مع كل كتاب تخطه غادة السمان تموت قليلاً، وبين موت وآخر، تأتي وجوه تألفها، وأحداث لتستجوب القبيلة. يعرفونها، ولا يعرفونها، تعرفهم ولا تعرفهم، ولكنها واثقة من أمرين: أنها تنتمي إليهم، وأنها لم تعد مؤودة. صار لها صوتاً واستعادت حنجرتا المسكونة بعشرات الإيقاعات، بما في ذلك حقها في اتهام القبيلة بين موت وآخر من ميتاتها. وحصيلة ذلك التفاعل المحرض الخلاق والزخم الحي يجد القارئ بعضه في هذا الكتاب، وهو الجزء الثالث عشر في سلسلة "الأعمال غير الكاملة". وهو الجزء الثاني من "القبيلة تستجوب القتيلة". يضم الكتاب إلى جانب النص الروائي "البحر يحاكم سمكة" مختارات من الأحاديث الصحافية بين صحافيين وبين الكاتبة غادة السمان صنفتها في أربعة أبواب هي: الفصل الأول من الكتاب جاء تحت عنوان "سيرة ذاتية" جمعت فيه غادة السمان الأحاديث التي تنصب مباشرة على حياتها الخاصة كإنسانة وعن علاقة ذلك بفنها... القسم الثاني يدور حول علاقة المرأة والرجل وتحرر المرأة، وجاء تحت عنوان "استجواب حول الخمس، المرأة، الرجل، التحرر". وهو يضم مختارات من المحاورات التي تغطي رقعة هذه الأفكار. الفصل الثالث من الكتاب جاء تحت عنوان "استجواب حول القضايا الأدبية" وهو يختار مختارات من أحاديث غادة السمان الصحافية التي تتعلق مباشرة بقضايا القصة والرواية خاصة والأدب بوجه عام. الفصل الرابع من الكتاب "منكل بحر موجه" وهو يضم محادثات حول قضايا متفرقة تأخذ من كل فن وعلم بطرق. حيث تجيب الكاتبة حول مر شتى سئلت عنها: شيء من السيرة الذاتية، وشيء عن قضية المرأة وشيء عن الأدب والنقد، وسواها من القضايا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق