ان الحوار بين الثقافات والحضارات، وبين الأفراد والجماعات، وبين الشعوب والحكومات وبين المؤسسات والمنظمات، هو الوسيلة المثلى لتحقيق التوازن في الحياة الإنسانية. فالعالم في هذا الطور من التاريخ، محتاج إلى الحوار الحضاري منهجاً ووسيلة وأداة لتفادي الصدام ومنع نشوب الحروب بين الدول، تلك هي القضية الأساسية التي عالجها المؤلف في هذا الكتاب حيث تطرق إلى معالجة قضايا ذات صلة بالموضوع الأساسي الحوار والتي تملك تأثيراً فعالاً على المجتمع العربي الإسلامي، وعلى المجتمع الإنساني قاطبة، وخلص من هذه الدراسات جميعاً إلى أن العالم الإسلامي مدعوٌّ اليوم إلى أن يمدّ أسباب الاتصال والتعارف-بالمدلول القرآني الرحب العميق-والتعاون والحوار إلى أبعد المدى لتشمل شعوب العالم وأممه كافة، وبأن الحوار بمعناه الشامل الجامع، هو ضرورة من ضرورات تطوير علاقات العالم الإسلامي مع العالم، بما يحفظ المصالح العليا للأمة العربية الإسلامية، ويصون حقوقها ويحمي مكاسبها، ويضمن لها الاستفادة الكاملة من مواردها ويصحح كثيراً من المعلومات الخاطئة التي تروّج في العالم عن الإسلام والمسلمين وحضارتهم.
مفهوم الحوار والتفاعل الحضارى من منظور إسلامى ومستقبل الوطن العربى فى إطار التعاون العربى-الإسلامى وآفاق مستقبل الحوار بين المسلمين والغرب، والهوية والعولمة من منظور حق التنوع الثقافى، وموقف الإسلام من التعايش بين الأديان فى أفق القرن الواحد والعشرين، وحوار الثقافات والحضارات بين المؤثرات الثقافية والمعوقات الفكرية والعلاقة بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى وحدود وآفاق وضرورات وموجبات التعاون العربى الإسلامى، والتنوع الثقافى فى إطار التعاون الدولى ومفهوم التعايش من المنظور الإسلامى ومصادر الثقافة العربية ومقوماتها وخصائصها وتفاعلها مع الثقافات الأخرى وتأثيرها فى النهضة الأوربية وطبيعة علاقتها بالثقافات الأخرى ومفهوم الكرامة الإنسانية فى ضوء المبادئ الإسلامية.
الحضارة في عمقها وجوهرها، هي القدرة العالية على المشاركة في صنع الحاضر وصياغة المستقبل. والفعل الحضاري هو الجهد البشري الذي يبذله الأفراد أو الجماعات لتحقيق هاتين الغايتين. ولا تكتمل لهذه المشاركة شروطها، إلا بالتعايش الثقافي الحضاري بين الشعوب والأمم الذي يقوم على قاعدة التعاون الإنساني الرحب الواسع غير المحدود، والذي تحكمه القيم الإنسانية النبيلة، وتضبطه القواعد الحكيمة التي اجتمعت إرادة المجتمع الدولي على التقيد بها والاحتكام إليها.
والتعايش الثقافي والتساكن الحضاري، هما اللذان يمهدان للحوار الذي هو ضرورة من ضرورات العيش، فالحوار بين الثقافات والحضارات، وبين الأفراد والجماعات، وبين الشعوب والحكومات، وبين المؤسسات والمنظمات، هو الوسيلة المثلى لتحقيق التوازن في الحياة الإنسانية.
بهذه الكلمات والآفاق النوعية ينطلق الدكتور (عبدالعزيز بن عثمان التويجري) في كتابه الموسوم بـ(الحوار من أجل التعايش) في بيان أسس الحوار في دوائره الإنسانية المتعددة، ومنطلقاته وبواعثه، وآماله وطموحاته، وكيف أن الحوار كسبيل إنساني هو المؤهل لتذليل الكثير من العقبات، وتفكيك الكثير من العقد.
فالحوار ليس تشريعاً للفوضى، وإنما هي وسيلة إنسانية - حضارية لصياغة سبل التعايش والتساكن، وإبراز لدور كل المكونات والخصوصيات في بناء الحاضر وصياغة المستقبل.
بيانات الكتاب :
الأسمن : الحوار من آجل التعايش
تأليف : عبد العزيز بن عثمان التويجرى
الناشر : دار الشروق
الحجم : 5 ميجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق