الجمعة، 25 أكتوبر 2013

العشق لــ عادل صادق

العشق لــ عادل صادق

يحلل فيه المؤلف حالة العشق والعشاق، تحليلاً ينفذ إلى الجواهر ولا يتوقف عند القشور التي تبدو على سطح الأشياء.

مقتطف من الكتاب

لعب النبيذ برأسه فأثقلها ولكنه أبهج روحه وساعدت رائحة البحر على إثارة شجونه وأفراحه معاً. واهتز طرباً لصوت الأمواج وارتطامها بالصخور، وتابع حركة الماء بعد هبوط كل موجة من علياها واندفاعها بين الصخرات وحركتها الدوامية الحلزونية ثم عودتها إلى البحر مرة أخرى قبل أن تعلوها موجة آخري.


العشقومع هبوط الليل وارتفاع نسبة النبيذ في دمه وتثبيت عينيه المستمر على البحر رآها على قرب منه، تبتسم له بحب شدي. ولما لم يكن يفقد وعيه أبداً وإدراكه السليم تحت تأثير النبيذ فرك عينيه وتشكك في إدراكه. ولكنها اقتربت أكثر حتى باتت على بعد ذراع واحدة إن مده امسك بها، واتسعت ابتسامتها وبانت أنوثتها وانكسرت عيناها وتطاير شعرها مغطياً بعضا من جبهتها. أهي إنسية أم جنية، ومن أين جاءت. وخطر له أن تكون عروس البحر. ولذا انزلقت عيناه إلى أسفل جسمها والذي ظهر منه جزء بالكاد فوق سطح الماء وكان عبارة عن النصف السفلى لسمكة. أما نصفها العلوي فكان لأنثى بشرية كاملي النضج رائعة الحسن عارية تماماً مبتلة بماء البحر. أمعن التركيز في وجهها فرآه يفيض نوراً بأعذب ابتسامة ودعته بعينيها أن ينزل الماء معها. راقت له الفكرة ولكن أجلها بعد أن يحتسي المزيد من النبيذ. ودعاها إلى كأس معه فاستجابت فناوله لها وهي مازالت في الماء. ابتلعت محتويات الكأس دفعة واحدة واعادته إليه فارغاً فملأه لها مرة ثانية وثالثة ورابعة. وشرب هو بنفس القدر وزيادة ووصل إلى أقصي مداه. وممتلأ قلبه حرارة وجسده فرحة. وتمايلت هي على أنغام منبعثة من مصدر مجهول وسحبته، مد يده فانزلق إلى الماء وشعر ببرودة فارتعش جسده فضمته إليها. وعامت به إلى غير بعيد وأفهمها انه لا يجيد العوم فازدادت احتضاناً له. وشعر بأنفاسها قريبة من وجهه. وعلت نسبة النبيذ إلى أقصى مداها في دمه، كانت هي في شبه غيبوبة ولكنها مدركة لبعض حواسها وخاصة ملاصقة جسده لها. وسأل سؤالاً ينم عن ثقته بنفسه وإن كان يريد إجابة تعزز هذا الإحساس. سألها لماذا اخترتني أنا بالذات والشاطئ ملئ بالرجال. قالت ولأول مرة يسمع صوتها لأنك سيد الرجال. وماذا تقصدين بسيد الرجال؟ أقصد أنقاهم. أنت قريب إلى عالمنا أكثر من عالم البشر. ولماذا لم تختارين رجلاً أقصد ذكراً من عالمك؟ قالت لأني أحب بشريتك. أحب ضعفك وقلقك. أحب حزنك. أحب ضجرك وتشوقك. أحب خجلك وحياءك. أنا أحب التراب واعشق البحر ولذا جاء جزء مني بشري وهو قلبي وعقلي وجزء آخر بحري وهو نصفي الأسفل.


وخطر له سؤال خجل منه وتراجع عنه. كان يود أن يسألها وهل أحببتني بنصفك الأعلى أم بنصفك الأسفل. وفهمت سؤاله من حركة عينيه إلى أسفل وإلى أعلى فضحكت ضحكة عالية استبانت منها أسنانها البيضاء واتسع ثغرها الجميل واهتزت الأمواج طرباً لضحكتها وقالت له أحببتك بكلي وأحببت كلك. فتضاعف تأثير النبيذ في رأسه وشعر بدوخة وهبط منها تحت الماء فساعدته أن يطفو برأسه وازدادت التصاقاً به وأحاطته بذراعيها فأحاطها بذراعيه واستعاد توازنه واستعاد إحساسه بذاته كرجل فحاول أن يرفعها ودهش لخفة وزنها، وقدر ان يحملها بين يديه فسعدت وأحس هو بالقحر وشعر أنه أصبح سيد الموقف.
 

بيانات الكتاب

الاسم: العشق
تأليف: عادل صادق
الناشر: مؤسسة الأهرام للنشر والتوزيع
الحجم: 2 ميجا

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

تحميل الكتاب مجاناً



قراءة الكتاب اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق