ عبرَ الجَزيرةِ يُحدِّثُنا عن الوفَاءِ لنظَامِ بشَّار الأسد المُقاوم !
هَذا النِّظامُ المقَاومُ الذي له أرضٌ مُحتلة مُنذ أربعينَ عاماً لم يطلقْ طَلقةً واحدةً لاستعادَتِها ، وطَوالَ هذه المُدّة كانَ كالقَرعةِ تَتَحَالى بِشعرِ بنتِ أُختِها !
مُتنَاسياً أنَّ رامِي مَخلوف قَدْ سبَقه وأعلنَ أنَّ نِظَامَ بشَّار جَارُ رضىً وضَرورةٌ مِن ضَروراتِ أمنِ إسرائِيل
هِيَ المَصالحُ فوقَ المَبادىء يا مَولايَ وقَد قَالوا قَديماً : من يأكلُ من خُبزِ السلطانِ يُحاربُ بسيفِه !
وبينَ القَاتِل والقَتيل يقفُ المَجلسُ الإنتقاليّ حِصَانُ طِروادةَ يَختبىءُ الغربُ داخِله ليضمنَ مصالحه حين تسقطُ ورقةُ التوتِ الأخيرة عن النظام !
أما في البلاد التي حطمت أصنامَها فقد وصَل الإسلاميونَ إلى السُّلطةِ وبقي الإسلامُ بعيداً كمَا كان !
وسَارعَ الإسلاميون لطمأَنةِ الغَربِ بأنَّهم بديلٌ مقبولٌ ووسطي وفاهم للسياسةِ الدّوليةِ ولعبةِ المَصالحِ وحربِ التَّجاذباتِ فَرُقِّعت الدَّساتيرُ القديمة بما يُشبه الإستنساخَ وقيل : إن الإسلامَ مصدر أساسيّ من مَصادرِ التَّشريعِ مُتناسينَ أن الإسلامَ لا يقبلُ شراكةَ أحدٍ في التَّشريعِ !
ولا أحدَ يعرفُ كيفَ يكونُ الإسلامُ مصدراً من مصَادرِ التَّشريعِ في ظِلِّ " من " التبعيضية هذه والربا قائم والحدود معطلة في أحسن الحالات ! وفي أسوئها يؤكد الغنوشي أن تعدد الزوجات ما زال حراماً كما كانَ زمن بن علي !
الإسلامُ لم يأتِ ليُعلِّمَ الناسَ الطب والهندسة والفلك وإن كان حثهم على إصلاح دُنياهم عن طريقِ إتقانِ هذه العُلوم .
الإسلامُ جاء ليقدم للناس نظاما فريداً في الحكم فلا يقبل الجمهوريات المدنية ، ولا الدكتاتوريات الجبرية ، ولا الملكيات التي يتوارث فيها أفراد العائلات الحاكمة رقاب الناس !
إن أي نظام حكم غير نظام الخلافة هو محاولة سرقة الحكم باسم الإسلام فالحكمُ في الإسلام هو عقدُ بيعةٍ بين الأمةِ والخَليفة تلتزمُ فيه الأمة بالسمع والطاعة في المنشط والمكره ويلتزم فيه الخليفة برعاية مصالحها وتدبير شؤونها ضمن ما شرعه الله .
فالدولة سلطة تنفيذية لا سلطة تشريعية !
والحلال والحرام ليس شأنا بشريا يفتي فيه الناس أو تقره المجالس النيابية بفكرها البشري القاصر بل هو نظام علوي متكامل يشمل كل مناحي الحياة الأسرية والإقتصادية والقضائية وينظم علاقة المسلمين افرادا ودولة بغير المسلمين أفرادا ودُولا كذلك على الخليفة وأعوانه أن يطبقوه لا أن يلتفوا عليه !
هذه بعض أخبار دولتك يا مولاي والبقية تأتيك إن كان في العمر بقية ولوقتها قبلاتي ليديك وسلامي لصاحبيك .
أدهم شرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق