حول الدين والديمقراطية .... لــ نجيب محفوظ
مجموعة من المقالات كتبها نجيب محفوظ بسنواته عمره العشر الأخيرة , وقد نشرت مقالات هذا الكتاب بالأهرام فى الفترة ما بين 1974 و 1985 .مقتطف من الكتاب
يدرس الدين فى المدرسة كمادة علمية , تعرض أبوابها ىيات قرآنية واحاديث نبوية وعقائد وعبادات , ونحواً من السير . يحفظها التلميذ ويمتحن فيها , ثم ينساها بعد ذلك كما ينسي غيرها من العلوم التى تخرج عن نطاق تخصصه . وهو لا يكاد يهضم منها إلا القليل , ويتعثر بين معانيها الدقيقة وأسلوبها الجزل , ويعاني فى ذلك ما يعانى .لذلك فإنني أدعو إلى أن يكون درس الدين تربية روحية , تتلقى فى جو من التعاطف والإرشاد والمحبة , بعيداً عن معاناة الحفظ والتسميع والخوف من السقوط , مع الاقتناع الكامل بان الدين ليس معرفة تحفظ , ولكنه معاملة وسولك تقوم عليها الحياة الإنسانية الكريمة .
ولذلك أيضاُ فأنني اتصور ان تكون السيرة هي العماد الاول لهذه التربية بما هي حياة وسلوك ورؤية ومثل اعلي , فتدرس السيرة النبوية بدءاً من السنة الأولي الإبتدائية حتي السنة الثانية الثانوية , تعرض فى السنة الأولى فى صورة مبسطة يسيرة , ثم تتدرج فى النمو والتفاصيل عاماً بعد عام , وتتضمن من الآيات ما يناسب المقام وما تتطلبه الحاجة . فآيات الصلاة تقرر فى سن معينة و كذلك آيات الصوم , مع التركيز على آيات القيم والأخلاق والاهداف الإنسانية .
وعلى أن يتم تقدير التلميذ فى هذا الدرس أيضاً من خلال سلوكه بين أقرانه ومعاملته لمدرسيه , موقفه من تحصيل العلم , ورأيه فى العدالة الاجتماعية والعنصرية والتسامح الديني , وعدم التعصب , والوحدة القومية .
أما فى السنة الثالثة الثانوية فيدرس التلميذ كتاباً يتضمن نخبة من آراء قادة الفكر المسلمين – وغيرهم من المنتمين إلى ديانات أخري – فى الإسلام وقيمة الإنسانية , ورسالته فى العصر الحديث .
وأتصور أيضاً أن تكون درجة نجاح التلميذ فى مادة " السلوك " هي درجة نجاحه فى التربية الدينية .
هل توجد فى شعبنا تيارات سياسية مختلفة ؟
هل وجدت هذه التيارات سبيلها إلى الاتحاد الاشتراكي ؟
نعم , وقد وضح ذلك بصورة بينة عند غنشاء المنابر المقترحة , اقترح إنشاء منبر يساري , وثان ديني , وثالث ليبرالي .. الخ .. وإذن فهذه التيارات موجودة فى الاتحاد الاشتراكي , وهى تعمل فى نطاق تحالف قوي الشعب مجمدة نشاطها الذاتي الخاص امتثالاص للظروف .
بيانات الكتاب
الأسم : حول الدين والديمقراطيةتأليف : نجيب محفوظ
الناشر : الدار اللبنانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق