الاثنين، 21 أكتوبر 2013

تهويد المعرفة .... لــ ممدوح عدوان

تهويد المعرفة .... لــ ممدوح عدوان

يكشف محاولات الصهاينة لتزيف الحقائق وطمسها وغسل التاريخ وسرقة العبقريات ويفضح آليات السيطرة الصهيونية على العقول. وهنا فقد اعتبر الأديب السوري ممدوح عدوان أن عقل العالم قد أصبح عقلاً غربياً..مشيراً إلى أن الغرب هو المهيمن على مقدرات العالم وثرواته وأفكاره واليهود ركزوا جهودهم على مركز القوة في هذا العالم .« عرفوا كيف يتحكمون بالعقل لكي يتحكموا بالقرار ويؤثروا فيه».ويرى عدوان أن التوراة أصبحت المرجعية الوحيدة للتاريخ في المنطقة للقبول بتاريخ إسرائيل كما تروي الدراسات الغربية التي تتخذ من التوراة مرجعاً لها..لنكتشف أرضية التماهي والتلاقي اليهودي – المسيحي الأوروبي والأميركي بالطبع.

مقتطف من الكتاب



بعد قراءتك لكتاب كيت وايتلام عن تلفيق تاريخ إسرائيل التوراتية ستعرف لماذا وصف إدوارد سعيد مؤلفه بالشجاعة , فالمؤلف لا يناقش فقط بل يقاتل بالحجة . وهو يقاتل اليهود الذين ستعرف أنهم يتحكمون بعقل العالم . وهو يقاتلهم ضمن ميدان اختصاصي دقيق : تاريخ فلسطين القديم وبأسلحتهم الأكاديمية ذاتها .
كانوا قد قرروا , من خلال ركام عالٍ من الدراسات الأكاديمية , أنه لم يكن هناك تاريخ فلسطين إلا التاريخ اليهودي . وهذا لم يكن بحثاً في التاريخ أو بحثاً في الحقيقة , بل كان جزءاً من المشروع الصهيوني الذي يفعل فعله في العقل الأوروبي , مثلما يفعل اللوبي الصهيوني فعله فى كواليس السياسة العالمية المعاصرة . ومثلما استعمروا فلسطين فإنهم يستعمرون العقل والبحث العلمي . ومثلما أراد الصهاينة المعاصرون تجاهل وجود شعب فلسطيني في فلسطين – علي اساس أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض – كذلك فقد أقاموا توازياً تاريخياً يجعل من فلسطين في التاريخ أرضا ً خالية من الشعب والحضارة , بحيث لا وجود لأي تاريخ في تلك الأرض سوي التاريخ اليهودي .
تهويد المعرفةوقد قدمت الدراسات ضمن المؤسسات الأكاديمية التى تضغط بثقلها العلمي , وبحيث تحول الاجتهاد إلى رأى عام ثم إلى بديهية مسلم بها .
ووايتلام يتصدي لذلك بعلمانية وصدق , وحماس لا يخرجه عن القدرة علي الإقناع والمحاججة .
ولكن .. هل كان لليهود ذلك النفوذ على المؤسسات الأكاديمية والبحث العلمي ؟ وكيف حققوا ذلك ؟
ليست المسألة مجرد مسألة لوبي صهيوني أو يهودي , نشيط وفاعل ومؤثر في هذا البلد أو تلك المؤسسة . و ليست مجرد ضغوط بالمال للسيطرة على الإعلام أو للسيطرة على قرارات الدول . بل هي مسألة العوامل التي ساعدت هذا اللوبي على الوجود , وسهلت له عمله .
سنتبين أن هذه العوامل الساعدة على ترعرع النفوذ اليهودي في العقلية الأوربية كانت موجودة قبل السياسة والاقتصاد . لقد كان اليهود متواجدين ومؤثرين قبل وجود مشروعهم الصهيوني . وبحيث صار هناك صهاينة غير يهود , ومتهودون بفعل الثقافة والتحرر والحس الإنساني والحمية الدينية .
خارج السياسة والاقتصاد كانوا موجودين في الثقافة والدين الأوربي , الذي هو الدين المسيحي حتماً .
وفي الوقت الذى كان المشروع الصهيوني يتبلور حركة سياسية ثم استعمارية ثم استيطانية , كان هناك مشروع يهودي , صهيوني , ومتصهين غير يهودي بالضرورة , يجتاح العقل الأوربي الذي يستعمر العالم مادياً وثقافياً وفكرياً .
وحين سيطروا على العقل الاوربي الغربي سيطروا على عقل العالم .
فعقل العالم سواء اعترنا ام لم نعترف , قد صار عقلاً غربياً . الغرب هو المهيمن على مقدرات العالم وعلى ثرواته وأفكاره . وهو الذي يرسم مصيره . ويطلق عليه الأسماء والتوصيفات , ويرسم لدوله الحدود , ويقرر له القيم الثقافية والفكرية والسياسية والعلمية .


واليهود ركزوا جهودهم على مركز القوة هذا فى العالم . وبتتبع ولاءاتهم المتذبذبة بين هذه الدولة وتلك من دول المركز الأوربي , ظلوا يدورون فى فلك الغرب الذي يحكم العالم . فعرفوا كيف يتحكمون بالعقل لكي يتحكموا بالقرار أو يؤثروا فيه .
وربما كان غيرنا من الشعوب لايحس بسيطرتهم او لا يتحسس منها . ولذلك أيضاً فالآخرون يتقبلون طروحات اليهود المغلفة بالعملية والاكاديمية حيناً , والدينية والقدسية أحياناً أخري . ولعلنا , نحن أيضاً , ما كنا لنحس بذلك لولا صراعنا معهم خلال القرن الماضي , وانكفاؤنا داخل هذا الصراع غير المتكافيء .
صحيح انه كان هناك قلة من اليهود لم يكونوا صهيونيين . ولكن صحيح أيضاً ان اليهود , فكرياً وثقافياً وسياسياً , تحولوا إلى جراد .
جراد سريع التفريخ , شره للالتهام . فالتهم الجراد اليهودي عقل الغرب , وتغلغل فى مصادر تغذية هذا العقل من دين وثقافة , في الوقت الذي كان فيه يسعي إلى التام أراضي وثقافات وحضارات وتواريخ وشعوباً في العالم . وكنا نحن الضحية الاولى والأساس للشره الصهيوني .

بيانات الكتاب

الأسم : تهويد المعرفة
تأليف : ممدوح عدوان
الناشر : دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
رقم الطبعة : الطبعة الثانية
تاريخ الطبعة : 2007

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

تحميل الكتاب مجاناً



قراءة الكتاب اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق