تاريخ الأدب التركى .... لــ حسين مجيب المصرى
يقدم كتاب "تاريخ الأدب التركي" لحسين مجيب المصري، ملامح ومعالم تاريخ الأدب التركي في إطار واضح ومُيَسَّر، فالكتاب مقسم إلى ثلاثة فصول رئيسية: الأدب القديم (الدور الأول)، والأدب القديم (الدور الثاني)، والعصر الحديث، بالإضافة إلى فصل خاص عن الأدب الشعبي
المقدمة
الترك من نعرف ونألف – نحن المصريين – منذ الزمان الأطول , فقد عهدناهم غزاة فاتحين وولاة وخلفاء وسلاطين , وعاشوا بين ظهرانينا فكان للخلطة أثرها , وللعشرة احكامها , وأصهرنا إليهم فانجبت لنا جواريهم وحرائرهم , وأصبح من بيننا متكلم بلسانهم ومتسم بصفاتهم ومتميز بملامحهم , ولا تمر بنا ساعة مصبحين ولا ممسين من غير ألفاظ تركية كثيرة او قليلة تملأ أفواهنا ومسامعنا . ولئن عرفت مصر الترك , لقد عرفتهم الشام وبلاد المغرب وارتبط بهم الحجاز والعراق . وتاريخهم من الاهمية بمكان عظيم , وهو
موصول بعهد طويل من تاريخ الشق العربي فعجب اى عجب ان تفتقر المكتبة العربية إلى كتاب فى تاريخ الأدب التركي. إن النفس لتذهب فى تعليل ذلك مذاهب شتي , واول احتمال يعن لنا ان المتأدبين العرب لم يأخذوا من أدب الترك بطرف او انهم نظروا فيه نظره عجلي ومروا عليه مر النسيم , وإذا صح هذا على جمهرتهم فإنه لا يصح على بعضهم ممن توفر على دراسة التركية حتي حذقها كل الحذق بعد ان أسلست له من قيادها وملكته ناصيتها وعرف منها صعوبة قد تفوق صعوبة العربية . أما الاحتمال الثاني فخلو التركية من أدب يستحق النظر ويستلزم التأريخ , وهذا راى شائع لا يشعر الأخصائي تجاهه إلا بأليم الأسف لانه ظلم صراح وباطل زهوق , وإن كان الباعث عليه واضحا بينا , فقراءة التركية فى ادبها القديم بخاصة تستوجب إلماما كافيا بالفارسية , وما ذاك إلا لورود ألفاظها وتراكيبها فى الجملة التركية , وقد تبلغ من الكثرة مبلغا يجعل بعض الجمل كلاما فارسيا فى لفظة تركيا فى نحوه . وغني عن البيان ان العلم بهاتين اللغتين فى آن يعز منالا إلا على القلال . ومن ثم فترت الهمم عن قراءة أدب الترك , فخفيت روائعه كما تخفى الدرارى إلا على غواصها . ويفسر البعض قالتهم بأن الترك فى أدبهم كانو متبعين لا مبتدعين , فقد قلدوا أدب الفرس واحكموا التقليد , حتي جعلوا الأدب التركي فى واقع الأمر تتمة للأدب الفارسى , وهذا كلام لا يخلو من الشطط ولا يثبت على النقد , لأن الفرق واضح بين التقليد والتأثر الشديد , وقد تأثر الترك بالفرس تأثرا توجيهيا فطرقوا معانيها , وستعاروا من أخيلتهم وأقروا لهم بالإجادة وفضل السبق , وعلى حذوهم احتذوا , ومن بحرهم استقوا , والأمثلة على ذلك لا تدخل تحت حصر فقد ترجم شريقى شاهنامة الفردوسي لنفاستها وأصالتها , وترجم نحيفي مثنوي جلال الدين الرومى وهو كنز للشعر الصوفى , أما من عالجوا الشعر القصصي من الترك فكان مثالهم نظامى شاعر القصة فى إيران .
وكل هذا لايغض فى شىء من أدب الترك , ولا جناح عليهم أن سبقهم من الفرس بعض شعراء كانوا أحسن شعرا منهم , كما لا ينسينا ان من الترك من تميز بالأصالة والعبقرية , وليس يصح في الفهم أن ننفي الشاعرية عن شاعر لاحق لأنه تأثر بغيره أو تخلف عن شاعر سابق , وليس الأديب هو صاحب الأدب الجيد فحسب , ولكن الاديب من يعرض الأدب وإن كان متوسط الجودة وادبه يستحق النظر والدرس اسوة بأدب صاحبه المجيد العبقري .
ومما يذكر أن جوته وهاينه وغيرهما من شعراء الألمان تأثروا بشعر الفرس فأحسنوا أيما إحسان , وكان هذا الصنيع منهم موضع إعجاب , وتتلمذ الرومان لليونان حتي قيل إن الرومان الأوائل لم يكونوا فى علومهم وآدابهم سوي ببغاوات اليونان .
بيانات الكتاب
الأسم : تاريخ الأدب التركى
تأليف : دكتور حسين مجيب المصرى
الناشر : الدار الثقافية للنشر
الحجم : 2 ميجا
تحميل الكتاب مجاناً
قراءة الكتاب اونلاين
أشترك بقائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق