يصحبنا نجيب محفوظ في رحلة قصيرة إلى مصر الثمانينيات إلى مصر النصر والهزيمة إلى مصر الحضارة ومواجهة التحديات، من خلال روايته القصيرة نسبياً "يوم قتل الزعيم". وفي تلك الرواية - قليلة الأشخاص – يصدمنا نجيب محفوظ بأفكاره الجريئة وبواقع مصر في ذلك الوقت. وأبطال الرواية الأساسيون هم ثلاثة الجد محتشمي زايد والحفيد علوان فواز محتشمي ورندة سليمان مبارك خطيبة علوان وجارته في نفس الوقت. وقد جاءت الرواية قليلة الأحداث عميقة الأفكار كثيرة الآراء، فلن يجذب انتباهك الحدث على قدر ما سيجذب انتباهك الأفكار التي يطرحها الحدث والآراء الصريحة التي جرت على لسان أبطال الرواية، ولن تلمس صعوبة الموقف الشخصي لأبطال الرواية على قدر ما سوف تستشعر الأزمة التى يحياها شعب بكامله وأدت إلى وجود ذلك الموقف وغيره. فرواية "يوم قتل الزعيم" تنتمي إلى الواقعية الاجتماعية السياسية، وتعكس الواقع الذي تكاتفت فيه السياسة مع الاقتصاد ليقضيا سوياً على أحلام وآمال شعب أنهكته الحروب والثورات والنكسات، وكان يطمح في أن يحظى بحياة كريمة يقوى فيها على التقاط أنفاسه والتمتع بأبسط حقوقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق