السبت، 12 أكتوبر 2013

الإسلام السياسى وآفاق الديموقراطية فى العالم الإسلامي .. لــ مجموعة من المؤلفين

الإسلام السياسى وآفاق الديموقراطية فى العالم الإسلامي .. لــ مجموعة من المؤلفين

عبارة عن مجموعة من المؤلفين والمهتمين بالديمقراطية الدينية حيث يتقاسم الكتاب ستة مفكرين مهمومين بالإصلاح الديني تجمع بين الخلفية الأكاديمية والنشاط في الحقل الاجتماعي والسياسي .

مقتطف من الكتاب :

لم يفتر النقاش في العالم الإسلامي حول الدور الذي ينبغي للإسلام أن يضطلع به لمواجة تحدى العرب أو اللالتئام معه , منذ الفنرة التي ابتدأ فيها اصطدام الغرب المسيحي الرأسمالي بالعالم الإسلامي ( وبالاخص منذ اواخر القرن الثامن عشر ) اقتصاديا وثقافيا وسياسوااستراتيجيا كانت هناك قضيتان ملحتان : الاولى تتعلق بالمفاهيم العربية ( وكذا القيم ) مثل العلمانية , والتحديث , والتنية . اما الثانية : فترتبط بالمفهوم الغربي ( وكذا المؤسسي ) لللإقليم وللدولة البروقراطية .

خلال السنوات الأخيرة , اكتسى النقاش ولعقود متوالية غداة الحصول على الاستقلال الرسمي , شكلا ملحا واحيانا طابعا حادا , لأن مساعي التنمية كانت مضطربة , ولأن الدولة الحديثة التى حملت مشعل هذه المساعي كانت منصرفة غلى أن تراقب المجتمع اكثر من أن تمثله .

الإسلام السياسيى وافاق الديموقراطيةويمكن أن نعرف التنمية بعجالة على انها المشار الذى بمقتضاه يمكن لوحدة أن تحقق قصاري إمكاناتها سواء من الناحية الكميو أو النوعية . إن الهدف المتوخي من اي مسار للتنمية هو الفعالية المتمحور حول حسن امتلاك الإنسان لمحيطه المادي والأجتماعي . لكن على كل مسار للتنكية يروم الاستمرارية والدوام أن يحدد اهداف فعاليته وفن ثقافته ومرجعيته . فالثورة الصناعية والتكنولوجية الاوروبية قامت من داخل النهضة الثقافية والإصلاح الديني . فالتنمية , من المنظور التاريخي لم تكن نتاجا للمعرفة التكنولوجية فقط وغنما كانت نتيجة للزدهاء الثقافي والإرادية السياسة كذلك . إن الشعور بالاستلاب يكبر , ويكتسي البحث عن الاصالة طابعا ملحا , ان لم يتم تحديد اهادف الفعالية وفق الإطار المرجعي لثقافة ما , كما حدث فى البرامج التنموية لدول العالم الثالث التى اكتفت بالتقليد .

فالتحديث فى الشرق الأوسط لم يكن على العموم مسارا طبيعيا يستجيب لمقتضيات التنمية الاجتماعية الداخلية او الذهنية او التكنولوجية , وإنما كفعل دفاع من جانب كبير . ويمكن أن ننعته والحالة هذه بــ " التحديق الدفاعي " ضد الضغوط التي كانت تمارسها السلطات الراسمالية الاستعمارية , ثم تم ترسيخه من قبل السلطات الاستعمارية فى أشكال تخدم مصالحها , فعلمنة القوانين وتقنينها , ووضع أسس تنظيم قانوني – عقلاني حديث , وتوسيغ نط التعليم الاوروبي العصري بل حتي إنشاء دول ذات سيادة , كلها مسارات طرأت تحت هيمنة اوروبا الرأسمالية المستعمرة وتوسعها .

في خضم النقاش حول التنمية عادة ما يظهر على السطح مفهومان ثقافيان : الأول يرتبط بالحديث و والثاني بالعلمنه . والتحديث مفهوم قد يفضي إلى الخلط الشديد بما يوحي إليه من تطلع او تحول نحو ما تمتلكه المجتمعات الحديثة . والمشكل أن الاشياء التى تمتلكها المجتمعات الحديثة هى تلك التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يحكم على سيطرته واستغلاله للمحيط الطبيغي _ من ذلك على سبيل المثال التصنيع ) . وقد تكون ببسطة الموضات الحديثة أو الاتجاهات الجديدة او كل ما قد يطرأ من ضروب الذوق وماهو من صميم الموضة في الغرب .

وإذن فالتحديث مفهوم مضلل , ذلك لأانه قد يقرن بالتغريب , وهذا الأخير لا يعدو ان يكون استعارة لعادات اجتماعية وثقافية أجنبية ليست بالضرورة متفوقةفى حد ذاتها أو على غيرها .

 

 

بيانات الكتاب :

الأسم : الإسلام السياسى وآفاق الديموقراطية فى العالم الإسلامي

تاليف : مجموعة من المؤلفين

الناشر : مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث

تاريخ النشر : الطبعة الأولى 2000

الحجم : 4 ميجا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق