الأحد، 20 أكتوبر 2013

رائد الفكر المصرى الإمام محمد عبده ... لــ عثمان أمين

رائد الفكر المصرى الإمام محمد عبده ... لــ عثمان أمين

توج عثمان أمين جهده العلمي في هذه الفترة بحصوله على الدكتوراة برسالة هامة عن الإمام محمد عبده، وكان به معجبًا وله مقدرًا، حيث يعده واحدًا من رسل الوعي الإنساني، ويرى إذاعة مذهبه الذي يمثل أجمل ما في الفكر الإسلامي الحديث، وأبقى ما في الروح العربية التجديدية.


مقتطف من الكتاب

رائد الفكر المصرىترجع معرفتنا بأهم ما يعنينا من حياة الأستاذ الإمام محمد عبده إلى مصدر ممتاز , نظراً لصدقه وأصالته وندرة مثيله فى التراث العقلي الإسلامى : ذلك المصدر هو سيرة المفكر المصرى , كتبها هو نفسه , حين آذن نجم حياته بالأفول , وكان ذلك إجابة على اسئلة وجهها اليه بهذا الصدد تلميذه السيد رشيد رضا . وتحت يدانا أيضاً , بقلم الإمام عدد من الوثائق والمخطوطات ذات الأهمية البالغة عن أسرته وتربيته الأولي .
ولد محمد عبده سنة 1948 فى قرية مصرية – محلة نصر – من ابوين مصريين متوسطي الحال . وتعلم القراءة والكتابة فى منزل والديه , دون ان يذهب إلى " الكتاب " .
ثم ذهب إلى " الجماع الأحمدى " فى طنطا , ليتعلم تجويد القرآن وقواعد اللغة العربية . لكن منهج التعليم فى " الجامع الأحمدى " كان منهجاً وعراً شاقاً , يخالف ما تقضى به أبسط قواعد التربية . وكاد الصبي أن ينصرف عن العلم وان يشتغل بالزراعة , اولا ان فيض من الله له ان يتلقي – وهو فى عنفوان أزمة نفسية – باحد اخوال ابيه , الشيخ درويش , وهو رجل صوفى طيب القلب ذكى الفؤاد , استطاع فى خمسة عشر يوماً أن يروض جماح الفتي , وان يوجهه إلى المعانى القدسية واللذائذ الروحية . وقد تحدث محمد عبده نفسه عن ذلك الاثر الطيب الذى تلقاه فى ريعان شبابه فقال : " وتفرقت عنى جميع الهموم , ولم يبق إلا هم واحد , وهو أن أكون كامل المعرفة , كامل أدب النفس . ولم احد إماماً يرشدني إلى ما وجهت إليه نفسى إلا ذلك الشيخ , الذى أخرجني فى بضعة أيام من سجن الجهل إلى فضاء المعرفة , ومن قيود التقليد إلى إطلاق التوحيد ... هذا الشيخ هو مفتاح سعادتي , إن كانت لى سعادة فى هذه الحياة الدنيا , وهو الذى رد لى ما كان قد غاب عني من غريزتى , وكشف لى ما كان خفى عنى مما أودع فى فطرتي " .


والحادث الجلل فى شباب محمد عبده هو التحاقة سنة 1866 بالجامع الأزهر , اهم مركز للثقافة الإسلامية . وانفق محمد عبده فى تلك الجامعة زهاء ثلاث سنين , دون ان يجني فائدة تذكر من الدروس التى كان يستمع إليها هنالك . ولا شك ان مرجع ذلك إلى طريقة التدريس السائدة فى الأزهر , تلك الطريقة الجامدة العقيمة التى كانت تفرض على طلاب العلم مختصرات لاتفهم إلا بشروح وحواش وتقارير , وإنما تزحم ذاكرتهم بحشد مشوش من المعلومات النحوية المتشابكة والتدقيقات اللفظية التى تزهق الفكر وتعوقه عن النمو . فأنصرف الشباب عن العلوم الأزهرية , وتطلعت نفسه إلى علوم جديدة .
وفي ذلك الحين ألمت به أزمة نفسية , جعلته ينقطع عن الدروس , ويمارس ضروب الزهد والرياضة , ويحاول أن يعتزل العالم ويفر من الناس . لكنه اجتاز هذه الازمة الصوفية بفضل الشيخ درويش ايضاً .
وكان من حسن حظه ان التقي بشخصية عظيمة سيكون لها أثر عميق , يلهمه ويجهه كما فعل خال أبيه من قبل . وكانت تلك الشخصية فى هذه المرحلة شخصية رجل ثائر وبطل من أبطال التحرير , وهو السيد جمال الدين الأفغاني .

بيانات الكتاب

الأسم : رائد الفكر المصرى الإمام محمد عبده
تأليف : عثمان امين
الناشر : المجلس الأعلى للثقافة
الحجم : 9 ميجا

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

تحميل الكتاب مجاناً



قراءة الكتاب اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق