يدور الكتاب حول شاب مصرى تربى ونشأ على أن يكون إخوانيّاً متأصلاً ممسكاً براية جماعة الإخوان المسلمين ، وبالرغم من ذلك أصبح خارجاً عنها وعضواً قديماً ليس إلا ، ليحكى فى هذا الكتاب عن السنوات التى قضاها مع جماعة الإخوان المسلمين وكيف ترك الجماعة مجيباً عن كل التساؤلات التى وُجهت إليه من قبل اصدقاءه ، الذين قتلهم الفضول حول تلك الجماعة التى أصبح لها صدى قوى هذه الأيام .
الشعب المصرى شعب ثائر ، لا يأثره التعود أو التطبيع تلك رسالة أراد أن يبلغها الكاتب لكل المجتمعات ، فهو مثال حى على الإنسان الذى تربى طوال فترة صغره على شىء وشب وكبر ليتجه اتجاها آخر بارادته ــ ثائراً على ماضيه ــ غير الذى جهز له .
مقدمة الكتاب :
على مقهى زهرة البستان جمعتنى ليالى التحرير بمجموعة من الاصدقاء ، دار نقاش خفيف بيننا ما لبث أن تشعبت خيوطه ، وكان محور النقاش السؤال المعتاد الذى لا يملّ الآخرون من طرحه على مسامعى : لماذا تركت الإخوان المسلمين ؟ كنت أجد فى عينى طارح السؤال لهفة لاختراق هذا العالم الغيبى الذى هو حكر على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين . قد تقرأ عن الإخوان بالمدح أو الذم ، لكن أن تتحدث مع إخوانىِّ سابق ومسترد من تلك الجماعة ــ التى من الصعب أن يخرج من ربقتها أحدهم ــ فهذا أمر آخر .
فى البداية كنت أتجنّب الخوض فى هذا الأمر ، كنت أهرب من الإجابة عن السؤال بدعوى أننى أحترم أيَّامى مع هؤلاء ، وأننى لا أود أن أتحدث عن أناس جمعتنى بهم أخوة فى يوم من الأيام ، حتى سألنى صديقى الدرعمى والباحث فى دار الإفتاء مصطفى ثابت وأصر على انتظار الإجابة التى أردت أن أهرب منها كعادتى ، غير أن ذلك لم يرو ظمأ السؤال لدى صديقى الدرعمى ، فأخذنى بقدرته الحوارية التى يبهرنى بها دائماً يميناً ويساراً محاولاً استخلاص الأمر من بين ثنايا الحوار ، وأثناء هذا النقاش الذى طال لأكثر من ساعة أدركت أننى لا أملك إجابة من الأصل عن السؤال ، وأننى طوال تلك السنوات التى مضت لم أكن أملك حيال الأسئلة التى طرحت علىَّ أى إجابة ، أو حتى مشروع إجابة ، وبدأت أسأل نفسى هذا السؤال : لماذا تركت الإخوان المسلمين ؟!
عندما عدت بذاكرتى للوراء وجدت أننى لم أنضم لجماعة الإخوان المسلمين كما ينضم أحدكم لتيّار فكرىِّ أو حزب سياسىِّ أو توجه معين ، أنتم تختارون هذا الفصيل الذى تريدون أن تحيوا داخل جدرانه ، أما فى حالة الانضمام إلى الإخوان المسلمين فالجماعة دائماً هى التى تختار .
أخبرنى شيخى بعد سنوات من تركى للجماعة أن التعليمات جاءت لهم بحتمية إعداد جيل جديد يحمل راية الجماعة مستقبلاً . كان ذلك فى العام 1995 ، وكنت ممن تم اختيارهم وأنا لازلت طفلاً فى الحادية عشر من عمرى ، لم يشغل أبى باله بالأمر ، هل لأنَّ ذلك الموظف البسيط بهيئة النقل العام والذى يخرج كل يوم فجراً ويأتى بعد أن تغرب الشمس لا يجد حيزاً من وقته لهذا الطفل ، أم أن رؤية طفله الصغير يصلى ويقرأ القرآن ويقيم الليل شىء حبيب إلى النفس . لم أدرك حينها الآلية التى تتعامل بها الجماعه مع أعضائها . كان من الصعب على الطفل الصغير إدراك أن تلك الأوراد والأذكار والصلوات والكتيبات التى امتلأت بها جدران مكتبته الصغيرة ليست فى الأصل كى يصير شيخاً تقيّاً ، إنما هى وضعت ليكون إخوانيّاً مطيعاً .
فصول الكتاب :
الفصل الأول : دين الإخوان
الفصل الثانى : كفر غطاطى
الفصل الثالث : التربية فى مدرسة الدعوة
الفصل الرابع : الحشد هو الحل
الفصل الخامس : مرة أخرى : دين الإخوان
الفصل السادس : الشيخ والمريد
الفصل السابع : حبيباتى والإخوان
الفصل الثامن : حياتى التى لم تكن
الفصل التاسع : ثقافة السؤال
الفصل العاشر : أمن دولة
الفصل الحادى عشر : الخروج الأول
الفصل الثانى عشر : انكسار لله أم انسحاق أمام الشيخ ؟
الفصل الثالث عشر : باحث وداعية
الفصل الرابع عشر : الخروج الثانى
الفصل الخامس عشر : البداية
معلومات الكتاب :
اسم الكتاب : جنة الإخوان
المؤلف : سامح فايز
الناشر : دار التنوير
الحجم : 985 كيلو بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق