الفقر والفساد في العالم العربي لــ سمير التنير
ما هو الفساد، وما أسبابه وأنواعه، وهل هو ظاهرة تصعب السيطرة عليها؟يعالج هذا الكتاب العلاقة الجدلية بين ظاهرتي الفقر والفساد اللتين تعمّان العالم، وخاصّة في البلدان التي يسمّونها بالبلدان النامية. ويعرض أشكال الفساد المالي والاقتصادي والإداري والسياسي في لبنان؛ وارتباط هذه الظاهرة بانتشار الفقر في معظم البلدان العربية.
لا يطمح هذا الكتاب المؤلَّف من دراسات استراتيجية صغيرة، تعتمد منهج التحليل الاقتصادي، الأقدر من غيره على تفسير ظواهر الحياة الاجتماعية، إلى تقديم دراسة شاملة. كل ما يبتغيه هو إضاءة شمعة صغيرة على طريق إقامة مجتمع العدالة والمساواة، في دولة حديثة متقدّمة
مقتطف من الكتاب
الفساد ظاهرة منتشرة في بلاد المعمورة كافة، بغض النظر عن أنظمتها السياسية، فهو موجود في الجمهوريات الديموقراطية، والديكتاتوريات العسكرية على السواء، وفي النظم الاقتصادية المختلفة من الاقتصادات المفتوحة إلى الاقتصادات المغلقة ذات التخطيط المركزي (على قلتها) كالصين وكوريا الشمالية وكوبا.وقد تفاقم الفساد مع تصاعد سياسات الانفتاح الاقتصادي واتساعها، والنشاط المتزايد لرفع القدرة التنافسية للمنتجات، والذي ترافقه حركة الأموال، وحركة غسل الأموال، المتصلة بالجريمة المنظمة. وبلغ في التسعينيات درجات غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم. وذلك لتزايد الوعي بضرورة مكافحته. وأظهرت الأبحاث العديدة التي نشرت من قب المؤسسات المتخصصة المكلفة الباهظة التي يطلبها القضاء على الفساد، كما أظهرت دوره في أعاقة النمو وتخريب التنمية على المستوى الاقتصادي، وانعكاس ذلك على الوضع الاجتماعي في أي بلد يعاني تلك الآفة الخطيرة.
إن مكافحة الفساد تقتضي الدعوة إلى إقامة الندوات والمؤتمرات حول هذا الموضوع الشائك والمعقد، ووضع الأبحاث والدراسات التي تفضح الطرق والأساليب الشيطانية التي يلجأ إليها المفسدون. وهي أساليب مبتكرة في غالب الأحيان. وقد عقد المؤتمر الأخير حول هذا الموضوع في الكويت. وتناول موضوع الفساد من منظور اقتصادي. وذكرت منظمة الشفافية الدولية على لسان رئيسها ان حجم الخسائر التي تلحق بالاقتصاد العالمي نتيجة انتشار ظاهرة الفساد بأشكالها المختلفة يقدر بأكثر من 400 مليار دولار سنوياً. كما أوضح ان ظاهرة الفساد أصبحت من المظاهر الرئيسية التي تهدد جميع أشكال التطور التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وتؤثر سلباً في مسيرة الدول الاقتصادية وسعيها نحو تحقيق اعلى معدلات النمو، ورأى أن الفساد في العديد من دول العالم ينطلق أحياناً من ضعف السلطة السياسية أو نتيجة إغفال تطبيق القوانين. وأبدي ذلك المؤتمر اهتماماً خاصاً بالفساد في البلدان النفطية، مشيراً إلى أن الدول التي تعتمد على الثروات الطبيعية تحتاج إلى بناء معايير خاصة بالشفافية، كما يجب على تلك الدول إعطاء معلومات مفصلة عن تلك الثروات في مختلف مراحل الإنتاج والتصدير.
ولكن ما هو الفساد، وما هي أنواعه، وهل هو ظاهرة يصعب السيطرة عليها أم أنه ظاهرة يختص بها بلد معين في وقت معين؟ وكيف يمكن اكتشاف بسرعة وما هي الوسائل المتاحة للقضاء عليه؟ وأي دور يلعبه في هذا المجال أصحاب السلطة المرتبطون بالطبقة السياسية والاقتصادية الفاسدة؟
تعرف منظمة الشفافية العالمية الفساد بانه "استغلال السلطة من أجل المنفعة الخاصة". أما البنك الدولي فيعرف الفساد بانه "إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص، فالفساد يحدث عادة عندما يقوم موظف بقبول أو طلب ابتزاز أو رشوة لتسهيل عقد أو إجراء طرح لمنافسة عامة، كما يتم عندما يعرض وكلاء او وسطاء لشركات أو أعمال خاصة تقديم رشى للاستفادة من سياسات أو إجراءات عامة للتغلب على منافسين وتحقيق أرباح خارج إطار القوانين المرعية.
المحتويات
- محاولة في تعريف الفساد
- الآليات الجديدة للفساد
- النتائج السياسية والاقتصادية للفساد مدخل إلى الفساد السياسي
- المال السياسي والفساد
- جغرافية الفقر في الوطن العربي
- أسباب انتشار الفقر في الوطن العربي
- ثنائية الفقر والبطالة في العالم العربي
- استراتيجية محاربة الفقر في الوطن العربي
- هجرة العرب إلى الخارج
- لماذا تهاجر الأدمغة؟
- الهجرة اللبنانية. أرقام ووقائع
- انهيار الطبقة الوسطي وزوالها
- الاتجاهات الاستراتيجية للاقتصاد العالمي
- القوي الاقتصادية الكبرى: تبادل المواقع
- ارتفاع أسعار النفيط ... إلى أين؟
- أسعار النفط وتحليل مستقبل الطاقة
- ارتفاع اليورو والاقتصادات العربية
- نتائج العولمة
بيانات الكتاب
الأسم: الفقر والفساد في العالم العربيتأليف: سمير التنير
الناشر: دار الساقي
رقم الطبعة: الطبعة الأولي
تاريخ النشر: 2009
الحجم: 5 ميجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق