الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

ما وراء الخير والشر لــ فريدريك نيتشه

ما وراء الخير والشر لــ فريدريك نيتشه

كتاب ينتمي إلى المرحلة الختامية من حياة نيتشه المبدعة، ويتميز بأسلوب جديد لم يعهد في مؤلفاته قبلاً فهو يخلو من أي كلمة طيبة، فقد أتت تعابيره قاسية وصارمة وفعّالة. ففي كتابه هذا يعتمد وبأسلوب عنيف نقد الحداثة التي دخلت حياة البشر وشتتها، لتجعل منها أداة تحركها بما يتناسب مع متطلبات الحياة الحديثة.

المقدمة



ربما لا يصح أن تقرأ هذا الكتاب، وأي كتاب آخر لفريدريش نيتشه، وأنت عابس أو جدي مفرط في الجدية: كأن تحسب، مثلاً، أن المهم هو تلخيص أفكاره وتبويبها بهدف حفظها وتعليمها على غرار ما كنت لتفعل مع فلاسفة غدوا كلاسيكيين. ذلك أن التفلسف عند نيتشه يعاند التلخيص إلى مضمون ميسر سهل تناقله.
بل قل إن المضمون النيتشوي في صيرورته مدرسة ومعتقدا قد يؤدي – وقد أدي بالفعل مع الاشتراكية الوطنية الألمانية-إلى كارثة فلسفية محققة، وربما إلى ما يناقض البادرة النيتشوية نفسها، تلك البادرة التي يسميها نيتشه: التفلسف بالمطرقة، أي طرق ما يركن إليه العصر من أفكار واعتقادات. وهي أصنام فارغة، على ما يرى نيتشه، وطرقها يجعلها تحس فراغها وخواءها.
ما وراء الخير والشروالطرق (الضرب بالمطرقة) لجعلنا نحس خواء ما نعتقد يختلف عن توسل البرهان والحجاج لجعلنا نقتنع بصواب فكرة ما أو رأى. غنه إذن معاندة ومعارضة للأسلوب الفلسفي التقليدي الذي يعرف عنه نيتشه بوصفه أسلوب التمويه وأسلوب تشويه طبيعة الفكر الحقيقية. والأسلوب الذي يتوسل "شبه تنظيم استنباطي جدلي" ليزور الأشياء والأفكار التي يتم التوصل إليها من طرق أخري تماماً ويمنع بذلك إدراك نشأة التفكير وما فيه من "عصبي" وحي ومباشر وعفوي بل من جسدي:
فالكتابة الفلسفية السائدة زمن نيتشه (الجدلية) تظن انه يمكن ان يكون ثمة اتصال وتطابق بين التفكير والتعبير عنه. وإن كل شيء يمكن أن يقال بوضوح وتميز وأفصحا بفضل قوة الحجة والبرهان. اما الكتابة المقطعية (بشذرات مرقمة) المعتمدة هنا وفى معظم كتب نيتشه الحقة فتشكل التعبير المناسب عن الشك في إمكان هذا التطابق. إن المقطع الذي تفصله فسحة بياض عن المقطع الذي يليه، يعرض على نحو أصيل القطع الجذري بين الفكر وعبارته. وهو يسعى إلى إظهار قدرة الفكر وحياة الرغبات الصماء الغامضة، حياة العواطف والغرائز.
إلى ذلك، يريد أسلوب المقطع أن يثبت أن ليس على الفكر أن يشرح نفسه، بل عليه أن يفرض نفسه بالأحرى يؤكدها. والاختلاف في النهاية هو اختلاف في الذوق ولا مجال للمصالحة في الأذواق.
وقل إن أسلوب المقطع لا يسعى إلى الإقناع ولا إلى أن يكون على حق، لأن الحقيقة لا تقوم في الشفافية ولا في وضوح الأفكار، لأن كل وضوح مخادع. والأسلوب القائم على نزع الأقنعة والتعرية عليه أن ينزع ويعري إلى ما لا نهاية من دون أن يستطيع الزعم بانه رفع القناع الأخير.
وأسلوب المقطع هو، اخيراً، الأسلوب الذي يناسب للتعبير عن "الروح الحر" وفيلسوف المستقبل والسيد وفي مقابل الجدل وألسستم التي تناسب أذواق الرعاع وأفراد القطيع.
قد لا يصح إذن أن نقرأ هذا الكتاب بالعربية اليوم وأنت عابس أو ناظر إلى مضمونه وحسب، لأن مضمونه مناف بالتأكيد لما يتوقع قارئ الفلسفة بالعربية اليوم: "فهذا الكتاب في جوهره، نقد للحداثة" على ما يقول نيتشه نفسه. نقد لا تستثني منه لا العلوم الحديثة ولا الفنون الحديثة ولا حتى السياسة الحديثة. إنه خلخلة، من منظر ارستقراطي، لقيم " التمدن" كلها المرفوعة راياتٍ خفاقة على أسوار "الحاضرة" اليوم: بدءاً من لموضوعية العلمية ومطلب الحقيقة المجردة وصولاً إلى المساواة والتقدم، مروراً بحقوق الإنسان والمواطن، وأخلاق التراحم والعطف، وحقوق المرأة، وحق الشعوب في ....

المحتويات



  • في تحكميات الفلاسفة
  • الروح الحر
  • الحال الدينية
  • أقوال وفواصل
  • في تاريخ الأخلاق الطبيعي
  • نحن العلماء
  • فضائلنا
  • أقوام وأوطان
  • ما النبيل؟
  • الشامخة
  • أنشودة الختام
  • ثبت بأهم المصطلحات
  • معالم في سيرة نيتشة

بيانات الكتاب

الاسم: ما وراء الخير والشر تباشير فلسفة للمستقبل
تأليف: فريدريش نيتشة
ترجمة: جيزيلا فالور حجار
مراجعة: موسى وهبه
الناشر: دار الفارابي
رقم الطبعة: الطبعة الأولي
تاريخ النشر: 2003
الحجم: 6 ميجا

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

تحميل الكتاب مجاناً



قراءة الكتاب اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق