الإخوان المسلمون والتنظيم السري" هو بين يدي القارئ بطبعته الثانية والصادرة بتاريخ 1993 ويكون الفارق بينها وبين الأولى 1983 الصادرة عن دار "روز اليوسف" أحد عشر عاماً، ومع ذلك فإنه لم يستطع كتاب أو بحث صدر في هذه الفترة التي زادت على عقد من الزمان، أن يتحدى ما ورد فيه من حقائق تاريخية على أسس علمية صحيحة، أو قدم وثيقة تنفي أو تدحض ما ورد فيه من وثائق، هذا على الرغم مما صدر في تلك الفترة من كتب ومذكرات ووثائق حول الإخوان المسلمين والتنظيم السري.
ويقول المؤلف، أنه وللأمانة، صدرت كتابات حاولت تفنيد بعض ما ورد في هذا الكتاب من حقائق، لكنها خرجت شاحبة ولم تتجاوز ما أثير وقت نشر فصول هذا الكتاب من اعتراضات، وخصوصاً من جانب الداعية الكبير صلاح شادي، وقد قام المؤلف بالرد عليه في حينه وقد استغرق الحوار بينهما على صفحات جريدة الوطن الكويتية قرابة ثلاثة أشهر، ردّ فيها الداعية الكبير بأحد عشر مقالاً مطولاً، وردّ عليه المؤلف بست مقالات، ولأهمية كليهما ارتأى ضمها جميعاً إلى الكتاب لإتاحة الفرصة للقارئ لاطلاعه على الرأي والرأي الآخر.
من هنا لم يجد عبد العظيم رمضان وعند إصداره الطبعة الثانية من هذا الكتاب ما يدعوه إلى حذف حرف واحد منه، أو إضافة حرف، تمسكاً بما ورد فيه من حقائق اعتمد فيها على المصادر الأصلية دون تأثر باتجاه فكري يلوي عنق الحقيقة، وإنما استناداً إلى منهج البحث العلمي التاريخي الذي يستهدف الوصول إلى الحقيقة التاريخية وحدها دون زيف أو تشويه.
والمهم أنه منذ صدور هذا الكتاب في عام 1982 حدث تطوران هامانِ: الأول، تخلي جماعة الإخوان المسلمين عن العنف، وتحولها إلى جماعة برلمانية بعد دخولها الانتخابات البرلمانية تحت عباءة أحزاب شرعية أخرى. والتطور الثاني هو انتقال العنف من الإخوان المسلمين إلى جماعات أخرى. والمؤلف يروي ما خفي عن القارئ من أسرار أحاطت بهذين الحدثين، ويروي وقائع هذين الحدثين مفصلة وموثقة. مضيفاً على الكتاب أهميةً على أهميته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق