السبت، 12 أكتوبر 2013

جنة الشوك ... لــ طه حسين

جنة الشوك ... لــ طه حسين

جنة الشوك ..هى رائعه من روائع عميد الادب العربى وتعد صورة جديدة من صور النقد ولوناً جديداً من ألوان الادب والذى يعتبر هو الاكثر مناسبة وملائمه لعالمنا المعاصر..فعصرنا ممكن ان يكون جنة بالشوك..اذا ما فسرنا عنوان الكتاب من منظور ان الحياة ستكون بالفعل جنة ولكن بشرط ان ننفذ مايوجه لنا من نصائح وانتقادات حتى لو كانت مثل الشوك

المقدمة :

هذا لون من ألوان القول لم يطرقه أدباؤنا المعاصرون , لأنهم لم يلتفتوا إليه , أو لأنهم لم يحفلوا به مع انه من أشد فنون القول ملاءمة لهذا العصر الذي نعيش فيه , فنحن نعيش في عصر انتقالٍ كما يقال لنا منذ أخذنا نعرف الحياة , وعصور الانتقال تمتاز بما يكثر فيها من اضطراب الرأي , واختلاط الأمر , وانحراف السيرة الفردية والاجتماعية من المألوف من مناهج الحياة , وهذا كله يدفع إلى النقد , ويحمل على العناية بإصلاح الفاسد وتقويم المعوج و والدلالة على الحير ليقصد إليه , وعلى الشر لتنكب سبيله و وإظهار ما يحسن وما لا يحسن في صورة قوية أخاذة , عميقة الأثر فى النفوس , شديدة الاستهواء للذوق عظيمة الحظ من ملاءمة الطبع .

جنة الشوكونحن نعيش فى عصرٍ مازلنا نسمع ان عصر السرعة , يقصر فيه الوقت مهما يكن طويلاً عما نحتاج أن ننهض به من الأعباء التي لم تكثر ولم تثقل على الناس في عصر من العصور , كما تكثر وتثقل وتتنوع وتزدحم في هذه الأيام و وهذا كله يحمل على أن نؤثر الإيجاز على الإطناب , ونقصد إلى ما يلائك وقتنا القصير وعملنا الكثير و وهذه اللحظات التى يتاح لنا فيها شىء من الفراغ للاستمتاع بلذات الأدب الخالص والفن الرفيع .

وليس من شك فى أن حياتنا الحديثة قد وجدت من أدبنا الحديث مرآة صادقة تصورها أحسن التصوير وأدقه وأعظمه حظا من إمتاع العقل وإرضاء الذوق وملاءمة الطبع , فقد عرفنا المقاله منذ اواخر القرن الماضي , وعرفنا أنواعها المختلفة وفنونها المتباينة ومحاولاتها الناجحة لتصوير ما نحتاج إلى أن يصور لنا من ضروب الحياة التي نحياها , ناقدة مرة ومقرظة مرة اخرى , معلمة ومعنية بالإمتاه الفني مرة أخرى , متناولة للسياسة على اختلاف ألوانها , وللحياة الاجتماعية على تباين أشكالها , وللحياة العقلية على تنوع فروعها .

ثم عرفنا القصة التي تقصد تارة إلى الأدب الخالص و وتارة إلى تصوير الحياة المصرية أو الحياة الإنسانية بوجه عام . وقد عرفنا الكتب التى يهجم أصحابها فيها على ضرب من ضروب الحياة ينقدونه نقداً مباشراً , أو على لون من ألوان الحياة يحببونه إلى الناس ويدعونهم أليه , أو على مسألة من مسائل العلم , أو قضية من قضايا الفلسفة , أو مذهب من مذاهب الأخلاق , أو اتجاه من اتجاهات الفن والأدب . كل ذلك وأكثر من ذلك قد ظهر به أدبنا الحديث , وانتهى منه إلى حظ لا بأس به , ولكنه مهما يبلغ من الرقي , ومهم يعظم حظه من التنوع والاختلاف والخصب , فلن يغني عن هذا الفن الجديد القديم الذى ينقد فى سرعة وخفة ودقة وإيجاز , ويحاول مع هذا كله أن يكون كلاماً مختاراً يروق بلفظه ومعناه كما يروق بصيغته وأسلوبه , ويصلح من أجل هذا كله لأن يكون أدباً يجد القارىء فيه ما يحب ان يجد في الأدب من لذة العقل والذوق والقلب والأذن واللسان جميعا.

وقد قلت إن هذا الفن جديد قديم ولابد من أن أفسر هذه العبارة التى تظهر متناقضة وهى على ذلك صادقة كل الصدق ملائمة كل الملائمة لحقائق التاريخ الأدبي من جهة , ولحقائق التاريخ الأدبي العربى من جهة أخرى .

 

 

بيانات الكتاب :

الأسم : جنة الشوك

تأليف : طه حسين

الناشر : هنداوي

تاريخ النشر : 2012

الحجم : 1 ميجا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق