بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
من عبدِ الله قس بن ساعدة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمته وبركاته وبعد :
منذ مدَّةٍ لم تُوَلِّ كلماتي وجهها شطر صندوق بريدك ... أعرفُ أنَّ مثلكَ غنيٌّ عن انتظار خربشاتي غير أني فقير لكلمةٍ أغمسها في قرارة الجرحِ وأُغلَّفها بالدمع ثم أتركها لتباركها نظراتك .
أعرفُ كم صِرتُ مملاً إذ أني أمتهن البكاءَ والنحيبَ ، ولكنّك لا تعرف أنَّ البكاءَ صار وجبتنا اليوميَّة على مائدةِ الوقت ... لهذا اعذرني يا مولاي إذ جاءكَ بريدي مخضباً بالعجزِ ومشكولاً بالمذلَّةِ هويتي وهوية القوم على غيابك .
منذ مدَّةٍ والرَّسَالة الخامسةُ تتحشرجُ في صدري ... حاولتُ وأدها صدقني ... أهلتُ عليها التُّراب غير مرَّةٍ ، ولكني كلما استيقظتُ صباحاً وجدتها غادرت حفرتَها لتسكنني مجدداً ... لقد صرتُ قبراً يا مولاي ودولتك المترامية الأطراف صارت مقبرة !
صَدِّقني حاولتُ أن أتوقَّفَ خشيةَ أن أُفسد عليكَ متعة اللحظة بجوار بارئك ، ولكني كبرتُ وكبر معي قولُ جدِّي عنك يومَ قُلتَ : لو أنَّ دابةً عثرت بأرضِ العراقِ لخشيتُ أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ تُصلحْ لها الطريقَ يا عُمر !
قَدَرُ الكبارِ يا مولايَ أن يُتعبَهم الصِّغار بأخبارهم ... فلتبسطْ رداءكَ لنشْرةِ الأخبارِ فقد حان وقتُ حصَادِ اليوم !
الرُّومُ طابَ لهم المقام في بغدادَ ، فقد ماتَ خالد بن الوليد ، وتبعَه أبو عبيدةَ بن الجراح ، ولم يبقَ فينا إلا النساء ، وجهاد المرأةِ الحج ، والحجُّ لا شوكَةَ فيه !
كلابُ إيسافَ المسعورةَ هجمت على هلمند ، وبترايوس يهدد العُصاة من على منبر قناة العربيَّة !
أبو لهبٍ أجرى عمليَّةً جراحيةً لاستئصال المرارةِ من خاصرته لا من حياتنا ، فمرارتنا ستستمر طويلاً بدونكَ !
المسْجدُ الأقصى الذي أسلمكَ سفرنيوسَ إياة صُلحاً أنهكته الحفريات ، وهو آيلٌ للسقوطِ ، ولكنْ لا تتوسَّم فينا خيراً وإن سقط ! فربَّاتُ الحِجَال لن يُغادرنْ خُدورهُنِّ لو هدموا البيت الحرام !
مقامُ إبراهيمَ عليه السلام صادروه ، ومعمر القذافي أعلنَ الحربَ على سويسرا كُرمَى لعيونِ هنيبعلَ وتباً للمآذن !
العربُ أعطوا الضوءَ الأخضرَ لمحمود عباس ليخونَ باسمهم جمعاً ، الآن عرفتُ معنَى قول جدتي : ( فضيحة وعليها شهود ) !
الطائراتُ الإسرائيليةُ المتخمةُ بالنَّفطِ العربِيِّ تجوب سماءَ غزَّة فلم يبقَ هناك إلا الهواء لم يُصادروه بعدَ أن ضربَ صَاحبُ المرارة بينَه وبينهم بسور !
المَحكمةُ الدُّستوريَّة العُليا أمرتْ بإعادة تصديرِ الغاز كي يطهوَ أفيغدور ليبرمان طعامَه ولْتوقِدْ نِسوةُ غزَّة الحَطَب !
هذه هي العناوينُ الرئيسةُ ، أمّا التفاصيلُ فتأتيكَ بعدَ وقفةٍ مع الإعلانِ ، لن تكونَ طويلةً ولكنَّها كافية ليلفظَ طفلٌ أَنفاسَه الأخيرةَ بسبب نفاذ الدَّواء ، وليطلقَ الجنودُ ما تيسَّر من القنابل المسيلةِ للدموع ، وليذرفَ الزعماء العرب مزيداً من الدموع كما تفعل التماسيح على بقايا الفريسة !
هذه كانتْ رسالتي الخامسة إليك ، السَّادسةُ تأتيكَ إن أخطأتني أسنانُ التماسيح ... وإلى تلك اللحظة التي تعانقُ فيها كلماتي وهجَ عينــيكَ قبلاتي ليديكَ وسلامي لصاحبيك َ.
أدهم شرقاوي
من عبدِ الله قس بن ساعدة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، سلامُ اللهِ عليكَ ورحمته وبركاته وبعد :
منذ مدَّةٍ لم تُوَلِّ كلماتي وجهها شطر صندوق بريدك ... أعرفُ أنَّ مثلكَ غنيٌّ عن انتظار خربشاتي غير أني فقير لكلمةٍ أغمسها في قرارة الجرحِ وأُغلَّفها بالدمع ثم أتركها لتباركها نظراتك .
أعرفُ كم صِرتُ مملاً إذ أني أمتهن البكاءَ والنحيبَ ، ولكنّك لا تعرف أنَّ البكاءَ صار وجبتنا اليوميَّة على مائدةِ الوقت ... لهذا اعذرني يا مولاي إذ جاءكَ بريدي مخضباً بالعجزِ ومشكولاً بالمذلَّةِ هويتي وهوية القوم على غيابك .
منذ مدَّةٍ والرَّسَالة الخامسةُ تتحشرجُ في صدري ... حاولتُ وأدها صدقني ... أهلتُ عليها التُّراب غير مرَّةٍ ، ولكني كلما استيقظتُ صباحاً وجدتها غادرت حفرتَها لتسكنني مجدداً ... لقد صرتُ قبراً يا مولاي ودولتك المترامية الأطراف صارت مقبرة !
صَدِّقني حاولتُ أن أتوقَّفَ خشيةَ أن أُفسد عليكَ متعة اللحظة بجوار بارئك ، ولكني كبرتُ وكبر معي قولُ جدِّي عنك يومَ قُلتَ : لو أنَّ دابةً عثرت بأرضِ العراقِ لخشيتُ أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ تُصلحْ لها الطريقَ يا عُمر !
قَدَرُ الكبارِ يا مولايَ أن يُتعبَهم الصِّغار بأخبارهم ... فلتبسطْ رداءكَ لنشْرةِ الأخبارِ فقد حان وقتُ حصَادِ اليوم !
الرُّومُ طابَ لهم المقام في بغدادَ ، فقد ماتَ خالد بن الوليد ، وتبعَه أبو عبيدةَ بن الجراح ، ولم يبقَ فينا إلا النساء ، وجهاد المرأةِ الحج ، والحجُّ لا شوكَةَ فيه !
كلابُ إيسافَ المسعورةَ هجمت على هلمند ، وبترايوس يهدد العُصاة من على منبر قناة العربيَّة !
أبو لهبٍ أجرى عمليَّةً جراحيةً لاستئصال المرارةِ من خاصرته لا من حياتنا ، فمرارتنا ستستمر طويلاً بدونكَ !
المسْجدُ الأقصى الذي أسلمكَ سفرنيوسَ إياة صُلحاً أنهكته الحفريات ، وهو آيلٌ للسقوطِ ، ولكنْ لا تتوسَّم فينا خيراً وإن سقط ! فربَّاتُ الحِجَال لن يُغادرنْ خُدورهُنِّ لو هدموا البيت الحرام !
مقامُ إبراهيمَ عليه السلام صادروه ، ومعمر القذافي أعلنَ الحربَ على سويسرا كُرمَى لعيونِ هنيبعلَ وتباً للمآذن !
العربُ أعطوا الضوءَ الأخضرَ لمحمود عباس ليخونَ باسمهم جمعاً ، الآن عرفتُ معنَى قول جدتي : ( فضيحة وعليها شهود ) !
الطائراتُ الإسرائيليةُ المتخمةُ بالنَّفطِ العربِيِّ تجوب سماءَ غزَّة فلم يبقَ هناك إلا الهواء لم يُصادروه بعدَ أن ضربَ صَاحبُ المرارة بينَه وبينهم بسور !
المَحكمةُ الدُّستوريَّة العُليا أمرتْ بإعادة تصديرِ الغاز كي يطهوَ أفيغدور ليبرمان طعامَه ولْتوقِدْ نِسوةُ غزَّة الحَطَب !
هذه هي العناوينُ الرئيسةُ ، أمّا التفاصيلُ فتأتيكَ بعدَ وقفةٍ مع الإعلانِ ، لن تكونَ طويلةً ولكنَّها كافية ليلفظَ طفلٌ أَنفاسَه الأخيرةَ بسبب نفاذ الدَّواء ، وليطلقَ الجنودُ ما تيسَّر من القنابل المسيلةِ للدموع ، وليذرفَ الزعماء العرب مزيداً من الدموع كما تفعل التماسيح على بقايا الفريسة !
هذه كانتْ رسالتي الخامسة إليك ، السَّادسةُ تأتيكَ إن أخطأتني أسنانُ التماسيح ... وإلى تلك اللحظة التي تعانقُ فيها كلماتي وهجَ عينــيكَ قبلاتي ليديكَ وسلامي لصاحبيك َ.
أدهم شرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق