من خلال قراءتنا لكتاب (الأثر المفتوح) وجدنا في مفاصل مباحث هذا الكتاب، ثمة أبعاد معرفية تأويلية كانت بمنأى عن السياق والنسق الآخر من ثقافة النص ونظرية التلقي، التي تبدو عادة رسما في مضامين المجالات التنظيرية التصحيفية، ألا أن ما واجهناه في مفاصل كتاب (الأثر المفتوح) كان عبارة عن مسيجات أرسائية خاصة في مدار غايات أسئلة النص وأشتغالات المعرفة النصية الداخلية، والناجمة عن ضرورات ظرفية معينة، والكتاب كان ممتدا في مباحثه نحو خصوصيات الهيرمينو طيقي حيث تكمن هناك ثمة مقاربات معرفية خاصة وحدود أنساق محاور مغايرة في التشكيل المنهجي . ونلاحظ من جهة أخرى بأن فصول كتاب (الأثر المفتوح) قد جاءتنا منتشلة على أساس مفاهيم محورية شرطت ما يسمى (الحداثة الغربية) لكن من جهة أخرى يبق القارىء لهذا الكتاب متوجسا وهو يناظر بذات ملهمة لعناصر موضوعات فكرية متنوعة بصريا وسمعيا، لهذا تراها أكثر أهتماما بالموسيقى والرسم والنحت، أما الفصول الأخرى من هذا الكتاب، فقد جاءت مقولات معرفية ونقدية تتقفى الأثر القرائي وجماليات التلقي، وعند التدقيق في باقي فصول الكتاب، نلاحظ بأن إيكو راح يتعامل مع النص على أساس أختراقات شفروية سائدة في صميم الأنساق المرجعية الجاهزة في النص، حيث نرى بأن العناصر الأخبارية في النص ذات تموجات ضئيلة قياسا وأفق تعدديات نظرية التواصل الخطابي، كذلك هناك بعض من فصول الكتاب ما تولد لدى القارىء ثمة قراءة أنفتاحية وأرسالية في شفرات المخبوء من النص، لتتضح بالتالي للقارىء مثل هذه الترسيمة (منبع / باث / قناة / رسالة / شفرة / مستقبل) وهذه الخطاطة بدورها تكون أراء معروفة في نظرية التواصل النصية، لذا من الممكن أن نجدها في معظم الخطابات الثقافية التواصلية ومهما تعددت وتنوعت . ولكن يبقى هناك أمرا هاما في كتاب إيكو، حيث نلاحظ بأن إيكو نفسه لم يغفله، وهو موضوع النموذج التواصلي والذي كان إيكو قد أعتمدة في السابق كنموذج تراتيبيا في نسق أصناف النموذج المبحثي، فإيكو على علم تام بأن النموذج التواصلي كان لا يخلو من وظائف وشفرات تحفيزية لفعل الخطاب التواصلي، لذا فأن عليه تقديم قائمة أدلة أشتغالات أنظمة التواصل ليبرهن على أن هذه الخطاطة ما هي ألا وظيفة متباينة في أبعاد أستجابة المعاني المحتملة . ونفهم من هذا كله بأن كتاب (الأثر المفتوح) ما هو ألا جملة تشريطات في التواصلية الجمالية وكتكاثر وتعدد للدلالات في النصوص الأنفتاحية، وعلى الرغم من النجاح الذي حظي به كتاب (الأثر المفتوح) ألا أنه من جهة ما بقي قرائيا ونقديا يشكل مقولات في بنية المغلق المفهومي الكبير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق