الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

لماذا الدين ضرورة حتمية؟ لــ هوستن سميث

لماذا الدين ضرورة حتمية؟ لــ هوستن سميث

في هذه الدراسة النقدية يناقش البروفيسور الأمريكي الصوفي المشرب والدكتور في الفلسفة (هوستن سميث) الأزمة الروحية الحاضرة لإنسان عصر الحداثة وما بعدها، ويقدم لنا دراسة نقدية فلسفية واجتماعية وعلم-نفسية وتاريخية تشرح ملامح تلك الأزمة وما أنتجته من تصور مادي للعالم يقلص وجود الإنسان ويحرمه من كل أبعاده الروحية وما يتبع ذلك من اختناق روحي وفقدان للأمل

مقدمة المترجم



منذ عصر النهضة وما تلاه من ازدهار كبير للعلوم التطبيقية، افتتن الكثيرون في الغرب بالانتصارات الهائلة للعلم وما افرزته من تكنولوجيا ومنتجات قلبت وجه الحياة، فتصوروا أن العلم سيكون بعد وقتٍ قريبٍ قادراً على أن يحل كل شيء، وأن لا حقائق خارج المختبر. لكن المتعمقين في العلم كانت لهم دائماً وجهة نظر مختلفة، إذ عرفوا أن العلم يتحرك ضمن نطاقه الخاص المادي المحدود، في حين أن المعرفة نطاقها أوسع بكثير، فالعلم يصف لنا كيف تعمل الأشياء، ولكن ليس في مقدروه الإجابة عن العلة الغائبة من وجودها؟ ولماذا نحنا هنا في هذا العالم؟ وما المراد من كل ذلك؟؟ كما أنه ليس في مقدوره تحديد القيم والمثل المعيارية والأخلاقية ولا يخبرنا بشيء عما وراء المحسوس، وهي أسئلة يري مؤلف الكتاب أن أفضل من أجاب عنها هو الرؤيا التقليدية للعالم كما هي في جوهر الأديان العالمية.
لماذا الدين ضرورة حتميةفي هذا الكتاب يناقش البروفيسور الأمريكي الصوفي المشرب والدكتور في الفلسفة "هوستن سميث" – أستاذ الفلسفة وعلم الأديان في عدة جامعات أمريكية وصاحب كتاب "أديان العالم" الرائع والأكثر رواجاً – الأزمة الروحية الحاضرة لإنسان عصر الحداثة وما بعدها , ويقدم لنا دراسة نقدية فلسفية واجتماعية وعلم-نفسية وتاريخية تشرح ملامح تلك الأزمة وما انتجته من تصور مادي للعالم يقلص وجود الإنسان ويحرمه من كل أبعاد الروحية وما يتبع ذلك من اختناق روحي وفقدان للأمل وسيطرة للمادية والفردية والاستهلاكية والعلمية والأنظمة القانونية المتنكرة للقيم الدينية والسياسات الحكومية المجردة من المبادئ الأخلاقية (خاصة في وطنه الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الحضارة الغربية) مشبهاً ذلك "بنفق مظلم" حبس فيه إنسان الحداثة الفاقد للإيمان. ويتتبع المؤلف الأسس الفكرية والفلسفية التي يستند إليها هذا المفهوم العلمي المادي للعالم فيفندها تفنيداً علمياً غاية في الموضوعية , ليقدم في النصف الثاني من الكتاب مؤيدات التصور الديني للعالم من خلال عدة فصول يطرح فيها معلومات علمية وفلسفية غاية في الروعة تدعم الإيمان بالله وبالروح وببقاء الوعي والحياة الشعورية بعد الموت , موضحاً القاسم المشترك بين أديان العالم الكبرى في هذا الصدد , داعياً في مطلع الألفية الثالثة إلى مجتمع تحترم فيه الروح الإنسانية وتشجع لا ستتمار إمكانياتها الرائعة كاملة , وتلتقي فيه القوتان الأقوى في التاريخ (الدين والعلم) ليحلا خلافاتهما ويرسيا أصول التعاون والعلاقة المتبادلة بينهما , ويستمر فيه الدين يلعب دوره الذي لا غني للبشرية عنه , بوصفه المصدر الحيوي الزاخر للحكمة الإنسانية و والبوصلة الأخلاقية التي يجب أن تقود مسيرة حياتنا.


هذا وقد استشهد المؤلف في أثناء كلامه باقتباسات من كلام العديد من الشخصيات العلمية والأدبية والفلسفية، وأحال لكثير من التيارات الفكرية والفلسفية والدينية التي قد يكون بعضها مجولاً لدي بعض القراء مما استدعى أن أعلق حواشي مختصرة توضح الشخصية المذكورة في المتن أو تشرح التيار الفكري أو الفلسفي المذكور، فحواشي الكتاب بأسرها للمترجم، أذ لم يضع المؤلف في كتابه أية حاشية مطلقاً. ولمزيدٍ من الفائدة أضفت إلى آخر الكتاب ملحقاً كشافاً بأهم المصطلحات الفلسفية والشخصيات والتيارات المذكورة فيه.
هذا ومما يجدر ذكره أيضاً ان المؤلف استطرد في بعض المواضع من كتابه بذكر أمور اجتماعية أو قصص شخصية لا علاقة لها مباشرة بموضوع الكتاب ولا تهم القارئ العربي فأثرت حذفها طلباً للاختصار، وقد حاولت جهدي أن تكون ترجمتي بعيدة عن الحرفية سهلة المنال، ولو أدي بي ذلك إلى التصرف وتغيير الأسلوب تماماً في بعض المواضع – مع الاحتفاظ بالمعني بكل دقه – حرصاً على إيضاح أفكار المؤلف بلغة عربية سلسة.
 

بيانات الكتاب

الاسم: لماذا الدين ضرورة حتمية؟ مصير الروح الإنسانية في عصر الإلحاد
تأليف: هوستن سميث
ترجمة: سعد رستم
الناشر: دار الجسور الثقافية

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

تحميل الكتاب مجاناً



قراءة الكتاب اونلاين

أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق