انَّ الجهل من أعظم أسباب تأخُّر المسلمين؛ فبسببِه لا يُميِّز الجاهل بين الخمر والخلِّ، ويتقبَّل السفسطة قضيَّة مسلمة، ثم لا يستطيع أنْ يرد عليها، كما أنَّ العلم الناقص من أشدِّ الأسباب خطرًا، فهو سببٌ مركَّب عن الجهل البسيط؛ لأنَّ الجاهل إذا قيَّض الله له مرشدًا عالمًا أطاعه، ولم يتفلسف عليه، أمَّا صاحب العلم الناقص فهو لا يَدرِي، ولا يقتَنِع بأنَّه لا يدري، وكما قيل: "ابتلاؤكم بمجنون خيرٌ من ابتلائكم بنصف مجنون"، أقول: "ابتلاؤكم بجاهل خيرٌ من ابتلائكم بشبه عالم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق