في هذه الرواية يرسم "سواراب" بورتريه ملون، واسع الآفاق، ولكنه غير مزخرف للهند المعاصرة؛ حيث سنرى معه ليس كل الفقراء ملائكة، وليس جميع الأغنياء شياطين.
لقد أفلح الروائي من خلال تقنية سرد آسرة، اعتمدت على أسلوب "الفلاش باك" المتداخل بانسياب ودون تعقيد، أن يأخذنا إلى عالم المهمشين لنغوص فيه بإمعان، عالم يحمل النقيضين "الثراء الفاحش" و"الفقر المدقع".
تبدأ الرواية عندما يقرر فتىً فقير "رام محمد توماس" القادم من أفقر عشوائيات (مومباي) الاشتراك ببرنامج المسابقات الشهير "من سيربح البليون روبيه" ولكنه يتعرض الآن للاحتجاز في زنزانة بتهمة الاحتيال، فكيف لنادل شاي وفتى شوارع كما وصفه المحقق أن يعرف من هو شكسبير، ما لم يكن متورطاً بخدعة ما؟
وعند بدء التحقيق يبدأ الفتى بالإجابة عن أسئلة المحقق شارحاً بالتفصيل كيف عرف إجابة كل سؤال ويتبين أن كل سؤال أجاب عنه كان يعبِّر عن موقف مرّ به في حياته، فهو لا يعرف صورة "غاندي" على الروبية الهندية ولكن يعرف أن ورقة المائة دولار عليها صورة "بنجامين روزفلت" لأن صديق من أطفال الشوارع أخبره بذلك، ولا يعرف العملة المالية المتداولة في فرنسا، لكنه يستطيع أن يخبرنا عن المبلغ الذي تدين به شاليني تاي للمرابي في المحلة التي يتواجد فيها. وهكذا، وبناءً لتسلسل أسئلة البرنامج، يُفصح رام عن تلك المغامرات المدهشة التي عاشها كفتى شوارع والتي مكنته من الإجابة على الأسئلة بدقة.
فبين المياتم والمواخير، ورجال العصابات وزعماء المتسولين، وصولاً إلى منازل نجوم بوليوود المشاهير والأثرياء، تطفح رواية المليونير المتشرّد بالكوميديا المتشعّبة، والتراجيديا الآسرة، والبهجة المطفرة للدمع. لتستقرأ لنا مشهداً من الهند المعاصرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق