السبت، 22 يونيو 2013

أيام معها .... عبدالله عبدالرحمن الجفرى

ايام معهالم يبرد حبه لسارة، إنها تبقى في منطقة “الحلم” دائماً في حياته.. في الصباح الفجري، بعد أن أمضى ليلته: سهراً.. قفز “فارس” فوق قامته، وركض إلى ورق وقلم، كأنه في لحظة مخاض، ميلاد جديد، أو كأنه في بهاء لحظة موت ترتفع فيها الصلوات مع شروق شمس جديد. لقد تكاملت شجاعته في هذه اللحظة المشبعة بامتزاج الميلاد والموت…
امتلك قراره الحاسم، فأمسك القلم، وكتب: يا عمر العمر سارة: في هذا الصباح البكر… استيقظت قدرتي، ووجدت كتاباً كنت أحتمي بقراءته البارحة بعد محادثتك الهاتفية، وقد قلبته في نعاسي على الصفحات، واعتسفت النوم حتى حشوت به عينيّ… فإذا بعبارة تضج بهذا المعنى: “هل تظن أنك أحببت يوماً من يجب أن تحب؟!! وفي غبش الصباح… التحمت مع هذه العبارة: صورة من أغنية لمحمد عبده نحبها، وهي: (ما حدا يحب اللي يبي… أبعتذر)، وكان مكانك في قلبي: عشقاً، وصداقة، وخفقاً، ودفئاً. وأنت سري المعلن، ولغة نفسي، ومستقر أمانها. وحتى لا أستطرد في ما حسبت أنه كان يضايقك طوال إعلان عشقي لك.. فقد تخرمت صفحة الكتاب الذي كنت أقرأه بعبارة أخرى، سدّدها الكاتب وأغفى بعد أن قال: “هناك من يموت على أمل أن يحظى بعد الموت بمن يشتاق إليه”… فهل تعتقدين: أنني سأحظى بك بعد أن أموت؟ لقد ولد حبي لك شعوراً لا ضد فيه، وكبر عشقاً مولهاً بك… رائع الرمز واليوم… حتى هذا السؤال: (من يجب أن تحب) لم يعد يعنيني، فلم أعد ذلك العاشق الغريب الذي تسجنينه، ثم تحصد فيه. ها أنذا-يا معذبتي الرقيق-قد تحررت منك… أخيراً، وإلى الأبد! تحررت… وربما هو: ميلاد جديد لهذا القلب الذي استعبدت أزهى سنوات عمره، وربما هو: الموت الذي يحملني إلى برزخ.. ينجو فيه القلب من ساديتك معه!!” عاشق يحكي أيام معها، عاشق تحمله كلماتها إلى ما فوق السحاب، يحلق مع شفافيتها ومع تداعياتها، يطير يغرد، يصطنع آمال الكاشفين، ويوماً آخر تهوي كلماتها به إلى قيعان اليأس، فيغدو ذاك المبعد المنفي عن أرض العاشقين. آمال وأحلام، تزهر أحياناً، تتلاشى أخرى، وكلمات توصل العاشق إلى حد الدنف، “أيام… معها”، فيها من المعاني الأجمل ومن الكلمات الأحلى… ومن التواصل الوجداني الأعمق والأرقى.
أول مرة أقرأ للكاتب...الكلمات التي يختارها لوصف ما يريد أكثر أكثر من رائعة...ذكرني أو أكّد لي على براعة العرب منذ القدم في الأدب التي حسبت أن يكون قد أصابها بعد الضرر أو العطب من مستحدثات العصر...أما عن القصة كقصة فلم تعجبني...بقيت أنتظر بارقة الأمل متركزة في تفهم تلك المرأة لهذا الحب النقىّ...لكن بعد مضىّ الكثير من الفصول فقدت هذا الأمل...وظهر رجاء في داخلي أن تكون النهاية أن يستيقظ هذا الرجل من غفوة الحب لمن لا يستحق...وقد تحقق رجائي...لكن بعد أن أتعب قلبي من تلك المرأة وشخصيتها المستفزّة بالنسبة لي...كان الجديد بالنسبة لي أيضا في تلك الرواية أن يحب رجل شرقىّ امرأة بتلك الطريقة ويكتب لأجلها كل تلك الكلمات ويهبها كل هذا الوقت من عمره دونما أن ينتظر أىّ مقابل...مادي.
ما كان يجعلني أصبر على تلك القصة, تلك الكلمات التي كان يصف بها الكاتب مشاعر هذا الرجل المحب

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق