التحليل النفسي للأحلام ... لــ عبد المنعم الحفني
الكتاب الجامع لنظريات تفسير الأحلام، والطريقة العلمية الحديثة للتفسير، ولزوم التحليل النفسي للأحلام كأداة لتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية ومعرفة الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية للحالم. والفرق بين أحلام الشباب والشيوخ والأطفال والأسوياء والمرضى والذكور والإناث ....المقدمة
وتفسير الأحلام كوسيلة من وسائل مطالعة الغيب أو استكناه المستقبل ينضاف إلى وسائل أخرى كثيرة لعلها أكثر شهرة من تفسر الأحلام. وربما كان الاقبال على قراءة الكف أو الفنجان من الممارسات اليومية للناس، وربما كان ذلك عن حاجة حقيقية أو للتسلية. وليس تفسير الاحلام من ذلك. وبعد ان كان الاهتمام بالأحلام منذ فترة ليست بالبعيدة عظيماً حتى لكأن تشبيه هذا المجال الجديد بأنه كاكتشاف أميركا، لم تعد الأحلام تحظى من العلماء وخاصة علماء النفس والتحليل النفسي والأنثروبولوجيا بالاهتمام نفسه، ويبدو أنهم تركوا أمرها كالسابق لمرتزقة قراءة الطوالع فصرنا نقرأ إعلانات لكتب في تفسير الأحلام وكأنها القواميس، كأن يحلم الشخص أنه تلقى سالة، فيفتح الكتاب على حرف الراء مادة رسالة، ليجد أن الحالم الذي يحلم أنه تلقى رسالة فإن ذلك يشير بأنه سيتقلد منصباً أو يرزق مالاً او ولداً !!
وما تشهده سوق الكتب العربية لا يعدو إعادة صياغة لكتابين مشهورين هما "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" لابن سيرين، و "تعطير الأنام في تعبير المنام" لعبد الغني النابلسي. وتتناول الصحف أو كتاب هذه الصحف مقتطفات منهما يسوقونها سياقة عصرية وبأسلوب العصر، ويشفع لهم أن الكتابين السابقين خلاصة الحكمة القديمة في مجال تفسير الأحلام وهو ما سنعرض له من بعد.
وهناك ترجمة لكتاب فرويد "تفسير الأحلام" لا يجرؤ صحفي ولا كاتب على الاقتباس منه، ولا يشار إليه، ربما لصعوبة في النقل عنه، وربما لصعوبة في الإحاطة به وفهم مراميه، وللأسلوب الاستطرادي الذي اتبعه فيه فرويد، والذي جعله عند الترجمة جافاّ شديد الجفاف، مع أن الكتاب في الأصل الألماني سهل العبارة وكثير التشويق.
وربما يكون انصراف أطباء العلاج النفسي عن تفسير الأحلام بالنظر إلى الاتجاهات المادية التي تسود حياتنا الفكرية المعاصرة، حتى لقد صار على الاقتصاد هو العلم الأول، وصار تفسير كل قيمة في ضوء ما تعود به على الناس من نفع مادي. ولو خير الناس بين أن يناموا أو يقضوا بقية عمرهم في السعي دون نوم لاختاروا عدم النوم. والنوم عند الغالبية وقت ضائع. ولئن كان من الثوروي أن ننام فلا بأس أن يخلو ذلك من الأحلام. ويختلف اتجاه الناس بشأن الأحلام، فمن كانت له ميول غيبية فإنه يحب أن يعرف ما تعنيه الأحلام التي يراها في المنام، وقد يكون لها تأثير على سلوكه في الحياة ومع الناس، وقد يقبل على تفسيرها إقباله على قراءة تنبؤات الفلك ومطالعة الفنجان. ومن لم تكن له هذه الميول وله طبيعة جافة عملية انصراف عنها بالكلية ولا يكاد يحلم، وإذا حلم لا يكاد يذكر ما يحلم، وما يذكره يحسبه أغاث أحلام.
بيانات الكتاب
تأليف: عبد المنعم الحفني
سلسلة: موسوعة عالم علم النفس
الناشر: دار نوبليس
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
سنة النشر: 2005
الحجم: 9 ميجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق