صفحات في التعليم والنهوض بالشخصية ... لــ عبد الكريم بكار
قد علمنا -تعالى-على نحو لا لبس فيه أن كل شيء في حياتنا يمكن أن يتحسن إذا حسنا سرائرنا و شحذنا عزائمنا , و تخلصنا مما علق بعقولنا و نفوسنا من شوائب ضارةونحمد الله تعالى أن كثيرا ً من المسلمين اليوم و لا سيما الشباب قد وعوا فعلا ما قرره القرآن الكريم في هذا الشأن , ولهذا فإننا نجد إقبالا ً واسعاً على كل الكتب التي تساعد على تنمية الشخصية و الارتقاء بالذات , كما أننا نجد إقبالا مماثلا ً على الرحلات و البرامج التدريبية التي تهتم بذلك , وهذا كله يبعث على التفاؤل , آمل أن يكون لهذه المقولات مساهمة في ترسيخ الفكر الجديد في بناء الذات و النهوض بالشأن الشخصي
المقدمة
واليوم اخذ العرب والمسلمون يشعرون بفداحة الخسارة التي لحقت بهم نتيجة ضعف مؤسساتهم التعليمية ونتيجة تسرب أبنائهم من المدارس قبل إكمال تعليمهم الأساسي , وهذا جعل كثيراً من الدول الإسلامية تزيد في الأموال المرصودة للتعليم , كما جهل كثيرًا من الآباء يبحثون عن مدارس جيدة لأبنائهم , مما يعني أن عهداً جديداً في الاهتمام بالتعليم قد بزغت شمسه , وهذا ما يجعلني أشعر بالغبطة والسرور , لكن يجب أن نقول : إن مؤسساتنا التعليمية أصيبت خلال السنوات العشر الماضية بشيء خطير , هو فقد كثير من المعلمين الحماسة للتعليم , وفقد كثير من الطلاب الحماسة للتعلم , وهذا شيء يدعو إلى الأسف , لأن ضعف الرغبة في نقل المعرفة واكتسابها يجعل كل تجهيزاتنا التعليمية غير ذات معنى , وما قيمة مائدة فاخرة في نظر عليل فقد الشهية للطعام ؟!
هذا هو واقع الحال، لكن علينا ألا نيأس حيث إن هناك محاولات جادة كثيرة للخروج من هذا النفق، نسأل الله أن يكتب لها التوفيق والنجاح.
أصل هذا الكتاب رسائل أرسلت عبر جوال المعلمين والمعلمات للمشتركين في هذه الخدمة، وتلك لرسائل كانت تستهدف على نحوٍ أساسي ثلاثة أمور:
الأول: الارتقاء بشخصية المعلم وإثراء خبراته التعليمية.
الثاني: تسليط الضوء على أساليب التعليم وإبداء الملاحظات على ما يعتريها من قصور.
الثالث: توضيح ملامح (الجو التعليمي) الجيد بما فيه من مفاهيم وآداب ونظم وعلاقات. وقد أحببت أن اصطفي من تلك الرسائل ما أعتقد أنه أكثرها نفعاً، ثم أقوم بنشره راجياً من الله تعالى أن يجعل ما اصطفيته إسهاماً متواضعًا في محاولات النهوض بالمعلم والتعليم.
بيانات الكتاب
تأليف: عبد الكريم بكار
الناشر: دار السلام
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
سنة النشر: 2011
الحجم: 3 ميجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق