الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

دراسة في الشخصية الإسرائيلية (الأشكنازيم) ..... لــ قدري حفنى

دراسة في الشخصية الإسرائيلية (الأشكنازيم) ..... لــ قدري حفنى

مقدمة المؤلف

بدأ اهتمامي بموضوع هذه الدراسة إثر هزيمة يونيو سنة الف وتسعمائة وسبع وستين , أى بعد ان مضي على قيام الكيان الإسرائيلي ما يقرب من ربع قرن ... وتلك نقيصة لا يخفف إقرارى بها من إحساسي بوطاتها . ولا يجدي أى تبرير قد اصطنعه لها فى التقليل من مسئوليتى عنها . وكل ما امله هو ان يسهم اعترافي بها فى الحيلولة بيني وبين التقاعس من جديد , وفى دفع غيري من أبناء جيلي نحو المحاولة فى هذا المجال , وفي تعويذ جيل الباحثين والدارسين الجدد فى وصمة التقاعس عن دراسة العدو .
وللحقيقة , فإن سعيي المتأخر لتدراك تقصيري لم يكن سعيا داتيا خالصا , لقد تكاتفت جهود شتي لدفع الاهتمام الذاتي نحو الإنجاز الموضوعي .


مقتطف من الكتاب

للمعرفة الإنسانية تراث هائل تراكم تاريخياً وما يزال , وليس كل ما تضمنه ذلك التراث علماً , فالخرافات والاساطير والمعتقدات الخاطئة تمثل جانباً لا يستهان به من ذلك التراث . ومن هنا وجب علينا ان نلتمس موقعاً لدراستنا فى خضم المعرفة الإنسانية الذى يجمع بين العلم والخرافة , خاصة أن موضوع سيكولوجية الشعوب او الجماعات عرضة أكثر عن غيره للوقوع فى منزلقات التفكير الخرافي .
دراسة في الشخصية(اولاً العلم ) :
لعل الباحث فى مجال العلوم الطبيعية لا يجد ضرورة ولا نفعاً على الإطلاق فى أن يدلل فى مستهل بحث يقوم به على أن موضوعه يدخل فى نطاق العلم , ولكن موقف الباحث فى مجال العلوم الإنسانية يفرض عليه مثل ذلك التحديد لأسباب عديده أهما :
أن العلمية التاريخية التى تم من خلالها وعي الإنسان بتمايز المرعفة العلمية عن المعرفة غير العملية قد اقتضن أن يبدأ ذلك التمايز بمجال العلوم الطبيعية , وبالتالي فقد اكتسبت تلك العلوم شرعيتها العلمية فى مرحلة أسبق تاريخياص , وقد أدي ذلك ألى نوع من المطابقى بين العلم والعلوم الطبيعية بحيث لم تعد علمية تلك العلوم مضوعا للمناقشة فى حين أن العلوم الإنسانية وهى العلوم الاحدث تاريخياً لم تطرح قضية شرعينها العلمية الأ مؤخرا . بل لعلنا لا نبالغ كثيراً إذ ما قلنا إن الكثير من فروع تلك العلوم مازال يقاتل من أجل إثبات انتمائه غلى العلم .
أن ذلك الصراع من أجل اكتساب العلوم الإنسانية لطابعها العلمي قد انعكس داخل مجال تلك العلوم نفسها , بمعني انه قد اأصبح ثمة جدال شديد داخل الكثير من فروع تلك العلوم حلو علمية او عدم علمية موضوعات أو نظريات او حتي مناهج بحث بعينها , يراها أصحابها مستوفية لشروط العلم تماماً وينظر إليها غيرهم من أبناء نفس التخصص كما لو لم تكن من العلم فى شىء من الاطلاق
لذلك يبدو مقبولا – بل لازماً – أن يؤكد الباحث فى مجال العلوم الغنسنانية انتماء تخصصه وموضوع بحثه , بل والمنهج الذى ينوى إتباعه غلى ذلك الجانب من المعرفة الإنسنانية الذى يحمل اسم العلم .


لقد تعددت التعريفات التى قدمها العلماء المتخصصون وفلاسفة العلوم ومؤرخوها للعلم . ولعل هذا التعدد يكشف فى حد ذاته عن صعوبة تلك المهمة , وهو ما عبر عنه برنال بقوله : " إن منهج العلم ليس بالشىء الثابت , بل إنه عملية تنمو باستمرار , ولا يمكن الإحاطة بمنهج العلم دون استكشاف علاقات ذلك المنهج بالطابع الاجتماعي للعلم ذاته و بالتالي فإن المنهج العلمي شانه شأن العلم نفسه يستعصى على التعريف .

بيانات الكتاب

الأسم : دراسة فى الشخصية الإسرائيلية ( الأشكنازيم )
تأليف : قدرى حفنى

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

تحميل الكتاب مجاناً



قراءة الكتاب اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق