إن تخوف المؤسسات الغربية مما يجري في اليمن، ومن هذا الفضاء السياسي المليئ بالمتناقضات، وتقييمها المسبق لحجم القاعدة في هذا البلد الذي يشهد تحديات عنيفة، لم يأتِ من فراغ بل من هذه المعطيات وما تراكم لديها من معطيات سابقة، بخصوص أن معظم الجهاديين الذين التحقوا بمعسكرات بن لادن في أفغانستان لجهاد السوفييت في النصف الثاني من عقد الثمانينيات، كانوا من السعودية واليمن، وفيما بعد شكلوا القاعدة الأولى للتنظيم، للبدء في تحقيق الحلم الكبير لبن لادن المتمثل في إقامة الخلافة الإسلامية ومركزها اليمن، وحلم الخلافة الإسلامية حلم مشترك بين كل التيارات الإسلامية بما فيها الاخوان المسلمون، وكما ورد في كتاب سعيد علي عبيد الجمحي «تنظيم القاعدة النشأة- الخلفية الفكرية- الامتداد- اليمن نموذجاً» أن تنظيم القاعدة تشكل من مختلف التيارات الإسلامية «السلفية- الاخوانية- التبليغية- المستقلون» وبيَّن أن الفكر الجامع لكل من انتمى للتنظيم هو الفكر السلفي، وأن المنهج الفكري للتنظيم هو رسالة «العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله» لمؤلفها عبدالقادر بن عبدالعزيز. كما بيَّن الجمحي في كتابه، أن أكثر من التحق بتنظيم القاعدة عند التأسيس من اليمنيين كانوا من الجنوب، لأن هدف بن لادن بعد تحرير أفغانستان هو تحرير الجنوب من سطوة الحزب الاشتراكي. ويندرج في هذا الإطار، ما كشفته تقارير المخابرات الأمريكية عام 2006م، بأن الكثير من أعضاء القاعدة انتقلوا في وقت واحد من باكستان وأفغانستان والسعودية صوب اليمن، وهو ما تأكد بالفعل في أحداث زنجبار الأخيرة التي تلقى فيها التنظيم ضربات موجعة، حيث وُجد بين مقاتلي القاعدة باكستانيون وأفغان ومصريون وسعوديون وسوريون وصوماليون. ومن المؤكد أن تنظيم القاعدة ينمو وينتشر بسرعة فائقة، عندما تتوافر له البيئة الثقافية والاجتماعية المواتية والمناسبة وعندما تسود الفوضى والاختلالات والانقسامات، وهو ما جعل مخاوف الغرب تتزايد من خطر القاعدة في اليمن انطلاقاً من عدة اعتبارات منها: - موقع اليمن الاستراتيجي المتاخم بحرياً للصومال، التي اصبحت على وشك السقوط تحت سيطرة مليشيات حركة الشباب الصومالية القاعدية. - الوضع السياسي والاقتصادي المتدهور في اليمن. - توافر البيئة الثقافية والاجتماعية المناسبة لتغلغل التنظيم خاصة في ظل انتشار المدارس والجامعات والمؤسسات الدينية التي ترتبط روحياً وفكرياً مع القاعدة.. وأخيراً وهو الأهم ما تشهده البلاد من حركة احتجاجات تطالب بإسقاط النظام وبالثورة منذ خمسة أشهر والتي يتزعمها الاخوان المسلمون في اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق