الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

الثورة 2.0 لــ وائل غنيم

الثورة 2.0 لــ وائل غنيم

اعتمد نجاح الكثير من الثورات التاريخية على وجود قائد تتبعه الجماهير، ولكن فى ثورتنا المصرية وغيرها من ثورات الربيع العربي كانت الفكرة هى القائد و الرمز و المحرك؛ ولذا كان عنوان هذا الكتاب: الثورة 2.0، أو المفهوم الجديد للثورة.

المقدمة



تحول العالم إلى ظلام دامس، كل ما أشعر به هو حركة السيارة في أرجاء القاهرة بعد منتصف الليل. لاحظت ان قائد السيارة يغير من مسارها كثيراً، حتى لا أتمكن من تخمين المكان الذي يقتادونني إليه.
الثورة 2عن يميني ويساري مخبران من أمن الدولة، يقبض كل منهما على يدي المكبلتين بالكلابشات. أجبرني المخبران على أن أغطي وجهي بقميصي، ونزعا عني حزام البنطلون وعقداه بقوة فوق القميص ليتأكدا من تغميتي تماماً. كان أحدهما يضغط بقوة على رأسي ليبقيها لأسفل كي لا يراني المارة بالشارع. اخذوا كل متعلقاتي الشخصية وأمروني بالالتزام بالتعليمات، واخترت من جانبي الصمت الكامل حتى لا أستفزهم.
الدقائق القليلة التي سبقت الوصول إلى مقر أمن الدولة دفعتني إلى استرجع كل ما أعرفه عن جرائم جهاز امن الدولة من خلال ما كنت أنشره على الصفحة من ممارساتهم مع من يقبضون عليهم. الدور دوري الأن. تساءلت عما يمكن أن يحث لي، وخلصت إلى نتيجة واحدة: أي شيء.
زعق في صوت عالٍ وغاضب: "أحرج يا ابن الــ.”، ودفعوني خارج السيارة. كان استقبالي داخل المكان عنيفاً وهازئاً. ضربوني وركلوني وسبوني وهم يضحكون. كان يبدو انهم يستمتعون بعملهم، أو على الأقل يقومون بهذه التصرفات عن قصد. كان الضحك جزءاً من استراتيجيتهم لزرع الخوف في نفوس الوافدين الجدد قبل التحقيق معهم. أصعب ما في هذه الصفعات والركلات هي أنها كانت مفاجئة، فبما أن عيني كانتا مغمتين، لم أعرف من أين ستأتيني الضربة التالية ومتى، وعلى أي جزء من جسمي.
أسأل نفسي عن المعلومات التي يعرفونها، وكيف عرفوها، أين أخطأت حتى ينكشف ما كنت أقوم به؟ (ركلة متبوعة بسباب يطال أبي وأمي). تزايد خوفي. اعلم أن ما يريدونه هو تحطيمي نفسياً قبل التحقيق، وأنهم لن يتوقفوا قبل الوصول إلى هذا الهدف، ولذلك قررت أن أساعدهم حتى ينتهوا من عملية الإرهاب المنظم تلك. بدأت أرتعد عن عمد إلا أن خوفاً حقيقياً بدأ يغمرني.
وسط هذا المشهد المرعب تضرعت إلى الله أن يبادر صديقي نجيب في الإمارات بتغيير كلمة السر الخاصة ببريدي الإلكتروني قبل أن يبدؤوا بالتحقيق معي. لا أريدهم أن يعرفوا شيئاً عما قمت به.
أريد أن أرى أولادي مرة أخرى.

المحتويات



  • الفصل الأول: أرض الخوف
  • الفصل الثاني: البحث عن منقذ
  • الفصل الثالث: كلنا خالد سعيد
  • الفصل الرابع: من الإنترنت إلى الشارع
  • الفصل الخامس: ثورة بميعاد
  • الفصل السادس: 20 يناير 2011
  • الفصل السابع: اسمي "41"
  • الفصل الثامن: العصابة
  • الفصل التاسع: وسقط الفرعون

بيانات الكتاب

الاسم: الثورة 2.0 إذا الشعب يوماً أراد الحياة.
تأليف: وائل غنيم
الناشر: دار الشروق

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

تحميل الكتاب مجاناً



قراءة الكتاب اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق